اخبار العالممتابعات

الجزائر تتهم السعودية بـ”مقايضة المواقف الدبلوماسية” مقابل النفط

أفادت مصادر دبلوماسية حضرت اللقاء الذي جمع قبل أيام قليلة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، والمسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الخارجية، رمطان لعمامرة، بأن الطرف السعودي حاول “مقايضة” الجزائر بمواقفها الدبلوماسية مقابل النفط.

وأوردت المصادر ذاتها، وفق ما نشرته صحيفة “الشروق”، المقربة من دوائر النظام الجزائري، أن الأزمة البترولية طغت على المحادثات التي جمعت المسؤولين السعوديين بالجزائريين، وبأن الجبير عاتب الجزائر على مواقفها من التحالف ضد الحوثيين، والتحالف الإسلامي ضد الجماعات الإرهابية.

وذكرت المصادر أن ملفات البترول، وأزمة الأسعار في السوق الدولية، والتحولات التي ستشهدها هذه السوق بدخول منتجين جدد كالولايات المتحدة الأمريكية، وعودة إيران، كانت حاضرة ضمن جميع اللقاءات التي جاءت في سياق الدورة الثالثة للجنة التشاور السياسي التي تجمع البلدين.

وتابع المنبر ذاته بأن السعودية حاولت لعب “ورقة النفط”، لتفاوض الجزائر في عدد من الملفات الدبلوماسية، وتستميلها إلى جانبها في عدد من القضايا التي ترى المملكة أن الجزائر “خذلتها” عندما رفضت دعم توجهاتها، ووقفت في الضفة المعاكسة لمواقفها ومبادراتها، خاصة في اليمن وسوريا.

ودائما حسب مصادر الجريدة عينها، فإن الطرف الجزائري أعرب عن تمسكه بمواقفه من تلك القضايا الإقليمية، باعتبار ما ينص عليه الدستور الذي يحظر على الجيش الجزائري التدخل في مناطق خارج حدود البلاد، التي ترفض ما تصفه بـ”عسكرة القضية السورية”.

وزادت المصادر ذاتها أن “الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعدم استقباله وزير الخارجية السعودي يكون قد أعطى إشارات إلى رفضه تغيير البلاد لمواقفها الدولية فقط من أجل إرضاء الجانب السعودي، حتى ولو تمسكت الرياض بموقفها الرافض لبحث أي مخرج لوقف تهاوي أسعار البترول في السوق الدولية”.

وبالنسبة إلى المصدر ذاته، فإن “محاولة مقايضة المواقف الدبلوماسية الجزائرية بالنفط من قبل السعودية انتهت إلى لا شيء، رغم أن قضية سعر البترول سبق أن شكلت موضوع رسالة بعث بها الرئيس بوتفليقة في شهر فبراير المنصرم إلى ملك السعودية، دون أن تلمس الجزائر تغييرا في مواقف هذه الأخيرة في منظمة الدول المنتجة للبترول (أوبيك)”.

واعتبرت المصادر الدبلوماسية التي استندت إليها الصحيفة ذاتها أن “عبارات المجاملة التي نطق بها المسؤول السعودي لا تعبر أبدا عما جرى في القاعات المغلقة، إذ غادر الجبير مثلما جاء، وهو ما يفسر تصريحاته المتعلقة بوجود تنسيق بين الجزائر ودول “أوبيك” في ما يخص قضية انخفاض سعر البترول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: