أعمدة

من بين الدروب و الأزقة

عاش الشعب المغربي أسبوعا من البهجة و الفرح أنسته أحزانه و همومه و معاناته مع العيش اليومي و الزيادات البنكرانية المتتالية، فرحة أرادت الرجاء  أن تمنحها للشعب المغربي بعد توالي الخيبات و الهزائم على مستوى المنتخب الوطني و الذي يقبع إلى حد الآن بدون مدرب يباشر تحضيراته و نحن على أبواب تنظيم كأس افريقيا 2015.

الرجاء العالمي بتأهله لنهائي كأس العالم للأندية أثبت للعالم أن المغرب بلد كرة القدم و أن عدم تواجدنا بمونديال البرازيل ليس إلا خطأ ناتجا عن سوء تدبير قطاع يعاني الكثير في غياب سياسات كروية واضحة  تؤهل كرة القدم المغربية و تجعلنا ننتقل من الهواية إلى الإحتراف الفعلي.

المغرب الذي كان أول بلد عربي و إفريقي يتأهل للدور الثاني لكأس العالم كان دائما متألقا على المستوى الدولي حتى أنهم لقبونا في أحيان كثيرة بمنتخب المباريات الودية، فقد كنا نحرج فرنسا و نهزم عند الموزمبيق كيف لا و درجة الحرارة تفوق الخمسين و تلعب مباراة خارج الملعب ضد الباعوض، ربما هذا ما دفع المرحوم الحسن الثاني إلى المطالبة بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي.

تخيلوا لو أن الرجاء يلعب بالبطولات الأوروبية جوار البارصا و الريال ربما لكان فريقا آخر و كان رونالدينيو من يطلب حذاء محسن متولي، فلا تستغربوا إذن إن عاد الفريق و هزم أمام فريق نهضة بركان مع احترامي للبركانيين، فكل الفرق المغربية تعاني الأمرين في بطولة لا تملك من الإحتراف سوى الإسم.

حتى الآن ربح فريق الرجاء 3 ملايير سنتيم، و هو مبلغ يعادل تسع بطولات و طنية، نعم في أسبوع واحد وفر الرجاء جهد 9 سنوات، إضافة إلى الشهرة العالمية و تهافت مختلف القنوات و الجرائد على اخذ تصريحات اللاعبين و تسليطهم الضوء أكثر على بلدنا الحبيب و جماليته، مما سينعش و لا شك السياحة الوطنية و يزيد من مداخلها.

المغرب قاعدته الشباب و الشباب يصنع المعجزات، الشباب يلعب كرة القدم داخل الأحياء و وسط الدروب دون تكوين و تأطير، هناك تخرج أكبر اللاعبين المغاربة، لاعبون أحبوا الرياضة إلى ان أصبحت هوسا يؤرقهم ليلا و يطاردهم نهارا، من الدروب و الأزقة تخرج التيمومي و الزاكي و فراس، تخرج الكروج و السكاح و رغيب، من بين الدروب و الأزقة تخرجت ناس الغيوان و المشاهب و جيل جيلالة، فنانون رياضيون، مغنيون آمنوا بالحلم ليجعلوه حقيقة.

هي إذن الإرادة، إرادة شعب يأبى الموت و الركون للإكتئاب و سوء الظروف، شعب صنع و سيصنع التاريخ بعزيمته و قوة إرادته، شباب لا زال يعاني أمام رتابة الإجراءات الإدارية و تمخزن بعض المسؤولين المتواجدين على رأس دور الشباب.

فألف شكر للرجاء على ماقدمه لهذا الشعب الذي نسي الفرحة التي غابت عنه منذ 2004 تاريخ تأهلنا لنهائي كأس إفريقيا للأمم بتونس،  مزيدا من الإيمان بقدراتنا و طاقاتنا، نحن شباب نبدع لن و لن نركن للزاوية في انتظار القادم، نؤمن بكل حظوظنا و بأحلامنا و مجددا شكرا أيها الأخضر لأنك جعلتنا نعيش الحلم.

http://www.taroudant24.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: