حزب الأصالة والمعاصرة ينظم مؤتمره الاقليمي الثاني باشتوكة ايت باها

نظم حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة بيوكرى أشغال المؤتمر الإقليمي الثاني تحت شعار: “كفاءات ونخب متجددة من أجل حكامة محلية جيدة” وذلك اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2014، بالمركب الثقافي الرايس سعيد اشتوك .
حضر هذا المؤتمر كل من محمد اوضمين و عبد الرحيم بنهمو مساعف والياس العماري ، و الحسين مخلص وعبد اللطيف وهبي، و عدد من الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية…
تم افتتاح المؤتمر بآيات بينات للذكر الحكيم، والوقوف تحية للنشيد الوطني، ليأخذ الكلمة الاستاذ محمد اليربوعي الذي رحب بالحضور و عبر عن اعتزازه بهذا اللقاء الحزبي السياسي الذي يضم خيرة أبناء اقليم اشتوكة ايت باها ، واعتبر هذا المؤتمر فضاء للحوار وتبادل الآراء وصناعة المقترحات وصياغة المواقف لحزب سياسي أبى إلا أن يرفع شعار الحداثة والمعاصرة، والتي لا تقتصر على كونها شعارا فقط بل تحد كبير، سيجعل المغرب مجتمعا ودولة منفتحا على كل التجارب الإنسانية والأفكار الكونية.
وفي مستهل كلمة السيد الياس العماري نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، (حيى) كل المؤتمرات والمؤتمرين وكافة الحضور بالأمازيغية، متمنيا أن يفهم أولئك الذين يحكمون اليوم هذا الأمل لفئات عريضة من الساكنة، تود الحديث بلسان الأمازيغية في تناغم مع العربية.
العماري الذي كان يتحدث في هذا اللقاء بحضور السادة أعضاء المكتب السياسي: عزيز بنعزوز -رئيس قطب التنظيم-، محمد غيات -مسؤول المنتديات ومكاتب الحزب بالخارج-، د.أحمد التهامي، ذ.صلاح الدين أبو الغالي، ذ.عبد اللطيف وهبي -رئيس اللجنة الجهوية للانتخابات-، محمد أوضمين -الأمين الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة درعة-، الحسين بو الرحيم –رئيس المجلس الجهوي للحزب-، والبرلمانيين: الحسين مخلص، عبد الرحيم مساعف، محمد الكادي، والسيدة نادية بنسعيد عضوة المكتب التنفيذي لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، وعدد من الأمناء الإقليميين والمحليين، ومناضلات ومناضلين..(العماري)أشار إلى أن حضور أعضاء من المكتب السياسي للحزب شغال المؤتمر، يتزامن مع عقد المكتب السياسي لاجتماع في سوس، يوم السبت 25 أكتوبر الجاري، لقاء سيخرج ببيان عنوانه الكبير “سوس”، سوس العالمة التي ليست تلك التي يريدونها في الرباط أي “سوس التاجرة”، سوس التي نتحدث عنها اليوم هي التي أنجبت العلماء في كل المجالات، “أنتم لستم شلوح الكنز، أنتم شلوح العلم” -يقول العماري-
وفي حديثه عن المشاكل التي يعرفها إقليم اشتوكة آيت باها المرتبطة أساسا بالملك الغابوي، الرعي الجائر، وغيرها من الإشكاليات المرتبطة بالأرض، ذكر العماري أولا أن الإنسان الأمازيغي يقدس ثلاث أشياء: الهواء، الماء، الشجر، ووجود الإنسان في اشتوكة آيت باها كان قبل أن توجد الوزارة والمندوبيات وغيرها من المؤسسات القائمة على المياه والغابات، كان الإنسان، وكانت سوس، وكانت الأرض، ومصادرة أراضي الناس اليوم في المنطقة هو مصادرة للحق في الوجود.
وأضاف العماري أن المعركة القائمة هي من أجل الأرض وليس الغابــــة فقط، موجها نداءه إلى كل الحضور بعدم التفريط في أرضهم، مشيرا إلى أن العديد من الجهات حاولت دوما اقتلاع الإنسان الأمازيغي (من النيجر إلى المغرب) من أرضه سواء خلال مرحلة الاستعمار أو في حقبة تاريخية بعدية، ومارست كل أشكال الإقصاء في حق المناطق الجاري الحديث بشأنها من حيث البنية التحتية، وانعدام فرص العمل، وكل ذلك ليس مرده انعدام الإمكانيات، بل أن هذه الجهات التي تمارس الإقصاء، تريد من السكان الأصليين أن يرحلوا عن أرضهم، أن يهجروها حتى تصير خلاء لا أثر للحياة فيها.
العماري شدد على أنه إذا كان إقصاء بعض الجهات بالمغرب من حقها في التنمية كان قرارا متعمدا، فإن من الواجب مواصلة النضال حتى ينتزع الحق، الحق في التنمية، وأن يوصل الآباء الرسالة إلى الأبناء كما فعل الأجداد مع الآباء سابقا. وقال العماري أن المطالبة بالحقوق يجب أن يرافقها التزام بأداء الواجبات، ودعا بالمقابل إلى تعميق أواصر الفعل التضامني بين الساكنة، وتلقين الأبناء أدبيات التعليم الجيد الذي من شأنه أن يكون مدخلا نحو توعيتهم وتنمية ملكاتهم وقدراتهم، وبخصوص قطاع التعليم قال العماري أن الذين يتحدثون اليوم عن إصلاح هذا القطاع الحيوي لا يسمحون بولوج أبناءهم المدارس العمومية، ويوفرون لهم تعليما منتجا، وهم يكذبون عليكم -يقول العماري مخاطبا الحضور-
العماري وفي معرض حديثه مجددا عن مشاكل الإقليم (اشتوكة آيت باها)، أوضح أن الحزب يحاول من موقعه إيصال هذه المشاكل وأصوات الساكنة ومعاناتها إلى الجهات المعنية، بكل الإمكانيات المتوفرة والتي تتمثل على وجه الخصوص في القناة البرلمانية أي من خلال المجهود الذي يبذله نواب ومستشاري الحزب عن الإقليم، لتحقيق ولو البعض من الآمال، والانتظار من أجل البعض الآخر.
وفي حديثه عن الاستحقاقات المقبلة، دعا العماري المؤتمرات والمؤتمرين إلى البناء الجيد للأداة التنظيمية أولا، مشيرا إلى أن الانتخابات ستتميز بخصوصية إجراءها مع ما يفرضه التقسيم الجهوي الجديد من تحديات، وبالتالي فإن كل المشاكل المرتبطة بأي إقليم وجب حلها في إطار الجهة، مما يلزم معه حسن الاختيار، اختيار الذين سيمثلون ساكنة سوس وإقليم اشتوكة خصوصا ويدافعوا عن قضاياه، لأن هذه الجهة بما تتوفر عليه من مؤهلات تستحق الأفضل -يختم العماري-.
في اختتام المؤتمر انتخاب الامين العام الاقليمي الجديد للحزب – والذي ظل محط تساؤل واستفسار أهل بيت الجرار اقليميا – في شخص السيد – الحسين الفارسي – ورئيس المجلس الاقليمي للحزب في شخص السيد محمد اليربوعي.
ويعد كل من الامين العام الاقليمي وكذا رئيس المجلس الاقليمي المنتخبين ، شخصيات اقليمية غنية عن التعريف ، لهما من الحنكة والتجارب والبراعة في نهج سياسة القرب مايجعلهما قادرين على خط مسار الحزب اقليميا في السكة الصحيحة ، ناهيك عن الاحترام والاجماع الذي تحظيان به هذه الشخصيتين اقليميا .
صوت سوس