الوالي سعيد أمزازي يقود احتفالات أكادير بملحمة المسيرة الخضراء في أجواء وطنية مبهرة
أكادير تتألق في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة

باسين عبد العزيز
أنشطة مميزة بإشراف الوالي سعيد أمزازي تجسد روح الانتماء والولاء للوطن
في أجواء غامرة بالفرح والاعتزاز، ووسط تلاحم وطني كبير، احتفلت مدينة أكادير كباقي مدن المملكة بـ الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في لحظات استثنائية جسدت عمق الارتباط بالوطن واستحضرت أمجاد ملحمة الوحدة الترابية التي أطلقها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، واستكمل مسيرتها جلالة الملك محمد السادس نصره الله بعزيمة ورؤية استشرافية نحو مغرب التنمية والوحدة.

وفي إطار برنامج الأنشطة الرسمية لولاية أكادير، أشرف السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، على سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي احتضنتها المدينة احتفاءً بهذا الحدث الوطني الكبير. كانت البداية من المنتجع السياحي “لامدينة”، هذه المعلمة البارزة لمدينة أكادير التي تحولت في هذا اليوم إلى لوحة فنية متكاملة تنبض بالألوان والإبداع.
شهد “لامدينة” تنظيم معارض فنية وتشكيلية رائعة، جسدت روعة الفن المغربي في تنوعه وتكامله بين الحداثة والأصالة، حيث عرض فنانون أمازيغ ومغاربة من مختلف المناطق لوحات تحكي تاريخ الوطن وتستحضر رمزية المسيرة الخضراء. كما تميز الفضاء بعروض مبهرة قدمها فنانون من القارة الإفريقية، ما أضفى على المناسبة طابعًا إفريقيًا متفردًا يعكس عمق الروابط الأخوية بين المغرب وبلدان القارة السمراء.
ولم تقتصر الفعاليات على الفن التشكيلي فحسب، بل احتضن المنتجع عروضًا موسيقية وفنية متنوعة أبدع من خلالها المشاركون في تجسيد قيم الوحدة والسلام والتآخي، في مشهد جمع بين الثقافة والتراث والهوية المغربية الأصيلة. كما كان للحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية حضور مميز، حيث قدموا نماذج من إبداعاتهم اليدوية التي تعكس مهارة الصانع المغربي واعتزازه بموروثه الثقافي العريق.
ومن “لامدينة”، انتقل السيد الوالي سعيد أمزازي والوفد المرافق له إلى حي بنسركاو، حيث تواصلت الاحتفالات وسط أجواء مفعمة بالحماس الوطني. فقد افتتحت الفقرات بأداء النشيد الوطني المغربي، في لحظة مؤثرة رفرفت فيها الأعلام الوطنية وارتفعت أصوات الحاضرين مرددة كلمات الولاء والفخر. بعدها صدحت أنغام “صوت الحسن ينادي” بصوت الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان إدريس المالومي، لتعيد إلى الأذهان مشاهد المسيرة الخالدة وتغرس في النفوس روح التضحية والانتماء.
ولأن أكادير كانت دائمًا عنوانًا للإبداع والتجديد، فقد جسدت هذه الاحتفالات نموذجًا راقيًا في التنظيم والتفاعل الشعبي، حيث توافد المواطنون من مختلف الأحياء للمشاركة في الحدث، حاملين أعلام الوطن ومرددين شعارات الوحدة الوطنية. كما تخللت الأنشطة فقرات استعراضية وفنية بمشاركة شباب المدينة وجمعيات محلية، ما أضفى على المناسبة طابعًا احتفاليًا يجمع بين الوطنية والبهجة الشعبية.
لقد عاشت أكادير يوماً وطنياً استثنائياً بامتياز، تتويجاً لمسيرة خمسين سنة من النضال المتواصل من أجل تثبيت الوحدة الترابية وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وفق الرؤية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الصحراء المغربية قلبًا نابضًا لمشروع التنمية المتكاملة وربط الإنسان بالأرض في إطار من الكرامة والانتماء.
بهذه الروح الوطنية العالية، أكدت ساكنة أكادير مرة أخرى أن المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث تاريخي مضى، بل مسيرة مستمرة في البناء والوفاء، تتجدد مع كل جيل وتترسخ في الذاكرة الجماعية كشعلة لا تنطفئ.
بقلم: باسين عبد العزيز


