أخبار جهويةثقافة وفن
“إغير ن ؤكادير” تُكرم شخصيات وطنية في إحتفال الجمعية بالسنة الأمازيغية الجديدة وذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال / صور

كعادتها وككل سنة وضمن أنشطتها الإشعاعية المتميزة، نظمت ليلة أمس السبت 27 يناير 2018، جمعية “إغير ن ؤكادير” تظاهرة فنية ثقافية إحتفالا بالسنة الامازيغية الجديدة 2968، وتخليدا للذكرى 74 لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال، بشراكة مع جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب وبتنسيق مع الجماعة الترابية لأورير ومجموعة من الشركاء الخواص، وذلك بفندق “كولف تازكزوت” نواحي تغازوت.
هذا وعرف الحفل حضور المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، البرلماني عن الإقليم ورئيس المجلس الجماعي لأكادير، رئيسي جماعتي أورير وتغازوت وأعضاء ومنتخبي المنطقة، والعديد من الشخصيات المهمة، فنانين وممثلين، وفاعلين جمعويين وإعلاميين.
وتخلل الحفل مجموعة من الفقرات الفنية المتنوعة التي نالت إعجاب الحاضرين، أبرزها سمفونية الروايس برئاسة الرايس لحسن إدحمو وبمشاركة الفنانان المتألقان “لحسن أنير” و”هشام ماسين”، حيث عاد هذا الثلاثي بالحضور إلى الزمن الجميل لفن الروايس عبر تقديمهم لكوكتيل ومزيج غنائي ما بين الرباب والقيثارة والكلمات المختارة، كما شارك الفنان عبد العالي الصحراوي القادم من أقاليمنا الجنوبية في إحياء فقرات الحفل ، فضلا عن الحضور القوي للفكاهي “لحسن شاوشاو” وأحواش المنطقة، وعلى هامش الفقرات الموسيقية قام المصمم الأمازيغي العالمي “محمد يوهامو” بتقديم مجموعة من لأزياء الأمازيغية التي صممها مؤخرا والتي ذكر بها الحضور باللباس الأمازيغي المميز بعدما أضاف إليه تغييرات مهمة زادت من توهجه.
وقامت الجمعية إلى جانب الفقرات الفنية والإستعراضية، بتكريم ورد الإعتبار لبعض رموز ورجالات ونساء هذا الوطن الذين دونوا أسماؤهم في سجلات التاريخ، تقديرا واعترافا بما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات في سبيل منطقة سوس وهذا الوطن الحبيب ومن بين هؤلاء “الحاج محمد أبعقيل” باعتباره أول رئيس باخرة من أكادير يلبي نداء السلطات المغربية ويدخل ميناء الداخلة بالأقاليم الجنوبية المغربية بعد المسيرة الخضراء الخالدة ، ليقدم المثال على أن نداء الوطن يبقى واجبا وطنيا مهما كانت الصعوبات ، حيث جسد بذلك دورا بطوليا انتصرت فيه الإرادة وحب الوطن على الأنا ، تكريمه بهذه المناسبة، هو إعتراف بوفائه وتضحياته من أجل بلده بل هو نموذج حي في الوطنية الحقة.
هذا وتم بالمناسبة كذلك عرض شريط وثائقي شامل ومميز، يصور أهم المحطات المشعة في تاريخ المحتفى به الذي تدرج في مختلف درجات الحياة ليحقق النجاح في حياته الإجتماعية، كيف لا وهو الذي بدأ حارسا للقوارب بميناء أكادير وليتحول بطموحه وإجتهاده إلى بحار فخليفة رئيس مركب، فرئيس باخرة جال خلالها مجموعة من السواحل المغربية والأجنبية إلى أن أصبح مستثمرا هاما في قطاع الصيد البحري.
كما تم تكريم كذلك إلى جانب “الحاج محمد أبعقيل” كل من الإعلامي عن جريدة الإتحاد الإشتراكي الزميل “عبد اللطيف الكامل” والدكتور “محمد بيزران” وأفراد من جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب وفاعليين جمعويين وإقتصاديين بالمنطقة، تقديرا لهم على ما قدموه للجهة كل من موقعه ومجال إختصاصه، فضلا عن تبادل الهدايا والتذكارات بهذه المناسبة ما بين رئيسي جمعيتي “إغير ن ؤكادير” و”المسيرة للصيد الساحلي”.
وفي تصريح للجريدة بالمناسبة قال “لحسن أنير” رئيس “جمعية إغير ن ؤكادير”، بأن هذه الأخيرة الجمعية أبت إلا أن تعطي للإحتفال بعدا وطنيا وتاريخيا يجسد تلاحم الشعب المغربي وتآزره وتعاضده ويقوي أواصر الأخوة والمحبة بين مختلف مكوناته ، لذلك برمجت بالتعاون مع جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب “الموكار ن يض إيناير ” والذي يحتفي بالسنة الأمازيغية الجديدة بالتزامن مع تخليد يوم وطني أعاد للمغرب هيبته وكرامته بمناسبة تقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال ، وهو موعد تاريخي ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني ضد الاستعمار، حيث تريد الجمعيتان المنظمتان للحدث أن تعطيه قيمة وتقربه للجيل الحالي للتعرف عن قرب على البطولات المجيدة للشعب المغربي الذي يظل دوما وأبدا ملتفا حول العرش العلوي.
وأضاف “أنير” بأن “جمعية إغير ن ؤكادير” ومعها جمعية المسيرة لمهنيي الصيد الساحلي بالجنوب لا تريد أن يكون “الموكار ن يض إيناير” المخلد للسنة الأمازيغية الجديدة ، مجرد إحتفال رمزي عادي، بل أردناه محطة مشعة في تاريخ الوطن ، وموعد خالد في النفوس تؤخذ من مضامينه العبر والمواعظ، إضافة إلى جعله لقاء للتعريف بانجازات رجالات ضحت بالغالي والنفيس من اجل عزة المملكة المغربية ورجالات أعطت ولا تزال الكثير لهدا البلد تحت القيادة السديدة ، والاحتفاء بهم وتكريمهم جزء من خصلة الاعتراف بالجميل وتقديم النموذج للجيل الحالي لمواصلة النضال والكفاح من اجل إزدهار بلدنا الحبيب.
كما تضمن الحفل كذلك تقديم أكلة “تاكلا” وكذا تكريم الفائز والمحظوظ بجائزة “أغورمي” بعدما عثر على هذا الأخير في طبق أكلة “ءيض يناير” .