أخبار جهوية

انزكان : كرنفال “بيلماون” يخلق الحدث الفرجوي الاحتفالي الجماعي

في اطار الاحتفالات بعيد الاضحى المبارك تعرف العديد من المدن والحواضر والقرى، بجهة سوس ماسة درعة، احتفالات خاصة بظاهرة” بوجلود “” بيلماون” او “بوالبطاين”، ويزداد الاهتمام والاحتفاء بهاته الظاهرة، خصوصا بمدن تزنيت ،واكادير، والدشيرة، وانزكان ،وتارودانت، مع اختلاف في مظاهر واشكال الاحتفال، حيث ان تزنيت مثلا تجمع بين لوني “بوجلود” و”ايمعشارن”في حين ان مدن انزكان والدشيرة تجمع بين الوان كثيرة الى جانب بوجلود حيث الكرنفال وفرق اسمكان والمجموعات…. مما يضفي على ايام العيد بهجة وسورا وفرحا جماعيا، يعطي للظاهرة طابعا فرجويا جماعيا ويجتمع البهلاونيون والممثلون والمهرجون في ساحات عمومية عرفت ولاتزال تعرف هات الظاهرة الاحتفالية الجماعية “اسايس” وهو مكان عمومي يوجد في وسط تجمعات سكنية، ويقصدها الجميع ليعيش ويستمتع بلحظات يجتمع فيها الفرح والمشاركة الجمالية لكل الحاضرين ،ممثلين ومتفرجين هاته الظاهرة الجمالية والفنية، وان كانت قد فقدت في السنوات الماضية طابعها المعنوي الى انه في السنتين الاخيرتين عاد اليها اليها التنظيم وعادت اليها صورتها المضيئة والمشرقة، حيث اصبحت تعرف مشاركة الجمعيات المحلية والاقليمية والمنظمات ومجموعات فنية معروفة ومحترفة، في تنظيم مثل هاته المهرجانات (الكرنفال) في ظروف تتوفر فيها جميع شروط الفن الشعبي الاصيل، وتقام في اماكن تعرف تنظيما وامنا محكما خصوصا حينما تدخلت الجهات الوصية ومؤسسات خصوصية وعمومية، لدعم هاته الانشطة الفنية وبتنسيق مع الجهات الامنية والمكلفة بالوصاية على المجال “الترابي” “العمالة” وهذا ما اكسب لهاته الاحتفالات طابعا تنظيميا محكما خاليا من الانحرافات السابقة “الاعتداءات على الحاضرين” ترويج المخدرات “السرقة” “التحرش، كل هاته الظواهر بدأت تنمحي وتختفي بفضل تجند الجمعيات ورجال الامن بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم ورتبهم ، لاجل انجاح هاته التظاهرات الفنية الشعبية الاصيلة ،فبجلود ظاهرة فنية شعبية اجتماعية امتد طوال قرون من الزمن ويمتد اشعاعه الى خارج التراب الوطني بل هناك من المختصين، والباحثين ،والمؤرخين، من يرجع الظاهرة الى التاثير الافريقي على ثقافتنا عبر سنوات التلاقح والثقافي والهجرة المتواصلة عبر قرون وعقود من تاريخ رحلات وقوافل التجارة بين المغرب الاقصى وعمقه الافريقي في بلاد السودان والسينغال وغانا مما ادى الى امتزاج عرقي وتاريخي وفني اعطى العديد من الالوان الافريقية الممزوجة والمتواصلة مع الفنون الشعبية المغربية”كناوة” “اسمكان” بوجلود ، كما ان بعض الانطولوجيين، والانتربولوجيين، يرجعون الظاهرة الى ما هو لاديني وثني يعود الى ما قبل ظهور الاديان السماوية ،حيث كانت ساكنة هاته الازمان الغابرة يغتنقون بعض الديانات الطوطامية “عبادة الاوتان” و”الاحجار” و”النجوم” او بعض الحيوانات فيتقربون اليها وبها ،او يتشبهون بها لذا، فان الظاهرة في عمقها ذات بعد روحي ـ ديني ـ ولاكنها بعد الاسلام ،اتخذت طابعا فرجويا وان كانت ما تزال تحتفظ ببعض التاثيرات الطوطامية ولهذا يجب التعامل معها من زاوية انها تحمل حقبة تاريخية وشكلا فنيا يؤدي وظيفة فنية وروحية في اطار الاحتفال والاحتفاء بالذات الجماعية ،لان الفرحة التي تسود هاته الامكنة التي تقام فيها هاته المهرجانات هي فرحة جماعية، والفن بذلك لايخضع لمقياس الذوق الفني الخاص وانما بالذوق العام، الناس جميعا يرقصون، وجميعا يضحكون ،هكذا اذن هي وظيفة هذا الفن الفرجوي العفوي التلقائي ،لذا على المسؤولين والمشرفين على هاته التظاهرة ان ينظروا الى هاته المهرجانات من زاوية انها ملك جماعي ،لافردي، وبالتالي يجب العمل على ازالة كل الشوائب التي التصقت بها في السنوات العجاف السابقة، فالظاهرة ليست لاجل الكسب المادي ولاجل التسول، ولايجب على الجمعيات التي تهتم بهاته الظاهرة ان تستغل هاته المناسبات التي تقام فيها هاته الاحتفالات لاجل تمرير رسالات سياسية ،او انتخابوية ،ولا لخدمة اجندة بعض المسؤولين او المنتخبين لانهم بهذا العمل السياسوي المقيت انما يشوهون ويسيؤون لهاته الظاهرة التي خلقت لاجل ادخال الفرح الجماعي الى المجموعة البشرية التي تعيش هاته الظاهرة بطقس من طقوس حياتها اليومية والاعتيادية، ان الاموال التي تصرف باسم التنمية البشرية او باسم الدفاع عن الحقوق الثقافية او باسم الدفاع عن هذا الفن اوذاك ولايجوز اعتبارها منة او منحة، وانما حق من حقوق هاته الامة الحفاظ على تراثها الشعبي هذا التراث الذي يعود بنا قرونا وقرونا والى غابر الازمان لنطلع ونكتشف ونحقب فترة من فترات النمو الثقافي او التعرف على شكل من اشكال التطور الفني والفكري والثقافي لذا فئة من فئات المجتمع وفي حقبة من حقب التاريخ لذا فالاولى والاجدى من مثقفي اليوم ان يتصدروا لكل من يسيء الى هذا الفن او يشوه هدفه النبيل “الاحتفال الجماعي والضحك الجماعي” وعليه وجب على الجميع من مثقفين ومفكرين واعلاميين ان يزيحوا الصور المسيئة والمشوه لهذا الفن الفلكلوري الاصيل ،وليس العبث به او التكسب به او الركوب عليه لأجل مصالح خاصة او حسابات حزبية ضيقة، وقد عرفت المسيرة الكرنفالية “بيلماون” لهاته السنة مشاركة ازيد من 4500 مشارك ومشاركة، وكما تتبعها ازيد من خمسين الف من المتفرجين عبر طول الشارع الذي خصص للاستعراض الفرجوي الفلكلوري الشعبي المتميز والناحج في نسخته الثانية لهاته السنة، وذلك بفضل تظافر جهود الجميع، غير انه يحتاج الى ماسسة تدبيره، وذلك عبر خلق اطار تنظيمي (جمعية ) يتولى التدبير والتسيير المبني على حكامة تقوم على الشفافية، قصد الارتقاء به نحو مصاف المهرجانات الدولية وليكون علامة مميزة للمنطقة ،خاصة وانه يحمل هوية محلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: