الحوادت

طفل يذبح من الوريد إلى الوريد وينجو والجاني يموت

اكابريس انفو

كان من الممكن أن يخلد إلى القليل من الراحة لو أن المدرسة العمومية حجزت له مقعدا في صفوفها، بدل أن يجد نفسه في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين يرعى الغنم وهو لم يتجاوز عتبة عقده الأول إلا بسنوات. كان من الممكن أن يمارس شغبه في مخيم من المخيمات الصيفية لتكسير الرتابة التي تقتله في قريته غير المتوفرة على أبسط مرفق ترفيهي بالمواصفات المطلوبة.

تتحدث التفاصيل التي استقيناها من مصادر متعددة ، بأن شخصا ( حوالي 45 سنة ) غريب عن دوار الريحيين التابع للنفوذ الترابي لجماعة مصمودة بإقليم وزان ، تسلل يوم الأربعاء 31 يوليوز إلى المنطقة ، قادما إليها من جماعة قروية بإقليم القنيطرة حيث مقر إقامته . وهو في أحد حقول الدوار في عز هجير الحرارة المتقدة التي تزحف على المنطقة في هذا الفصل من السنة ، استرعى انتباهه طفل قاصر ( أيوب البهجاوي 13 سنة ) يرعى غنمه في إطار المساعدة التي يقدمها لأسرته كما هو الشأن في كل قرى المغرب . في هذه اللحظة جال في خاطر الجاني أكثر من سيناريو للظفر برؤوس الأغنام من دون أن ينتبه أحد لما سيقدم عليه . وفي سرعة البرق تجرد من كل مشاعره الإنسانية، وداس حرمة الشهر المبارك، فقرر التخلص من الطفل بمداهمته وذبحه من الوريد إلى الوريد بعد أن استل من تحته سلاحه الأبيض …الطفل يخور ، والدماء تنساب من عنقه ، بينما الجاني يضع سلاحه في غمده ، ويسوق قطيع الغنم البالغ عدد رؤوسه ستة عشر ….في هذه اللحظة بالذات تقول بعض مصادرنا سيطوق سكان دوار الريحيين المنطة ، بما فيها غابة مجاورة بحثا عن المجرم بعد أن وصل إلى علمهم خبر جريمته . وآخرون تكفلوا بنقل الطفل إلى مستشفى ” أبي القاسم الزهراوي ” الإقليمي بوزان ومنه إلى المستشفى الجهوي بالقنيطرة الذي تدخلت أطره الطبية وأنقذت الطفل من الموت بعد قطع الجاني قصبته الهوائية .

عملية البحث عن الجاني بالغابة لم تدم طويلا ، بحيث تقول مصادر متعددة بأن الجاني حاول مقاومة الساكنة ، فتهاوى بعد أن خارت قوته وألقي عليه القبض وسلم إلى الدرك الملكي الذي حوله إلى قسم مستعجلات مستشفى وزان ، قبل أن يفتح معه تحقيقا حسب المساطر المعمول بها في مثل هذه القضايا الجنائية ، لكن التحقيق توقف في بدايته بعد أن تدهورت حالته الصحية ، حيث سيفارق الحياة بمستشفى وزان الذي نقل إليه مرة ثانية .

المأساة انتهت بنقل جثة الجاني إلى مستودع الأموات بالقنيطرة قصد التشريح ، ومن ثم تسليم جثته إلى أسرته . أما الطفل فتقول بعض المصادر بأنه قد اجتاز مرحلة الخطر، لكنه لا زال تحت المراقبة الطبية.

 محمد الحمضي لصافي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: