حجارة “فيسبوكيين” تنهمر على رأس بنكيران وكتائب “البيجيدي”
مع تقاطُر أولى صور وفيديوهات الاعتداءات العنيفة التي طالتْ يوم الخميس، الأساتذة المتدربين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين في عدد من المدن المغربية، كانتْ حكومة عبد الإله بنكيران هدفا لانتقادات واسعة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكانَ تعنيفُ الأساتذة محورَ “تدويناتهم”.
وطغتْ صورُ الأساتذة المتدربين والدماء تسيلُ من أنحاءَ مختلفة من أجسادهم على أغلبِ الصفحات “الفيسبوكية” طيلة أمس واليوم؛ في حينِ اختارَ البعض تغيير “بروفايلاتهم” بصورة “أستاذة” يبدو وجهها مُلطخا عن آخره بالدم، مرفوقة بانتقادات حادّة للحكومة، والأجهزة الأمنية.
وانهالت الانتقاداتُ الكثيرة على الحكومة، التي يرأسها عبد الإله بنكيران، من طرف مثقفين وإعلاميين والعديد من نشطاء الفيسبوك”؛ كما طالت الانتقادات ما يعرف بـ”كتائب العدالة والتنمية” على مواقع التواصل الاجتماعي.
“اللي كايضرّ فالخاطر هو إصرار بعض الجهات على تبرير التدخل الهمجي، خاصة كتائب الحزب الحاكم، بمبررات غبية من قبيل: جهات تحاول هدم التجربة الحكومية، والدولة العميقة..دابا دخلنا عليكم بالله، إلى ما تحملش بنكيران مسؤوليتو فهاد الطلية، شكون غا نحاسبو؟”، يتساءل الناشط الإدريسي.
وأكد نشطاء على أنَّ التعنيف الذي طالَ الأساتذة المتدربين منافٍ لدستور المملكة، الذي يقول في الفصل 22: “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أيّ جهة كانت، خاصّة أو عامّة”؛ ويعتبر الفصل نفسه “ممارسة التعذيب بكافة أشكاله، ومن قبل أيّ أحد، جريمة يعاقب عليها القانون”.
استنكارُ قمْع الأساتذة المتدرّبين صدرَ أيضا عنْ منتمين إلى حزب العدالة والتنمية، لكنْ مع الحرْص على عدم تحميل المسؤولية للحكومة؛ عبد الجبار القسلاطاني، عضو “المصباح”، اعتبر أنّ “التمادي في اعتماد التعنيف أسلوبا متجددا في الشارع العام، بجريرة مواصلة التعبير عن المطلب والرأي عيْب كبير”.
وأردف عضو “البيجيدي” أنّ “للطلبة حق التعبير والاحتجاج السلمي، وللحكومة اختيار القرارات التي تراها راعية لسمعة ومصداقية البلد، غير إجراءات التعنيف المتكرر، مرفوضة ومحرمة في حالات الاحتجاج السلمي”. وفق تعبيره.
لكنَّ هذا الموقفَ الصادر عن عضو حزب “المصباح” لمْ يرُقْ عددا من المعلقين، إذ وصف أحمد كلامَ القسطلاني بـ”خطاب البوليميك”. وتابعَ موجّها انتقاداته اللاذعة لحزب العدالة والتنمية: “إنها بداية النهاية للأسف، “دوْركم التاريخي أدّيتموه كما أدّاه الاتحاد الاشتراكي وأذنابه من قبلكم”.
وخاطب الباحث في العلوم السياسية، عمر الشرقاوي، رئيس الحكومة تقول: “غاضب من بنكيران، رئيس الحكومة، ومن بنكيران الأستاذ، ومن بنكيران الذي يعمل في مدارسه الأساتذة، ومن بنكيران الذي أسس حزبا جله من الأساتذة، ومن بنكيران الذي ينتمي إلى حركة كلها أساتذة”.
واستطرد “وغاضب من بنكيران الذي درس أبناءه أساتذة، ومن بنكيران الذي تربى على أن ما كان الرفق في شيء إِلا زانه، ولا نزع من شيء إِلا شانه، وغاضب من بنكيران الذي يعلم أكثر من غيره أن المعلم كالنبي والرسول، وأن علينا أن نوفيه التبجيل بدل “التشرميل” و”التمرميد”، وإسالة دماء أساتذة ذنبهم أنهم يدافعون بطرق مشروعة عن حقوقهم”.
هسبريس – محمد الراجي (كاريكاتير – مبارك بوعلي)