“بدائل” تحمل الحكومة “رداءة” برامج رمضان
رغم نسب المشاهدة المهمة التي تحققها الأعمال التلفزيونية الرّمضانية، من برامج ترفيهية وسيتكومات، إلا أنّها لازالت تحصد كما هائلا من الانتقاد نتيجة المضامين التي تحملها، والتي اعتبرت منظمة بدائل للطفولة والشباب أنّها “تخلو من أي مضمون تربوي، وتعكس غياب رؤية واضحة للأدوار التثقيفية والتنويرية التي ينبغي أن يؤديها الإعلام السمعي البصري”.
واتهمت المنظمة التي تعنى بقضايا الطفولة قنوات القطب العمومي بـ”تجريب أعطاب وإخفاقات بعض المتطفلين على الفنون الدرامية”؛ “لمّا تقدمه من رداءة تحت عناوين مختلفة باسم “الفرجة والفكاهة”، والتي لا يستفيد منها المتلقي في التربية أو التنشئة”.
وقال رئيس المنظمة محمد النحيلي: “هذه الرداءة مغرقة في الإسفاف والابتذال، وتنهل من لغة غريبة عن المجتمع المغربي، وتؤسس لخطاب ساقط ومنحط يكتسح المدارس والأسر”.
وأضاف النحيلي: “هذا الواقع يطرح أكثر من علامة استفهام عمّا إذا كانت الحكومة تمتلك إستراتيجية حقيقية وواقعية لتجسير العلاقة بين الإعلام العمومي والمدرسة، لأنّ هذا النوع من البرامج التي يتم التسويق لها باسم الترفيه والفرجة في رمضان تبقى مثار سخرية عند المواطن الذي يعتبرها مسيئة إلى ذكائه ولا تعكس الزخم الإبداعي والثقافي والتراثي المغربي”.
وعبرت المنظمة، في بلاغ توصلت به هسبريس، عن قلقها لهذه “الانتكاسة المستمرة التي يعرفها الإنتاج التلفزيوني”، مستنكرة “غياب رقابة حقيقية تحول دون تمرير هذه الإنتاجات المحبطة لمجهودات المدرسين لتحسين المستوى اللغوي للمتعلمين”.
واعتبرت أنّ “بعض هذه البرامج تعكس غياب رؤية واضحة للأدوار التثقيفية والتنويرية التي ينبغي أن يؤديها الإعلام السمعي البصري العمومي للمجتمع، باعتباره أداة أساسية من أدوات التنشئة الاجتماعية المواطنة التي تغرس في المواطن قيم الاعتزاز بانتمائه الثقافي والحضاري المغربي، واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقه كفرد للمساهمة في بناء مغرب الحداثة المنتجة لأجيال مسؤولة وفاعلة”.
وحملت الهيئة المذكورة “الحكومة والبرلمان بغرفتيه والمجتمع المدني المسؤولية عن هذه الإخفاقات التي تراكمها هذه القنوات الممولة من جيوب دافعي الضرائب ومن المال العام، سنة بعد أخرى في ظل صمت غير مبرر”.
وطالبت منظمة بدائل للطفولة والشباب بـ”إنشاء قناة تلفزية خاصة بالأطفال بمضمون تربوي وترفيهي وتعليمي هادف يساهم في توجيه طاقتهم نحو التعليم والابتكار، وتنمية قدراتهم الذهنية، ويزيد من استيعابهم كل ما يدور من حولهم”، داعية إلى “إعطاء الأهمية للأطفال واليافعين وأخذ البعد التربوي – الثقافي بعين الاعتبار في شبكة البرامج والإحساس بدورها في التأثير والتربية باعتبار الإعلام مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعيةّ”.