أخبار جهويةأعمدة

اشخصك يا اكادير مهرجان يضحك ويسير

 

الحسن البوعشراوي

      تعيش هذه الأيام اكادير على إيقاعات قهقهة الفكاهة والضحك ، من خلال مهرجان الضحك الذي نظم  في غير وقته ، رغم ما تعيشه المنطقة من أزمة خانقة ، كثرة الوقفات الاحتجاجية والإضرابات ، فمن وقفات مستخدمو الفنادق وعمال المعامل الذين تاهوا بين مطالبهم المشروعة والتشبث بالعمل الشريف الى المجتمع المدني تضامنا مع الخادمة فاطيم ، الى كثرة الانتحارات والجرائم هنا وهناك … المستشفيات عمتها الفوضى ولا رقيب ولا حسيب  …  بعض مدارسنا اصابها تهميش ، لا تعليم في المستوى لا مقررات قد تفيد في التثقيف وزرع حب الأوطان …. كثرة البطالة وشبابنا يتسكع في الشوارع بلا عمل ولا خدمة تلهيه ، جلبته طاغية المخدرات من قرقوبي ومعجون وسيلسيون ، اصحاب المشاريع ضربهم كساد لم يروا له مثيل ، وتقلت كواهلهم بالضرائب بالزيادة ، لا امن ولا أمان بمناطق معروفة  ، منها خرج مواطنون بلافتات مكتوب عليها “واك واك اعباد الله نريد الامن”…  قلة توافد السياح على المنطقة شل الحركة بصفة نهائية ، حتى يخيل لك ان اكادير السياحية نفر منه القريب والبعيد ، حقوقيون ينددون ولا من يستجيب ، ترى الناس دلهاء من كثرة الهم والغم الذي اصابهم ، ومستقبلهم ومستقبل ابناءهم تبدد كالسراب،  بعد وعود مطمئنة واهية ، اهل البوادي هجروا ديارهم الى ضاحية المدينة نتيجة القحط والجفاف الذي عرفته البلاد مند سنوات ، بحتا عن عمل يعيل أسرهم ، لعلهم يحصلون على  قبر الحياة يسترهم، أمنيتهم العيش كالحضرفي النعيم ، فلما حطوا الرحال إصابتهم الويلات من كل جانب ، هدمت براريكهم وأكواخهم وصنفت بناءا عشوائي ، بعد ان اشتروا البقع ودفعوا أتمنتها قسطا مثقلا كمحصول سنوات من الكد والعمل المضني ، عرقوا ليل نهار للعيش الكريم واتاهم السخط برهة لتشتتوا بين السهاب والجبال بعد ان دمرت حيطانهم بين عشية وضحاها ، اتاهم زمهرير جرافات لا تدع ولا تدر ، لا من يرفق حالهم …

       ولا ننسى  أولائك الذين شكلوا تنسيقيات  للدفاع عن اراض تركوها لهم الاجداد ، فلخبط  يوما من هو سام فاربك طلاسمهم بانها له وليست لهم ويتركهم في جحيم عسير ، تحديد عشوائي ورعي جائر وخنزير بري سخط  نزل كالصاعقة من رحم قرارات عشوائية  ، لا الجد استوي ولا الولد تهدى في سهده وهو يتمتم في كل لحظة بعد ان كسر جدار الخوف والصمت  : “الانسان يموت على ارضه او عرضه” .

       هذا جزء من ما تعيشه نواحي ولاية  اكادير من مشاكل جمة ، وما خفي كان اعظم ، دون مراعاة الاكراهات التي تعيشها المنطقة ، ويتم الترخيص لمهرجان بلا فائدة ، مهرجان الضحك الذي زرته بعد ان اكرم علي احد هم بورقتين للدخول  ، بعد ان منعت الصحافة من الحضور الا المقربون ،  ودخلت القاعة المخصصة للافتتاح ، فظهر لي العجب والعجاب ، الامن الخاص منتشر في كل مكان ، حواجز لم ارى لها مثيل ، فالمدخل تم تفريقه الى ممرين واحد لاناس “هاي كلاس” والذين دفعوا اثمنة باهظة ، والثاني لاناس بسطاء اقل ما دفعوا 200 درهم ، المهم ظهر لي ان المنظمون مرتبكون ولا يعون ما يفعلون ، وانا الج القاعة المخصصة للحفل واجهتني فتاة فأشارت لي الى مكان جلوسي وهي كراسي مبثوثة في الوراء ، ونوعها ليس كالذي بالإمام والمزركش البديع الألوان ، قاعة الوانها حمراء عمت المكان وصخب مكبرات الصوت ازعج ادان الزوار ، اغلب الحضور فتيات في مقتبل العمر ، وهن منهمكات بهواتفهن دون الاكتراث ما يجري ويدور ، طبعا هذا قبل اعطاء كلمة الافتتاح الذي بدا متأخرا ، لم يظهر لي بين الحضور الناس البسطاء الفقراء ، لان الحواجز المبثوثة وارتفاع اثمنة الدخول كانت معيقا لهم للتبرك برؤية احد الفنانة او الممثلين المشاركين في بهجة منصة المهرجان العجيب .

      المهم قرات ما في السطور وانسللت بين الحواجز والغيظ الم بي ، اولا لمنعي كصحفي للحضور رغم اني   قمت بالإعلان لهذا المهرجان في موقعي الاليكتروني الاخباري ، وكان جزائي في الاخير هو الاستغناء عن مواكبتي للمهرجان مثلي مثل كافة الزملاء بالجهة ، وهذا هو مصير الجنس الصحفي بالجهة ، التهميش ودون التعريف بدوره الكبير في ايصال المعلومة لابناء الجهة حتى ولو ان مدير المهرجان حفيظ إدحموش صرح  سابقا لوسائل الاعلام :  “لقد قمنا بدعاية إعلانية كبيرة … مشكورة على ذلك، العديد من وسائل الإعلام بحديثها وكتابتها عن المهرجان، وهذا في حد ذاته نعتبره نجاحا كبيرا للترويج للمدينة بالدرجة الأولى وللمهرجان بدرجة ثانية، كما نعتبر ما قمنا به جزءا من الاعتراف بالجميل لأفضال هذه المدينة علينا ولمكانتها في قلوبنا”.

      لا باس!! المنظمون نعرفهم ونعرف مستواهم وغرضهم من تنظيم هذا اللقاء وهو الربح دون مراعاة الجانب الاجتماعي ، مما دفعهم الى صد ابواب المهرجان لكل اطياف المواطنين والولوج الى الحفل ، سواء اذاك الذي يقطن الجبل والوادي او ذلك الذي يسكن المدينة والضواحي ، هيهات  !!  لو  خففوا تمن التذكرة لتكون في متناول الجميع لكان احسن ،  وليس تركهم يبصبصون ويسمعون ويشاهدون عبر التلفزة والمذياع والمواقع الاليكترونية ان هناك مهرجان للضحك باكادير ، لكن غلاء اثمنة الدخول كانت صدا منيعا من المشاركة دون التبرك برؤية والتقرب من الفنانة والممثلين  واخذ صور تذكارية معهم لتشفي الغليل ويحسون بانهم نفر من المجتمع .

     عجبا للمسئولين الذين رخصوا لمثل هذه المهرجانات التي تستنزف الجيوب بأثمان خيالية ، وتمنع المغلوبين على امرهم دون التمتتع لمتابعة المهرجان ، لينالوا قسطهم من البسط مثلهم مثل الاغنياء ، ونحن نعيش ازمة خانقة في معظم القطاعات ، فالضحك يخصنا فعلا لكن ان يكون للعموم وفي الهواء الطلق مثله مثل جميع المهرجانات وعلى الخصوص ان كانت مدعمة من طرف مؤسسات ومصالح تابعة للدولة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: