مهرجان تيميتار في دورته العشرين… إشعاع فني عالمي ونبض ثقافي متجدد بأكادير

بقلم: باسين عبد العزيز

استطاع مهرجان تيميتار في دورته العشرين أن يطلّ على جمهوره بحلّة فنية متميزة، مؤكداً مكانته كأحد أبرز المواعيد الثقافية والفنية بالمغرب وإفريقيا. وجاءت هذه الدورة متزامنة مع احتضان المملكة المغربية لفعاليات كأس إفريقيا للأمم، ما منح المهرجان إشعاعاً دولياً خاصاً، وجعل مدينة أكادير قبلة لفنانين وجماهير من مختلف أنحاء العالم، لاسيما من القارة الإفريقية.

وشكّل مهرجان تيميتار فضاءً حقيقياً للفرجة والتلاقي الفني، حيث أبدع فنانون مرموقون في مجالات الغناء والموسيقى، مقدمين عروضاً مزجت بين الأصالة والتجديد، وعكست غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي والإفريقي والعالمي.

وساهم في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الكبرى مختلف المتدخلين، في مقدمتهم والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، الدكتور سعيد أمزازي، إلى جانب مدير المهرجان إبراهيم المزند، وكافة الأطر المشرفة على التنظيم.
كما يُسجَّل، وباعتزاز كبير، الدور المحوري الذي قامت به السلطات المحلية بمختلف أطيافها، من سلطة ترابية وأمنية، إلى جانب السلطات المحلية، ورجال الأمن الوطني، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، وكافة المتدخلين، الذين سهروا بروح عالية من المسؤولية على تأمين مختلف فضاءات المهرجان، وضمان مرور فعالياته في أجواء آمنة ومنظمة، عكست صورة حضارية ومشرّفة لمدينة أكادير.

انطلاقة قوية من ساحة الأمل

وانطلقت فعاليات المهرجان في يومه الأول من ساحة الأمل، بعروض مميزة لكل من أحواش بنات اللوز وراسكــا وتكشبيله، إلى جانب فنانين عالميين من قبيل كريس إم وألفا بلوندي، إضافة إلى الفنانة فاطمة تبعمرانت ودي جي وڤي جي كلامور، فضلاً عن أسماء فنية أخرى بصمت على حضور لافت.

وبمسرح الهواء الطلق، قُدمت عروض فنية لكل من شان ال وايزابيل نوفيلا، كما تم خلال السهرة تكريم الفنان الراحل عموري مبارك من طرف هشام ماسين، في لحظة اعتراف مستحقة برمز من رموز الأغنية الأمازيغية.

اليوم الثاني… تنوع فني وإيقاعات متعددة

وفي يوم الخميس 18 دجنبر، كان جمهور ساحة الأمل على موعد مع عروض أحواش طاطا، ودوبل زيكس، وييغز، والمجموعة العريقة بقيادة المايسترو عبد الهادي أزنزارن، إلى جانب فقرات دي جي ساوند أوف مينت وڤي جي كلامور.

أما مسرح الهواء الطلق، فقد احتضن حفلاً مميزاً شاركت فيه الفنانة مروة ناجي رفقة أوركسترا هشام التلمودي، إضافة إلى مجموعة أزا، في أجواء موسيقية راقية لقيت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.

اليوم الثالث… الوفاء للتراث والاحتفاء بالرموز

وتواصلت فعاليات المهرجان يوم الجمعة 19 دجنبر بساحة الأمل، من خلال عروض أحواش أكلكال، ومجموعة الوعباني، والفنانة جيلان، والفنان الشعبي نسيم حداد، إلى جانب فقرات موسيقية لدی جي وڤي جي كلامور.

وبمسرح الهواء الطلق، قُدم عرض لمجموعة لابس، كما شهد المسرح لحظة وفاء مؤثرة، تم خلالها تكريم الراحل محمد رويشة من طرف بدر وعبي رفقة شيخات زيان، في مشهد أعاد إلى الأذهان القيمة الفنية الكبيرة لهذا الرمز الخالد.

ختام استثنائي وحضور جماهيري قياسي

واختُتمت الدورة العشرون لمهرجان تيميتار بحضور جماهيري غفير، خاصة في اليوم الأخير بساحة الأمل، حيث توافد الآلاف من المتفرجين الذين تفاعلوا بحماس مع فقرات السهرة الختامية، في أجواء احتفالية جسّدت عمق العلاقة التي تربط المهرجان بجمهوره الوفي.

وهكذا، يؤكد مهرجان تيميتار من جديد مكانته كموعد سنوي راسخ في الذاكرة الثقافية لمدينة أكادير وساكنة سوس، ومحطة فنية كبرى للاحتفاء بالموسيقى، والتنوع الثقافي، والانفتاح على العالم، ضمن موسم بات جزءاً لا يتجزأ من هوية المدينة ونبضها الفني المتجدد.