أخبار وطنية

دراسة: المغربُ لا ينوّع صادراتِـه رغم انفتاحه على أسواق جديدة

على مدَى أربعَ عشرة سنة، تتلقفُ مديريَّة الدراسات والتوقعات الماليَّة في وزارة الاقتصاد والماليَّة المنحَى الذِي سلكتهُ صادراتُ المغرب نحو الخارج بما استطاعتْ أنْ تحرز فيه من نقاط إيجابيَّة، وبما تعثرتْ فيه أحيانًا أخرى، وقدْ لزمت منتوجاتٍ معينة لمْ تعمد إلى تنويعهَا بصورةٍ كافيَة.

الدراسة التِي تتناوَلُ بالدراسة الفترة ما بينَ 1998 وَ2012 تظهرُ ارتفاع عددِ الأسواق التي يصدرُ إليها المغربُ منتجاته، منْ أصل 141 سوقًا لتصلَ إلى 175 سوقٍ عام 2012، دون أنْ يكُون ارتفاعُ حجم الأسواق التي يتعاملُ معها المغرب، بقدر المنتوجات التي يصدرهَا.

حسب الوثيقة ذاتها، المغربَ كانَ يصدرُ 2429 منتوجًا في 1998، واستطاعَ يدخلَ إلى قائمة صادراته 519 منتوجًا جديدًا، موازاةً مع ارتفاعٍ مماثل في عدد الصفقات الذي وثبَ بـ4 في المائة في الفترة ما بينَ 1998 وَ2007. بيدَ أنَّ تطور عدد المنتوجات لمْ يتجاوز 0.7 كمعدلٍ سنوِي.

وتبعًا لتقدير الدراسة، فإنَّ ديناميَّة الصادرات المغربيَّة كانتْ سريعة في بداية المرحلة المشمُولة بالدراسة، لكنهَا تباطأت في مرحلةٍ لاحقة، وإنْ زادت عدد الصفقات التي أبرمها المغرب مع أسواق في الخارج، الأمر الذِي يظهرُ أنَّ المغرب انفتحَ على أسواق كثيرة، بيدَ أنَّهُ لمْ ينوعْ كثيرًا مما يصدرهُ.

من إشكالات التصدير المغربي، كما توردُ الدراسة، أنَّ مقاولاتٍ بعينها ظلَّتْ ممسكة بزمام تصدير المنتجات المغربيَّة إلى الخارج، دونَ أنْ ينضافَ إليها عددٌ مهمٌّ من المقاولات الجديدة، كيْ تخوضَ تجربة السوق الخارجيَّة. بالرغم من معدل النمو الاقتصادي الذي يحققه المغرب.

في المنحى ذاته، تلفتُ الدراسة ذاتها، إلى أنَّ 3.5 بالمائة فقط من المنتوجات التي صدرها المغرب، وتسعة بلدان فقط استورد منه، غطيتَا 80 بالمائة من صادراته، مما يعني أنَّ المغرب ظلَّ مرتكزَا على زبناء معينين بالرغم من انفتاحه على شركاء إضافيين، كمَا أنَّ منتوجاتٍ معينة تستأثرُ بحصَّة الأسد من صادراته.

وتوصِي الدراسة، في متمهَا، المغربَ بتنويع صادراته نحوَ الخارج، وعدم الاقتصار على منتوجاتٍ معينة، مثل الطماطم والحوامض، اللذين يلجأُ المغرب بهما إلى أسواق جديدة، فيما كان تعديلُ الاتحاد الأوروبي سياسته الفلاحيَّة المشتركَة وإقراره رسومًا جمركيَّة إضافيَّة، تدخل حيز التنفيذ بدءً من أكتوبر القادم، قدْ أثارت غضبًا واسعًا من مهنيي الفلاحة الذين يصبون اليوم، إلى الاستفادة من التوتر الغربي الروسي لاقتحام السوق التركية.

هسبريس – هشام تسمارت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: