أخبار وطنية

هذا هو الكتاب المصري الذي أيّد البوليساريو لإغضاب المغرب

في غياب أي موقف رسمي من الحكومة المغربية يوضح سياق ما بثته القناتان الأولى والثانية، مساء الخميس الماضي، حين وصفتا الرئيس عبد الفتاح السيسي بقائد الانقلاب الدموي، تتوالى التخمينات والتحليلات حول الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تدفع التلفزيون الرسمي المغربي لولوج قلب العاصفة.

ومن هذه التحليلات المثارة أخيرا في عدد من المنابر المغربية والمصرية أيضا، الإشارة إلى كتاب مصري جماعي تم الاحتفاء به، في الآونة الأخيرة، في فندق “الأوراسي” وسط العاصمة الجزائرية، موسوما بعنوان “الصحراء الغربية بعيون مصرية”، أغضب جهات عليا بالمغرب.

ويبدو أن السلطات الجزائرية قد احتفت بحضور وفد مصري مكون من صحفيين وناشطين إعلاميين، جاءوا لتأثيث ندوة تدعم ما يسمى “الشعب الصحراوي” وحقه في نيل الاستقلال من “الاحتلال المغربي”، تُوجت بعدها بحفل توقيع الكتاب الذي جمعه الصحفي أسامة إبراهيم.

والكتاب الجديد عبارة عن تجميع لمقالات وتقارير عديدة سبق لصحفيين مصريين أن أنجزوها بمناسبة زيارتهم، خلال الصيف الماضي إلى مخيمات تندوف، ووصفهم لأوضاع ساكنة المخيمات، فضلا عن حفاوتهم البالغة بإجراء حوارات مع من سموه الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، زعيم الجبهة الانفصالية.

اللقاء الذي جرى في فندق الأوراسي الجزائري، لم يحضره ناشطون وإعلاميون جزائريون إلى جانب ثلة من الصحفيين المصريين فقط، بل تم استدعاء ناشطين أوربيين وأمريكيين لاتينيين وأفارقة، جاءوا لنصرة ما سموه “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة”.

ويقع الكتاب المصري في حوالي 168 صفحة، ويضم بين دفتيه شهادات ومقالات كلها تنحاز بشكل واضح لأطروحة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن السيادة المغربية، مزينا بحوارات طويلة مع زعيم البوليساريو، مفردين له حرية شاسعة من التعبير واتهام النظام المغربي.

وفي مقدمة الكتاب نجد “منذ أربعين سنة، استيقظ العالم على وقع انفجار قضية الصحراء الغربية العادلة..لكن الأشقاء بالمغرب لم يتركوا لأبناء الصحراء أي مجال للاستمتاع بثمار تضحياتهم، حيث عمل النظامُ المغربي على التحايل من أجل سرقة الفرحة من شفاه الصحراويين”.

ويظهر الانحياز المصري في ذروته عندما تسرد مقدمة الكتاب أنه “على مدى عقود طويلة، نجح النظام المغربي في تحييد الإعلام العربي، بل تمكن من تطويع هذا الإعلام من خلال انتهاج أساليب عدة، بعضها سياسي وأغلبها صفقات ومصالح، بهدف اختطاف ثمرة النضال الصحراوي بمزاعم واهية”.

وشبه الكتاب المصري قضية “الشعب الصحراوي” بالشعب الفلسطيني، في استنساخ ممجوج لما تكرره قيادات البوليساريو، حيث قال الكتاب إن “ندرة المعلومات وشح المصادر ساهما في إضفاء مزيد من الضباب والغيوم على أجواء هذه القضية التي لا تقل في خطورتها وأهميتها عن القضية الفلسطينية”.

الكتاب المصري احتفى به ناشطون موريتانيون أيضا تساءلوا إن كان كتاب “الصحراء الغربية بعيون مصرية” بمثابة “بداية العد التنازلي لمصر متصالحة مع القضايا العادلة، رافضة لعالم عربي ينهش فيه بعض العرب لحوم بعضهم” وفق تعبير كاتب موريتاني.

هسبريس ـ عبد المغيث جبران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: