كوارث طريق الصويرة اكادير، وتستمر الحوادث والأعطاب المميتة !!!
يعزي الكثير من مستعملي الطريق الوطنية رقم واحد الرابطة بين الصويرة واكادير توالي الحوادث المميتة والخطيرة فيها الى الإهمال واللامبالاة والهشاشة التي تعاني منها من مبدئها الى آخر نقطة باكادير ، وهذا راجع الى قصر البعد التنموي لدى المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي ومديرية التجهيز والجهات المعنية ، خاصة ان على هذا الطريق تصطف عدد مهم من المراكز الحضرية والأسواق الأسبوعية واليومية منها دون ان ننسى وجود مقرات لعدد من الجمعيات التنموية القائمة على قارعة الطريق .
اذا كان الأمر يستدعي الترحم على أرواح شهداء الطريق الذين تحصد الحوادث المميتة أرواحهم كل سنة فيجب كذلك ان تقام صلاة الجنازة على ضمائر المسؤولين القائمين والمدبرين للشأن المحلي على طول النفوذ الترابي الذي توجد فيه هذا الطريق ، فكيف يريد مسؤولون تنمية حقيقية لجماعاتهم ومناطق نفوذهم وهم يغيبون الشريان الرئيسي والقلب النابض لمنطقة حاحا المجاهدة بتاريخها والغنية بمؤهلاتها الطبيعية والزاخرة بثقافتها الفنية والمشهورة عالميا ووطنيا بمنتوجها الاركاني وهو من الخاصيات التي أعطت طبيعيا لقبائل حاحا شهرة تجاوزت كل الحدود ، الا يكفي هذه العلامة المميزة اضافة الى المخزون الفكري والثقافي والفني والثراتي المحلي ان يشمر القائمين على احوال الاقليم على سواعدهم ؟؟ متحدين لهدف واحد وهو خدمة حاحا وجلب كل المشاريع الاستثمارية والتنموية باهلها وساكنتها ؟؟ .
وعودة الى المآسي التي تشهدها الطريق رقم 1 الصويرة اكادير والتي تتكر كل سنة بحجم كبير مخلفة ضحايا وأرامل وأيتام ودوي العاهات المستديمة ، فان هذه الكوارث كفيلة ان تحرك في المسؤولين على اختلاف مسؤولياتهم ومن موقعهم ان ينكبوا على وضع الأصبع على مكامن الخلل علما ان الوضعية التي توجد عليها هذه الطريق تبرر المخاطر التي تحصل بها بدرجات متفاوتة ، لا تترك لاية مبررات واهية قد يقدمها القائمون على أحوال البلاد والعباد بهذا الإقليم أي مجال لتبرير هذه الاعطاب الاجتماعية والنفسية والجسدية والروحية والمادية لانهم اولا وثانيا واخيرا يتحملون كامل المسؤولية في تغييب الحالة المأسوف عليها في اجتماعاتهم ونقاشاتهم وبرامجهم وتصوراتهم وحسب المتتبعين والمهتمين من ابناء هذه المنطقة فان الشغل الشاغل لذة العديد من المسؤولين والمنتخبين ينحصر في الانشغال بمصالحهم والصراعات الثنائية والابتعاد عن المشاكل الحقيقية للمنطقة .
رغم ان احاحان وهذا ” الاسم له دلالاته التاريخية والسياسية والاثنولوجية ” تتوفر على امكانيات بشرية وطبيعية وموارد مالية قادرة على رفع التهميش وكسر جدار الإقصاء والهشاشة لكن العقلية التي يمكن ان تدبر وتوظف هذه الإمكانيات يبدو انها ما تزال تعتبر ان احاحان في خانة “المغرب الغير النافع ” ؟؟؟