رحلة الى الواحة الغناء … تغجيجت …حيث موسم التمور دو الدهشة 13
تغجيجت تلك الواحة الغراء ، بنخيلها الشاهق الباسق ، وبحقولها الضيقة الغراء ، وأناسها الطيبون والكرم الحاتمي له ملازمون ، يعاهدون ولا ينافقون ، رغم البساطة في العيش فقد حباهم الله بسكينة كلها رحمة وود ووئام ، أناس عاديون يكابدون قهر الزمان ويرضون بالقليل .
حباهم الله بجنات نعيم كلها نخل وخضرة قل لها نظير ، وصدق قوله الكريم حين قال : ” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا ” ، مياه دافقات عبر خطارات وبكيل الدانق تسقي الحقول دات النخل الغادق ، لتعطي من خيراتها كل رطب من بلح وتمر وعروش وجريد وجدع لاهلها نافع ، منه يأكلون وبجريد النخل يتفننون ويبدعون وباليد يحبكون ويصنعون اثاثا يبهر العين ويصفي الخاطر عند استعماله في حياتهم اليومية وخاصة التي تتعلق بالعمل بالحقول او الاتات المنزلية .
كل هذا كان شاهدا عليهم وقت حضورنا لمهرجان موسم التمور في دورته 13 ووجدنا الرحب الذي ليس له مثيل ، فاستقبلونا بالتهلال والرحب والسعة ، ووفروا لنا كل ملزم يخصنا ، فطاب لنا المقام والفنا الاجواء حتى حسب لنا انها بلدتنا التي ولدنا وترعرعنا فيها ، فمند حط الرحال وسكانها لنا مرحبون والغدق النافع يرافقنا في كل حركة وتنزل من كرمهم بركة .
في اليوم الاول استمتعنا بلمة مع كبار القوم جمع فيها وفد والي ولاية كلميم واد نون فكان التعرف وتبادل الافكار ، لينطلق الكل الى حفل الافتتاح واعطاء انطلاقة فعاليات المهرجان ، فبمعرض المنتوجات المحلية والفلاحية كانوا سباقين ، واثناء الجولة في ارجائه تعرف الوفد على عرض كل تعاونية مشاركة ونوعية منتوجها التي تفننت فيه .
وبوصلة احواش المنطقة اطرب الجميع برقصات ايحاحية جميلة اداها افردها بكل تلقائية فابانوا عن براعة في الرقص والنظم واللحن الاخاد ، فتجاوب معهم افراد الوفد وكذا الحضور واخدتهم الى ايام زمن اللحن الجميل ، ايام النضال والعادات والتقاليد ، فبعرضهم برهنوا على انهم بإرثهم له حافظون وعنه غير زائغون .
مرت ايام المهرجان كلها فرح وحبور وبطاقم جمعية موسم التمور التي يترأسها الرجل الشهم المناضل ” رشيد زمار ” الى جانب يده اليمنى ” محمد التكني ” بالاضافة الى جنود الخفاء من اعضاء الجمعية ومستشاري الجماعة ورجال الخفاء الذين غرضهم هو تنوير منطقتهم في ابهى حلة .
والجميل في الامر هو الابتسامة التي لا تفارق محيي كل ساكني المنطقة ومنازلهم مفتوحة في زائر وابانوا عن كرم حاتمي ، فالاعراس تحركت وبالاهاجيز تفننت وابدعت ، والايادي بالعطاء اغدقت ، وتجدهم بالزغاريد وبالحبق ومرشة ” الريفدور ” مرحبون وبك ملفون يترنحون ليبرهنوا انهم يعيشون اياما ثلاثا ، كلها افراح ومسرات بعد كد وعمل متفان طوال اشهر عام .
ابهرتني تلك السربات الخمس للخيل المرصعة وبفرسانها الاساوش التي امتعت بساحة ” التبوريدة ” زوارها ولعلع فيها بارود البنادق المدوية ممجوزة بصهيل الخيل وزغاريد النساء فأضفى على المكان صورة فنية ابدع فيها الخالق العدنان .
كما كان لزوار البلدة العجيبة والغريبة طيلة ليالي المهرجان مع سهرات فنية رائعة احياها المع النجوم في الاغنية الامازيغية والحسانية ، منهم الفنانة كلثومة تمازيغت ومصطفى الكمراني وسعيد اوتجاجت والحسين امراكشي زيادة على فرق محلية ، ومجموعات احواش نتغجيجت …
فليس لنا الا نقول لاهل تغجيجت ” بي لكم وبرجالكم وكرمكم الحاتمي ” وبي “بموسمكم ومهرجانكم الناجح “، فبي “بخصالكم ونسيم واحاتكم الغراء وجو طقسكم الصحي ” ، فلن ننسى هذه اللحظة التي عشناها بينكم واستمتعنا باجوائها الاخادة ولن تمحى ابدا من ذاكرتنا وستبقى راسخة لتنضاف الى ذكريات لن تمحيها معاول الومن ، وهنا اضع نقطة سفري لنبدأ بسفر جديد ودهشة جديدة العام المقبل في واحتكم الفيحاء .