فيلم “من طاطا إلى تومبكتو” يؤخر الترخيص لـ”إسني ن ورغ”
رغم انعقاد اجتماعات موسعة من أجل ثني المركز السينمائي عن قراره، رفضت السلطات المحلية بمدينة أكادير الترخيص لإدارة مهرجان “إسني ن ورغ للفيلم الأمازيغي” الترخيص بمواصلة فعاليات دورته الحادية عشرة.
وعزت السلطات قرار توقيف فعاليات المهرجان، المفروض أن يستمر إلى غاية السّادس من أبريل الجاري، إلى عدم حصول الأفلام المُقرر عرضها على “تأشيرة العرض”. وذكر المركز السينمائي المغربي في مراسلتين؛ واحدة وجهها إلى مدير الجمعية المنظمة، والثانية إلى السلطات الولائية في أكادير، أن الأفلام المقرر عرضها، وبمقتضى المادة رقم 9 من القانون 20.99 المتعلق بتنظيم الصناعة السينيماتوغرافية، يجب أن تمر عبر المركز حتى تحصل على تأشيرة للعرض.
وأفادت مصادر هسبريس بأنّ قرار المنع يعزى إلى رفض إدارة المهرجان حذف فيلم “من طاطا إلى تومبكتو” من البرمجة، لمؤلفه رشيد البلغيتي ومخرجته فاتن جنان محمدي؛ الشيء الذي نفاه المدير الفني للمهرجان، رشيد بوقسيم، مؤكدا أن “قرار التوقيف مازال قائما، ومازلنا ننتظر جواب المركز السينمائي المغربي، ولا نتوفر على أي معلومات تفيد بمنع فيلم معين دون آخر”.
وتابع المتحدث نفسه: “المهرجان يشتغل وفق القانون، ونحن في دولة الحق والقانون، السلطات المحلية تجاوبت بشكل إيجابي مع الواقعة، وتمّ عقد اجتماعات من أجل حلّ المشكل، واليوم مازلنا ننتظر جواب المركز السينمائي المغربي”.
ويحكي فيلم “من طاطا إلى تومبكتو” مسار صحافي جاء إلى العاصمة الإدارية للمملكة قادما إليها من أغوار منطقة طاطا، التي تم إلحاقها في التقسيم الجديد بجهة سوس ماسة بعدما كانت تنتمي إلى جهة كلميم سمارة. ويروي من خلاله رشيد البلغيتي مسارات مختلفة الأمكنة مرتبطة بالعادات والتقاليد والأفكار والقيم، بمرجعية واحية صحراوية بدوية ينبعث منها أمل كبير.
وأكد رشيد البلغيتي، بدوره، أنّه لم يتوصل رسميا بقرار يفيد منع فيلمه، ماعدا مراسلة المركز السينمائي المغربي التي تعزو قرار المنع إلى عدم حصول المهرجان على “التأشيرة الثقافية” لعرض الأفلام.
وقال مؤلف الفيلم: “إذا صحّ ما قيل، أنا أتساءل عن طبيعة المشكل، علما أنّ الفيلم مدعم من طرف المركز السينمائي المغربي في صنف الأفلام الوثائقية حول الثقافة والتاريخ والفضاء الصحراوي الحساني، وحاصل على التأشيرة الثقافية التي تحمل رقم 1070/2016”.
وتابع البلغيتي قائلا: “هذا يدل على أنّ هناك اعتراض على شخص رشيد البلغيتي، سواء كان مؤلفا أو كاتبا أو رئيسا لجمعية تنموية في إقليمه، وإغلاق الفضاء العام أمامه، وتصفية رمزية لهذا المواطن”، مشيرا إلى أنّ الفيلم تمّ اختياره من طرف المركز السينمائي المغربي للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان العيون، وحاصل على الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي بمهرجان زاكورة.
ويستضيف مهرجان “إسني ن ورغ للفيلم الأمازيغي” في دورته الحادية عشرة، بحسب بلاغ للجمعية المنظمة، تشكيلة متنوعة من الأفلام التي تتبارى على جوائز المهرجان في صنف الفيلم الوثائقي، والفيلم الروائي بنوعيه الطويل والقصير، وأفلام الفيديو (Vidéo Home)، علاوة على سينما الضيف التي تنفرد ببرمجة أفلام متنوعة، فضلا عن أفلام تشارك في خانة المغرب المتعدد «Maroc Pluriel»، التي تثري ذخيرة أَسْبَاق المهرجان على مدى عشرية من ظهوره على الساحة الدولية.