ربورطاجات

“القوالب” التي يستخدمها العرافون للإيقاع بضحاياهم.. ينقلها عراف تائب

“عندك عمل مدفون في الروضة المهجورة وغادي نخرجو ليك في الطاجين” أو “مديور ليك سحور غادي نخرجو ليك في البيضة”… وغيرها من أساليب الدجل التي اعتاد العرافون النصب على زبائنهم بواسطتها، حيث يصبحون مصدقين لروايتهم ومؤمنين بخوارقهم، لأنهم يكونون أمام وقائع لا يصدقها العقل البشري، فيتحول الزبون إلى بقرة حلوب تغدق على العراف بسخاء، بل يتعدى الأمر حدود الإيمان والتصديق، ويصبح الضحية مستغلا أبشع استغلال من طرف العراف، خاضعا لنزواته وغزواته الجنسية، فما هي “القوالب” التي يستخدمها بعض العرافين للإيقاع بضحاياهم؟

هي أسرار مهنة ظلت حكراً على قلة من المشعوذين، فك طلاسمها “الهدهد” في جلسة مع عراف تائب باح من غير تحفظ بتقنيات عمله الغريبة، فاحذروا العرافين ولو صدقوا!

السحر في الطاجين: 

يوهم العراف زبونه بأنه مصاب بسحر عظيم، وأن ذلك السحر يحتاج إلى عمل جبار، يجب أولا إرضاء ملوك الجان بذبيحة ويختار نوعها بناء على الحالة المادية للزبون، فإذا كان ثريا يذبح عجلا، أو متوسط الحال يذبح جديا، أو فقيرا يذبح ديكا، ثم يطلب منه إحضار مبلغ من المال لشراء البخور الغالي الثمن، وهي لوازم ضرورية قبل الانطلاق في عملية إخراج السحر من مقبرة مهجورة أو من بئر غويط، أو قلعة أثرية يحرسها جني عنيد، وقد يقضي الزبون أياما جيئة وذهابا إلى بيت العراف، إلى أن يحين اليوم الموعود، الذي ستتوفر خلاله كل ظروف العمل، من ذبيحة وبخور لتحديد موقع السحر بدقة، حيث يوهم العراف زبونه بأنه يجب إرضاء ملوك الجان ليصبحوا رهن إشارته لينقلوا السحر من مكانه القصي إلى جلستهم تلك، يحضر العراف “طاجينا” قارورة ماء معدني وموقد نار، يصب الماء في “الطاجين” ثم يشعل الموقد ثم يغلقه بوضع غطاء الطاجين، وهو يتمتم بتمائمه وألغازه الغير المفهومة، بعد دقيقتين يرفع الغطاء فتكون دهشة الزبون كبيرة، عندما يجد الوعاء وقد تحول لونه إلى الأسود به خصلات شعر وشفرات حلاقة وصورة الضحية، حيث تكون الحيلة قد انطلت عليه بالكامل فيؤدي مبلغا من المال حسب الاتفاق المبرم سلفا، إنها حبكة يتقنها العراف ويحتكرها لنفسه، وحسب ما ذكره جليسنا التائب فإن المشعوذ يكون قد أعد غطاء الطاحين سلفا يضع في قاعه “خصلات شعر، مادة صبغية سوداء، شفرة للحلاقة..” وإذا تمكن من الحصول على بعض أغراض الضحية الخصوصية يضعها في الخليط، ثم يحكم إغلاقها بالشمع ويعيد صباغته بنفس الطلاء المستخدم للطاجين، عندما يضع الغطاء يتبخر الماء ويذيب الشمع فتسقط المكونات في الإناء، وهي حيلة ذكية يجني من ورائها عرافون مبالغ مهمة، ويضيف العراف قائلا: “الغريب أن بعض الزبناء يحسون بتحسن بعد مشاهدتهم للسحر أمام أعينهم”، إنها حالة من التماهي النفسي فسرها علم النفس وأعطى لها مبررات سيكولوجية تدخل في باب العلاج بالصدمة.

السحر في البيضة:

 تختلف تقنية السحر في البيضة عن تقنية السحر في الطاجين، ولو أنها متقاربة من حيث دوافعها ومراميها، حيث يمر الزبون من مختلف مراحل الإعداد النفسي ويؤدي مبالغ مالية لشراء البخور وغيرها من اللوازم الأخرى، ولاستخراج السحر من مدفنه، يقوم العراف بإعداد البيض لنصبته الكبرى، حيث يقوم بإخراج محتوى البيضة بواسطة شوكة طبية “سيرانغ” ثم يعيد ملأها عن طريق الحقن بسائل أسود اللون ذي رائحة كريهة، ثم يغلق الثقب الصغير الذي أحدثه في البيضة بواسطة عجين، وهي عملية الإعداد القبلي، وعند حضور الزبون يكتب خطوطا وعلامات على ظهر البيضة مستخدما مادة “السمق” ويطلب من الزبون إخفاء البيضة لثلاثة أيام، بعدها يقوم بتكسيرها، حيث يكون السحر قد انتقل كليا إلى داخل البيضة، وهي حيلة تنطلي على شرائح معينة من الزبائن.

الجذبة والتنويم المغناطيسي: 

يوهم العراف زبونه بأن به مس من الجن، ويجب إعداد طقوس الحضرة لإخراج الجن، يتم إعداد “الليلة” أي طقس “الحضرة أو الجذبة” بعناية فائقة، حيث يذبح “العتروس الأسود” بحضور الفرقة الكناوية، ويغمس الزبون يديه في آنية من الدم، ويغطي رأسه بغطاء، ويستمر في الدوران على أنغام “الصابا” الحزينة و”العيوط الكناوية”، فوظيفة العراف هي إرهاق الضحية، وإعداده نفسيا لوضعية الجذبة، حيث يستسلم الزبون للعياء، ويسقط مغشيا عليه، وإذا كان عنيداً ولم يصل إلى تلك المرحلة يرسل العراف إيحاءات التنويم المغناطيسي إلى عيني الضحية فيستسلم للنوم، وبعد استيقاظه يشعر بتحسن، وهي عملية تفريغ نفسي للشحنات والضغط العصبي تؤدي إلى نتائج ملموسة ولا ارتباط لها بعالم الجن والعفاريت.

الاستغلال الجنسي: 

يوهم العراف ضحاياه من النساء والراغبات في الإنجاب بأن سحراً أبطل دورتهن الإنجابية الطبيعية، ويقوم بإعداد محلول يقول بأنه سيبطل مفعول ذلك السحر، المحلول حسب ما ذكره العراف، ليس سوى أقراص منومة قوية المفعول مذابة في مياه، وبعد استسلامهن للنوم، يقوم باغتصابهن، حيث تحبل النساء اللواتي يعاني أزواجهم من العقم، أما العقيمات فلا يحصل لهن أي تغيير، وقد وقع عدد من العرافين في يد رجال الأمن، حيث وجهت لهم تهمة الاغتصاب تحت تأثير المخدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: