الأخبار

ندوة صحفية حول النسخة السابعة للمعرض الدولي للمنتوجات المحلية تحت شعار “الماء أساس فلاحة مستدامة”

بقلم: باسين عبد العزيز – أكادير

في أجواء تميزت بالحوار البنّاء والتفاعل المثمر، احتضنت عشية اليوم قاعة الغرفة الفلاحية بمدينة أكادير ندوةً صحفية هامة، وذلك في إطار التهييء للمعرض الدولي للمنتوجات المحلية، المزمع تنظيمه بساحة المعارض بمدينة أكادير خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 30 يوليوز الجاري. وقد نظّمت هذه الندوة تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبتنسيق مشترك بين الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة وجمعية المعرض الدولي للمنتوجات المحلية.

 

حضر هذه الندوة ثلة من رجال ونساء الإعلام يمثلون مختلف المنابر الإعلامية الوطنية والجهوية، إلى جانب مسؤولي الغرفة الفلاحية يتقدمهم رئيس الغرفة السيد يوسف الجبهة، ومدير الغرفة السيد الحسن أومغار، حيث أدارا أشغال الجلسة الصحفية بتفاعل وشفافية، مجيبَين على مختلف تساؤلات الصحفيين ومبرزين الأهداف الأساسية للمعرض، وكذا الرؤية العامة لتنظيمه وهيكلته ومحتوياته.

في مداخلته، أكد السيد يوسف الجبهة أن هذا المعرض يشكل محطة سنوية هامة لدعم وتسويق المنتوجات المحلية التي تزخر بها جهة سوس ماسة، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالعالم القروي. وأوضح أن الغرفة الفلاحية تعمل بشكل دائم من أجل تثمين هذه المنتوجات وتوسيع دائرة انتشارها، سواء في الأسواق الوطنية أو الدولية، عبر تحفيز التعاونيات والجمعيات المنتِجة وتمكينها من فضاءات العرض والتسويق.

من جانبه، ركز مدير الغرفة الفلاحية على الجوانب التنظيمية واللوجستيكية المصاحبة لهذا الحدث الكبير، مبرزاً حجم التنسيق مع مختلف الشركاء من أجل إنجاح هذه الدورة، التي تراهن على استقطاب أعداد كبيرة من الزوار، سواء من ساكنة أكادير وزوارها أو من المهنيين والفاعلين في مجال المنتوجات المجالية.

وقد تميزت الندوة بطرح مجموعة من القضايا المهمة من قبل ممثلي وسائل الإعلام، حيث طرح الإعلامي الأستاذ أحمد البخاري تساؤلاً محورياً حول مشكل ندرة المياه وتداعياته على مستقبل الفلاحة والمنتوج المحلي، لا سيما في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة. وفي رده على هذا الإشكال، أوضح مدير الغرفة الفلاحية أن هذه القضية توجد في صلب اهتماماتهم، مشيراً إلى البرامج التي يتم تنفيذها من أجل تشجيع السقي المقتصد للماء، والتحول نحو زراعات أقل استهلاكاً للموارد المائية، إلى جانب تأطير الفلاحين وتعزيز وعيهم بضرورة التكيف مع التغيرات المناخية.

كما عبّر بعض الزملاء الإعلاميين عن ملاحظاتهم بشأن نقل المعرض إلى ساحة المعارض، وطرحوا إشكالية صعوبة التنقل والوصول إلى هذا الفضاء الجديد، خاصة من طرف ساكنة المدينة والزوار. وفي هذا السياق، قدّم مسؤولو الغرفة توضيحات بشأن اختيار هذا الموقع، مؤكدين أنه تم بناءً على معايير تنظيمية وتقنية دقيقة، مع الالتزام بتوفير وسائل تنظيمية مرافقة وتنسيق مع الجهات المعنية من أجل تسهيل تنقل الزوار وضمان انخراط الجميع في إنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية المهمة.

وفي ذات السياق، تدخل نائب رئيس جهة سوس ماسة، السيد حسن مرزوقي، حيث ثمّن مبادرة تنظيم هذه التظاهرة ذات البعد الاقتصادي والثقافي، وحرص على تقديم توضيحات وافية بشأن مختلف الاستفسارات الإعلامية، خاصة ما يتعلق بمكان تنظيم المعرض وأسباب اختياره. كما أبرز التزام الجهة بدعم مثل هذه المبادرات التنموية التي تخدم التعاونيات المحلية وتسهم في تثمين المنتوجات المجالية، مؤكداً أن التظاهرة تندرج ضمن الرؤية الجهوية الرامية إلى النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمنطقة.

وسيشهد المعرض، الذي سيمتد على مدار ستة أيام، تنوعاً كبيراً في برنامجه الثقافي والاقتصادي، حيث سيكون الافتتاح الرسمي مرفوقاً بعروض فنية فلكلورية تبرز الموروث الثقافي للمنطقة، إلى جانب تقديم ورشات حكي تفاعلية موجّهة للأطفال حول المنتوجات المحلية الخاصة بجهة سوس ماسة، وذلك في محاولة لغرس ثقافة الاهتمام بالمنتوج المحلي في الجيل الناشئ.

وسيكون للأطفال كذلك موعد خاص يوم السبت 26 يوليوز مع لعبة تفاعلية تعليمية تهدف إلى تمكينهم من اكتشاف مختلف المنتوجات المعروضة داخل أروقة المعرض، وذلك من خلال توجيهات وأسئلة تعليمية تُقدّم في مجموعات صغيرة بإشراف مؤطرين متخصصين.

ومن بين أبرز محطات المعرض، تنظم ندوة علمية يوم السبت 26 يوليوز حول موضوع: “إشكالية تدبير الموارد المائية: الحلول والمستجدات”، وهو موضوع يكتسي أهمية كبرى في ظل التحديات التي تعرفها بلادنا نتيجة التغيرات المناخية وشح الموارد المائية. وستشهد هذه الندوة مشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين والفاعلين المؤسساتيين، حيث سيتم تقديم أوراق علمية ومقترحات عملية تروم تحسين تدبير المياه، خاصة في ارتباطها بالقطاع الفلاحي والمنتوجات المجالية.

كما سيُخصص اليوم الأخير من فعاليات المعرض لمواضيع تقنية ومهنية، أبرزها ورشة حول مساطر الترخيص الصحي لوحدات تثمين المنتوجات المحلية وتصديرها، وهي فرصة للتعاونيات والمقاولات الصغيرة للتعرف على المعايير القانونية والصحية المطلوبة لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق الوطنية والدولية.

وسيُختتم المعرض بحفل تكريمي يتم خلاله توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على العارضين المشاركين، تكريماً لجهودهم وتحفيزاً لهم على مواصلة الاشتغال في مجال تثمين المنتوج المحلي والابتكار في طرق عرضه وتسويقه.

وإلى جانب الفعاليات الحضورية، سيتم دعم فعاليات المعرض بحضور رقمي واسع من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية للمعرض، حيث سيتم بث لحظات من المعرض مباشرة، ونشر تقارير مصورة، بالإضافة إلى تغطية صحفية مستمرة تواكب الفعاليات وتوثق لحظات المعرض بالصوت والصورة، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز إشعاع المنتوج المحلي عبر مختلف القنوات الإعلامية.

إن تنظيم هذه الندوة الصحفية وما رافقها من تفاعل إعلامي واسع، يعكس الدينامية المتواصلة التي تشهدها جهة سوس ماسة في مجالات التنمية القروية وتثمين المنتوج المحلي، ويبرز مرة أخرى الدور الكبير الذي تلعبه الغرفة الفلاحية والجمعيات المهنية في تحريك عجلة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وجعل المنتوج المحلي أداةً فعالة لخدمة التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: