مهرجان الروايس الوطني يتالق ويخلق الحدث الفني بمدينة الدشيرة الجهادية

نظمت المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة وبتنسيق مع بلدية الدشيرة الجهادية فعاليات المهرجان الوطني للروايس في دورته الثالثة ، والذي حضي بالرعاية الملكية السامية ، فكان ذلك بمثابة اكليل احس بوضعه على هامات المنظمين والمشاركين ، حيث غصت الساحة العمومية المخصصة للمنصة بالالاف من متتبعي وعشاق هذا اللون الغنائي السوسي المتجدر في الثقافة وفي الادب الشعبي وفي الممارسة والسلوك والعادات المغربية.
لقد كانت الايام الثلاثة بمثابة عرس فني استطاع ان يستقطب مدارس هذا الفن ، سواء على المستوى الاداء الفردي للروايس او على مستوى المجموعات الغنائية الامازيغية وخاصة مجموعة ازنزارن الشامخ ( هذه الدورة دورة المرحوم اعترافا له بعطائه ونبوغه وتاسيسه وتعليميه وتربيته وترسيخه لهذا النمط ولهذه المدرسة ( تازنزارت ) التي حلحلت الباحثين والدراسين للادب الامازيغي .
ان مدينة الدشيرة منبث ومنبع الفن الغنائي الامازيغي ، لذلك اخدت هذا الشرف الوطني ليكون القبلة الموسمية لرواده وممارسيه ومحبيه وعشاقه ، ادن بعد هذا النجاح المتميز وبعد هذا التطور الذي يزداد وينمو مع الدورات خاصة وان تلك السهرات كانت تواكبها ندوات لاكاديميين وباحثين من الجامعات المحلية وغيرها ، وذلك للرقي والارتقاء بهذه المدرسة الفنية ” الرواي ” و ” تازنزارت ” ، فنهل الجميع منهما ومن ابداعات السهرات ، ويبقى على المسؤولين والمدبرين بالشان المحلي ان يفكروا في اخراج مشروع بمدينة الدشيرة وذلك باقامة نصب تذكاري في عمق المدينة يبرز هذه الهوية الفنية ، وليكن ذلك الة الرباب كمعلمة يراها الزائر من بعيد وكذا التفكير في خلق دار للروايس تظم استوديوهات للتسجيل وللتدريب وللتكوين ، لان هذا وغيره سيرد الاعتبار الذي اصبحت اليوم المدينة في حاجة ماسة اليه ، لكن هذا لن يمنع من استحضار البعد الاجتماعي لهذه الفئة التي تضحي بزهرة عمرها لتدخل عالم النسيان وعالم التهميش .
ان الامل معقود اليوم على المسؤولين وخاصة اهل المبادرات الذين لن يالو جهدا في ترجمتها وتنزيلها على ارض الواقع ما ذام هذا المهرجان الوطني ينمو ويكسب ثقة اهل الفن وعشاقه ومحبيه على مختلف المستويات ، حقا لقد كسبت المدينة الرهان ونجح المهرجان وايقظ العزيمة ووحد الجهود .