أعمدة

حرب لا إنسانية … وعالم دولي متحيز؟َ

الآلة الحربية الإسرائلية تستعرض جزء من  قوتها في استهداف المدنين، البنايات المدنية ،المنشآت الدينية ،الجرحى ،المرضى ، المستشفيات  والطواقم الطبية  للإغاثة دون تمييز مما يعد خرق سافر للمعاهدات الدولية والاتفاقيات لاهاي وجنيف والبرتوكولان الإضافيان  .

حصدت حرب إبادة الشعب الفلسطيني أرواح الأبرياء ، في  حين أن ردود الأفعال الدولية تتسم بالأعراب عن القلق وفي بعض الأحيان القلق الشديد،  دون تحريك ساكن ؛ وخاصة أن الحركة الصهيونية العنصرية الاستعمارية   وليدة الإمبريالية الأوروبية  و الانتداب البريطاني  الذي تم   اصدر صكه  من قبل عصبة الأمم في  22 يونيو 1922 .

هذه الحركة التي نظر لها تيودور هرتزل ، أصبحت حاليا تحظى بالاعتراف الدولي الصريح أو الضمني على حساب شعب ودولة  فلسطين والغريب في الأمر أن  العصبة  الأمم سبقا استجابت  لنداء  وشكوى فرانز برينهام اليهودي على العنصرية الألمانية الممارسة عليه و على أبنائه بسبب عرقه ودينه ، أما الآن فإن  شعب فلسطين  يحتضر تحت غطاء الشرعية الدولية  والضرورة العسكرية الإسرائيلية للتوسع في الأراضي الفلسطينية، دون وضع قيمة للاعتبارات الإنسانية ولا الأعراف الدولية .

فإسرائيل تحظى بدعم دولي  مطلق ولا تلتزم بالقرارات الدولية  وهذه المفارقة تجعلنا نتساءل هل الطرف الضعيف يتحمل مسؤولية  الدفاع عن النفس وحوزة الوطن  ويجز به  دائما في دائرة  مصطلح الإرهاب الفضفاض؟  كما أن الإرهاب والأسلحة المحظورة دوليا صارت ذريعة عالمية  مستهلكة  للتدخل في حرية و سيادة دولة أخرى  وممارسة التعسف العسكري عليها  ،حلقة مفرغة لتبرير أعمال  العنف  الدائم في حق المدنيين إذا فما جدوى القانون الدولي الإنساني؟  وما دور كل من منظمة الأمم المتحدة والمحكمة الدولية والصليب الأحمر في ظل هذه الأوضاع الكارثية في عالم؟ حيث تنتهك فيه القوانين الدولية أم أنها تعطي لنفسها فقط حق صلاحية  التدخل في بعض مناطق من العالم ولو لم تتوفر فيها الصفة بحجة الاعتبارات الإنسانية كما هو الحال في  السودان و ليبيا  في حين تقف كالمتفرج على أحداث  قتل الأطفال والنساء  والتوغل العسكري الإسرائيلي في الأراضي والمناطق المدنية  الفلسطينية.

وهنا يكتفي بنكيمون الأمين العام للأمم المتحدة بالأعراب عن القلق على المعاناة الإنسانية . إذا كان  حل عصبة الأمم عند اندلاع الحرب العالمية نتيجة عدم أداء دورها، فان الأمر نفسه يجب أن يتخذ في حق المؤسسات الدولية المتحيزة لمجرمي الحروب  ولا تؤدي دورها  المنوط بها  خاصة أنها  بدأت تفقدت مصداقيتها جراء مواقفها السلبية وفي عدة نزعات دولية .

ولا يعدوا أن يكون دور بعض الدول العربية  ودول العالم  عبارة عن دور الفاعل المشارك والمساهم  في الجريمة الشنيعة للصهاينة. الواقع  يدعوا إلى وحدة العرب على رأي واحد  وموفق حازم أم هل ستبقى الحال هي أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا شعار للقرارات العربية  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: