موازاة مع المونديال .. “أزنزار” يروّج للسياحة المغربية في روسيا
إذا كان الغرض الأساسي لآلاف المواطنين المغاربة الذين سافروا إلى روسيا، بمناسبة كأس العالم لكرة القدم، هو تشجيع المنتخب الوطني، وكذلك السياحة في بلاد القياصرة، فإن عبد الله آيت الصديق، كان له، فضلا عن هدف تشجيع المنتخب الوطني، هدف آخر، وهو الترويج لمدينة أكادير التي يتحدر منها، وللمغرب بصفة عامة، كوجهة سياحية.
حين ينغمس عبد الله آيت الصديق، المعروف في مدينة أكادير بلقب “أزنزار”، وتعني بالعربية الشُعَاع، وسط آلاف الجماهير التي حجّت إلى روسيا لمتابعة “المونديال”، يقوم بالتعريف بالمغرب، وخاصة مدينة أكادير، ويحث الناس على القدوم إليه للسياحة، مستعملا بعض الكلمات باللغة الإنجليزية.
“أزنزار” لم يكتف فقط بالتعريف بالمغرب شفهيا، بل حمل معه إلى روسيا عشرات الكتب التي تعرّف بما تختزنه مدينة أكادير وتيزنيت وتارودانت وتافراوت، وغيرها من مدن جهة سوس، من معالم سياحية، إضافة إلى خرائط لجغرافيا المنطقة، وكذا بطاقات بريدية (Cartes postales)، للتعريف بالمآثر التاريخية والمعالم العمرانية والعادات والتقاليد المغربية.
الكتب التي حملها “أزنزار” إلى روسيا كُتب أغلبها باللغة الإنجليزية، وكان يعتزم أن يوسّع “الحملة الترويجية” للسياحة المغربية التي قام بها بأكبر عدد من الكتب بلغات البلدان التي كان سيمر منها عبر سيارة “إيركاط” كان يعتزم السفر بها إلى روسيا، لكن عراقيل إدارية حالت دون سفره على متن السيارة، فاضطر إلى حمل ما يسمح به السفر على متن الطائرة من الكتب.
“الكتب التي وزعتها على السياح المفترضين في روسيا، والتي حصلت عليها من الغرفة الجهوية للسياحة بأكادير، تتحدث عن مدينة الانبعاث ونواحيها، لكني قمت بالترويج للسياحة في المغرب بشكل عام”، يقول “أزنزار” لهسبريس، مشيرا إلى أن البطاقات البريدية اقتناها من ماله الخاص، كما وزّع على السياح أساور (Bracelets) يبيعها المهاجرون القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء، تأكيدا منه على العمق الإفريقي للمغرب.
وجوابا على سؤال حول ما إذا كان الأشخاص الذين تحدث إليهم يعرفون المغرب، قال “أزنزار” المعروف بحبه لكرة القدم: “أغلبهم لهم معرفة مسبقة بالمغرب، والذين لا يعرفونه أحاول أن أعرفهم بهم عبر الاستعانة بالخريطة، لمعرفة موقعه الجغرافي، والبطائق البريدية التي تعرف بالعادات والتقاليد لدى المغاربة”.
ويعبر “أزنزار” عن حبه لوطنه بالقول: “أحيانا تنفد البطائق البريدية التي أحملها في محفظتي، فأضطر إلى استقلال الميترو والعودة إلى الفندق على بعد عشرات الكيلومترات لجلب بطاقات أخرى”، مضيفا: “هادشي كامل كنديرو ماشي حيت باغي شي مصلحة، وإنما حيت كنبغي بلادي”.
وفي الوقت الذي لقيت فيه تصرفات بعض المغاربة الذين سافروا إلى روسيا لتشجيع المنتخب الوطني انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، كنشر صور لهم وهم يقبّلون الفتيات الروسيات، أو التصرف الصادر عن أحد النشطاء على موقع “يوتيوب” الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يسبّ الروسيين ويسخر منهم بالدارجة، لاقت مبادرة “أزنزار” استحسانا كبيرا من طرف عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب السيناريست الأمازيغي المعروف عبد الله المناني على صفحته قائلا: “إلى كان حدث السنة هو كأس العالم، والمنتخب خلا تما صورة زوينة، فأكيد أن حتى بين الجمهور وفالمدرجات وفي شوارع روسيا ثمة مبادرة جميلة ونقية للي قام بها المشجع السوسيAznzar Ait Sadik ، اللي اتحلى بالقيم السمحة والراقية والي تتعبر صراحة على احترامنا لثقافات الغير كيفما كانت”.
وأضاف المناني: “عبد الله “أزنزار” الآن خير سفير وخير ممثل لسوس وللمغرب، قام بمبادرة جميلة في التعريف بمدينة أكادير من خلال توزيع صور وخرائط للمدينة وكذا مشاركة الناس الأفراح بالموسيقى.. عبد الله إنسان للي تيبغينا من خلال تلميع صورتنا جميعا بروسيا وأكيد أن الرواسة غاديين يحتارمونا لأجل هاذ الشاب الظريف”.
وذهب معلقون إلى دعوة سلطات أكادير، ومسيّري شأنها المحلي، إلى تخصيص استقبال لـ”أزنزار” وتكريمه جزاء له على الجهود التي بذلها، تطوعا، لحث السياح على زيارة المدينة. وكتب مصطفى رمزي في صفحته الفيسبوكية: “المناضل والبطل عبد الله ازنزار يستحق كل الثناء والاحترام، وعلى الجهات المختصة لمدينة أكادير الاشادة به وتنظيم استقبال يليق بهذا البطل الذي ناضل من أجل الهوية الأمازيغية ومدينة أكادير”.