الأخبار

…طاطا .. من يسبق الآخر علامات المرور أم تعبيد الطريق ؟

طاطا :عبد الرحيم طاطا

لن نطيل التعريف بعمالة طاطا ، أو مدينة طاطا بوابة الصحراء . بوابة الأقاليم الجنوبية . الجامعة للبلديلت الأربع: بلدية فم زكيد إتجاة مدينة ورزازات . والمركز ميدنة طاطا . والجماعتين الحضريتين أقا وفم الحصن اتجاه مدينتي بويزكارن وأسا  .

نبقى بطاطا ، وندخل من أحد أبوابها الثلاثة ، فنتخول بشوارعها المتواضعة .لنكتشف هذه المدينة الإدارية الأصل . هذه الإدارات العمومية هي سبب حظ طاطا من الهجرة الداخلية من المدن نحوها ، بحثا عن عمل . وفي المقابل ترسل هذه المدينة بعثات من أبنائها نحو المدن الداخلية الشرقية فلا تكاد تراهم إلا في عيد الأضحى .ذلك راجع إلى عدم حصولهم على عمل داخل مدينتهم السائرة نحو التقدم ببطء يسير .

لذا تحاول الجهات المعنية تطوير الجزء القليل من واجهة المدينة – أو العمالة كما يطلق عليه السكان المحلييين –كتزيين الشوارع الكبرى وغيرها لإظهار التطور العمراني بالمناطق التي تعرف حركة من قبل القاطنين ليلا من أجل استنشاق الهواء . كهروب لهم من قهر الحر بالمنازل التي تجمع جدرانها حرارة الصباح لتحولها ليلا إلى فرن ساخن .

… والمهم وأنت تتجول بهذه المدينة . خاصة إن كنت قاطنا حاضرا بها ، فلا بد أن تصادف بعض العجائب السلبية المخالفة للنمو العمراني . لذلك ترجع العجلة إلى الوراء فيحز ذلك الملل في النفس .هذا الملل تجده بالأحياء التي لاتكاد تكون راقية رغم أنها تعتبر المجال الحضاري المكون لها . فلنعطي مثالا عن ذلك الإشمئزاز والتهميش الجبان بطبعه . فنضرب المثال الأول بحي القصبة وحي النهضة المجاوران لمسجد العتيبة .

أي حي هذا ؟ .وكيف نسمي طرقها شوارع ؟ .

في السنة الماضية مقربة من مسجد العتيبة علق على إحدى العلامات مشروع تعبيد طريق حي القصبة وكذا  تهيئة الرصيف .خصص لعمر هذا المشروع 10أشهر كمدة قصوى لانجازه. إلا أنه في الواقع على أرض الواقع . العكس تماما إنما شيدت الحواشي الإسمنتية التي توضع على جنبات الطريق . ولم يعبد الإ نصف أحد الشوارع . أين هي الميزانية التي لم تصلح الطريق . ؟

ننتقل إلى حي النهضة المهزلة الكبرى بشوارعها التي وقع لها ما وقع للحي المجاور لها { القصبة } لا طريق معبد ولا رصيف . بل جحارة على الطريق . ولكن الغريب بها وجود علامات المرور الواقفة  على جذوعها المغروسة على التراب تشير بعلامات الوقوف للسائر وتحذره من تجاوز 40 في السرعة  . لا علاقة .  ليس 40 في السرعة هو الذي تجاوزته الشاحنات والسيارات ولكن 40 مليون هي التي تجاوزت الحدود .

هذان مثالان بسيطان إن اتضحت الصورة . وربما قد اتضحت . على جنبات الطريق توجد بصراحة حاويات الأزبال حديثة العهد .لكن تحتها مليء بالأزبال المتبقية قبل وضع هذه الحاويات في المكان المخصص لها .  بقع سوداء لم يتخذ أي جهد من أجل ازالتها . لماذا فلتسأل ؟

هذان مشكلان بسيطان تعاني منهما المدينة وليس هذا هو المشكل .لكن المشكل يكمن في تضرر المجال الحضاري نفسه .فما هو حال الدواوير المجاورة .

هذا دوار السونح الذي لا يفصله عن المركز الإ الوادي – وادي طاطا – الذي لا يمتلئ إلا عند سقوط الأمطار كغيره من الوديان الأخرى . ساكنة هذا الدوار يبقون خارج المدار الحضاري كلما عرف المياه جريانا بهذا الواد . بالرغم من ذلك فلم يتم التفكير في وضع حتى قنطرة بسيطة تربط السكان بأشغالهم اليومية علما أنه حتى في الحالات العادية يجد السكان صعوبة في قطع المسافة التي يشملها الوادي . رغم وجود عقبتان مدرجتان بالإسمنت إلإ أنهم لم يقدموا العون لأبناء الدوار الذين يجتازون الوادي يوميا حلملين دراجاتهم الهوائية فوق ظهورهم في اتجاه المدرسة . ولم يستفد هذا الدوار وغيره من شاحنة حمل الأزبال البلدية .لذا فتظطر إلا رِؤية كومات من الأزبال المتواجدة على كلتا ضفتي النهر . وهذا أيضا ما تجده على وادي القصبة في اتجاه السوق  الواضح على هذه الصورة .

وفي الجهة المقابلة – لواد السونح – تجد المياه الراكدة التي قطعت هذه الأيام الطريق على الدوار لولا الحاجز الإسمنتي الذي وضعه أهل الدوار كبديل لعدم امتلاء ملابسهم بالماء . الملوثة فإذا بالأطفال يتهافتون على السباحة بها دون خشية من أي مرض كالهستيريا التي غالبا ما يصاب بها مثل هؤلاء الأطفال .علما أن بعض المناطق غلى هذا الوادي تعرف جاذبية من مياهها نحو الأسفل كما يحكى عنه . دون تدخل من السلطات في منع أو تنبيه هؤلاء الأطفال من السباحة على هذه المياه .

لن تنتهي المشاكل التي تعاني منها المدينة الحضارية طاطا .فكل ساكن بها يرى عيبا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: