✔ أهمية ممر جبل طارق ” المغرب .إسبانيا .بريطانيا ” 🇲🇦🇪🇦🇬🇧
مضيق جبل طارق من أشهر المضائق في العالم، لنتعرف على أهميته وسبب تسميته، كان المضيق قديماً يسمى “أعمدة هرقل”، ولكنه صار يحمل اسم “جبل طارق” نسبة إلى مدينة جبل طارق التي كانت أول أرض يصلها القائد الإسلامي “طارق بن زياد” في أرض شبه الجزيرة الأيبيرية خلال عملية فتح الأندلس سنة 711م، ويسمى المضيق باللغات الأوروبية (Gibraltar) كتحريف للتسمية العربية.
مضيق جبل طارق (بالإنجليزية: Strait of Gibraltar) (بالإسبانية: estrecho de Gibraltar) هو المضيق الذي يفصل أوروبا عن القارة الإفريقية، ويقع جنوب إسبانيا ومستعمرة جبل طارق (مستعمرة بريطانية على أطراف إسبانيا، تتمتع بحكم ذاتي)، وشمال المغرب، كما يشكل نقطة وصل بين شرق المحيط الأطلسي وغرب البحر الأبيض المتوسط. هو الممر المائي الوحيد الذي يربط الأطلسي بالمتوسط، ويقدر عرضه بـ14 كم فيما يبلغ عمقه نحو 900 متر في أعمق المناطق، ويعتبر جزءاً من المياه الدولية.
الموقع والخصائص الجغرافية لمضيق جبل طارق
تحدد المنظمة الهيدروغرافية الدولية (OHI) حدود مضيق جبل طارق، كما الآتي:
من الغرب: خط يصل رأس الطرف الأغر (cap de Trafalgar) في إسبانيا (36° 10′ 52″ ش، 6° 02′ 02″ غ) برأس سبارتيل (cap Spartel) في المغرب (35° 47′ 31″ ش، 5° 55′ 29″ غ).
من الشرق: خط يصل (Punta de Europa) في جبل طارق (36° 06′ 32″ ش، 5° 20′ 45″ غ) بـ (Punta Almina) في مدينة سبتة (35° 54′ 02″ ش، 5° 16′ 43″ غ).
ويبلغ طول الخط الرابط غربا بين رأس الطرف الأغر ورأس سبارتيل بالمغرب 45 كيلومترا، بينما شرقا فالمسافة الفاصلة بين جبل طارق ومدينة سبتة هي 24 كيلومتراً، بينما تبلغ أضيق نقطة فاصلة بين شمال المضيق وجنوبه 14.4 كم.
وتتشارك كل من منطقة الحكم الذاتي جبل طارق البريطانية ودولتي المغرب وإسبانيا مياه المضيق، وفق نظام قانوني خاص يجعل منه ممراً مائياً دولياً. وتتدفق المياه عبر المضيق من المحيط الأطلسي لتصب في البحر الأبيض المتوسط، أما التيارات التحتية فتحمل مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة نحو الغرب إلى المحيط.
الأهمية الإقتصادية لمضيق جبل طارق
هو ثاني أكثر مضيق استعمالاً في العالم بعد مضيق قناة المانش أو القناة الإنجليزية (English Channel) الذي يربط بين جنوب إنجلترا وشمال فرنسا، وموقعه له أهمية استراتيجية كبرى، على الأقل منذ العصور الوسطى، حيث كان طريقا للتجارة البحرية بين أوروبا الشمالية وإيطاليا، وارتفعت أهميته بعد تدشين قناة السويس سنة 1869، وتجاوز آنذاك دوره في الربط بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، إلى ربطهما بالمحيط الهندي.
تشكل مياه المضيق معبراً في غاية الأهمية لحركة التجارة العالمية، فهو ممر تجاري نشيط جداً، يعبره سنويا 220 طن من النفط قادما من قناة السويس أو الجزائر. وتعبره سنويا نحو 100 ألف سفينة (ما يقارب 300 سفينة يومياً)، وهو بذلك واحداً من أكثر المناطق الملاحية ازدحاماً في العالم، ولتسهيل حركة الملاحة البحرية به، هناك مخطط لتقسيم حركة المرور.
يعتبر المضيق نقطة وصل بين الشمال والجنوب أيضاً، من خلال حركة الركاب والسيارات، وتنشط به حركة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا، ومعظم المهاجرين يعبرون المضيق قادمين من مدينة سبتة.
ونظراً لأهميته وبغية الرفع من حركة الركاب وتقوية خطوط التجارة بين المغرب وإسبانيا، فقد انطلقت فكرة إنشاء خط ربط يصل القارة الأوروبية بالقارة الإفريقية منذ عقود بعيدة، وتم توقيع اتفاق بين الدولتين في 12 ديسمبر/ كانون الثاني عام 2003 لدراسة إمكانية بناء نفق للسكك الحديدية تحت المضيق.
مشروع الربط بين القارتين
منذ عقد اتفاقات بين إسبانيا والمغرب في عام 1980 وعام 1989، وهناك تفكير في مشروع إنشاء نفق تحت المضيق، حيث تم الانتهاء من الأعمال الاستكشافية في عام 2008، ولكن ربحية مثل هذا النفق ظلت مسألة مشكوك فيها، خاصة أن تكلفة العمل عالية جدا وصعبة التمويل، فضلا عن مخاطر الزلازل الموجودة في المنطقة، إضافة إلى صعوبة بنائه نظراً لعمق المضيق الشديد، وعدم إيجاد حل يمكن من التخلص من الغازات المنبعثة من العربات التي ستعبر النفق.
وحسب إصدار سنة 2010 حول التصور النهائي للمشروع، فقد كان من المرتقب أن يكون طول الخط الرابط بين القارتين 42 كم، 38.7 كم منها عبارة عن نفق، بما في ذلك 27 كيلومتراً تحت سطح البحر، على أن يربط مدينة طنجة المغربية بمدينة طريفة الإسبانية.
أخيراً.. مضيق جبل طارق بموقعه الاستراتيجي وأهميته التجارية والاقتصادية؛ أقرب نقطة بين قارتي أوروبا وأفريقيا تعرفنا على موقعه وأهم المشاريع الساعية لإنشاء نفق تحت المضيق والمصاعب المترتبة على هكذا مشروع