أخبار جهويةأخبار وطنيةالأخبارالحوادتمتابعات

الدار البيضاء في العصر الحجري الثالث

العالم المتحضر عندو الدربي . و حنا عندنا الضربي..

عندهم الإصابات الجميلة ” اليااااه إصابة”.

واحنا عندنا إصابات في صفوف الأمن والجمهور وجيران الملعب..

ديربيهم كينهيه الحكم و ضربينا كاينتهي في المحاكم..

بهذا الكلام تابع الصديق يحي الملينسي المغربي الجميل الخبير في شؤون االكرة والصحافة والفنون المقيم في قطر..

وجدت في كلامك عزيزي يحيى و آنت المطلع الكبير في قضايا الرياضة والصحافة تعبيرا دقيقا يلخص الحالة المرضية للمجتمع والرياضة المغربيين..

أنا مثلك يا يحيى ..

صدمت مثلما صدم الملايين من المغاربة الذين شاهدوا لقطات حروب العصر الحجري الثالث في الدار البيضاء التي نحب ..

و تحت تأثير الصدمة كتبت على سريع الفايسبوك : “الجفاف و جوج فرنك و زيدنا الحروب الصليبية بين جمهور الرجاء و الوداد ..

اللهم اسق عبادك فقط ..

أما بهيمتك فتخرج للملاعب للقتال”..

ما الذي يجري وسط الملاعب ؟ لماذا لم نعد نفهم أسباب ما يقع؟ ما الذي تغير عند الجمهور و أندية الالترا و عشاق الكرة و عبدة الدين الرقم 1 في العالم؟ في طفولتنا أتذكر كنا نشجع فريق فال فلوري في بطولة الأحياء في ملعب الشريف..

لم يكن في هذا الملعب الشعبي بوليس ولا درك ولا مخازنية و لا وقاية مدنية و لا هم يحزنون..كان الله وحده يحرسنا..

وكان خصم فريقنا الند للند هو فريق المصلى..

في هذا الديربي الصغير الذي دام سنوات لم تحصل حروب غير حروب الشعارات..

ضد فريق با صالح كنا نهتف بسخرية بشعار: “با صالح زكو مالح” ..و نضيف : طاح ريال جبرت ريال با صالح زكو عريان”..

لا أدر من أين جاءت حكاية زك با صالح إلى الهتافات .

لكن المهم لم يكن هناك قتلى وجرحى ومعتقلين وبوليس و مطاردات و تخريب واعتداء على ممتلكات الناس وقطع الطريق وهستيريا وتسول في محطات القطار ..

لا شيء كان يحدث غير الضحك على زك با صالح الأسمر الطويل بائع السمك في المصلى و فريقه..

لاشيء في البلد يوحي أن الديربي لن يسقط لاحقا في مرض الضربي..

لاشيء لان المقاربة لحد الآن أمنية تقنية فقط ..

الكرة أشمل و أكبر من الهاجس الأمني فقط..الاعتقالات والمحاكم والبوليس الذي تمس هيبته في الملاعب لن يحل المشكلة .

الكرة تحتاج إلى تربية وثقافة وكيمياء أخرى بدأنا نفقدها في المغرب و لننتظر مزيدا من العنف والتخريب ..

الالتراس فيالق تعشق الكرة وينقصها الراعي الحاضن الموجه ..

أول مرة سمعت نشيدا لألترا عسكري الرباط فكانت دهشتي عظيمة..كانت الأغنية عنوانها” القيلولة في البرلمان..هذه من قلب السياسة .هناك مطالب اجتماعية غير مكشوفة في أوساط ألترا تحجبها الكرة وضربات الجزاء والتحكيم وفضائح مدربين و نجوم أندية.. الكرة تحتاج إلى مقاربة شاملة لكي لا يبق البوزل الكروي ناقصا . الديربي ليس ما يجري في الملعب .

الديربي هو كل الأجواء الاحتفالية والثقافية و الفنية والاستهلاكية التي تسري في المدينة قبل وبعد المقابلة. ديربي الرجاء والوداد كان سيئا للغاية..

بين كلاسغو رانجيرز و سيلتيك في إسكتلندا عداوة قديمة.

إنه أكبر ديربي ديني بين الكاتوليك والبروتستانت.بين الوطنيين وأنصار القصر.

الديربي الكبير لا ينتهي بالعودة إلى العصر الحجري ..

بين البارصا و الريال تاريخ حرب قديمة في إسبانيا لكن اللقاء بينهما لا يفضي إلى حرب البسوس..

في عام 1936 و صل الاحتداد بين الفريقين إلى اختطاف رئيس البارصا جوزيف سونول من كاتالونيا وقتله في جبل قرب مدريد.. رغم كل العداوات يظل الكلاسيكو الاسباني من أغنى دروس الكرة في العالم. با صالح زكو مالح لا تفسد للود قضية..

الروح الرياضية حاضرة و لو نكاية في مؤخرة با صالح بائع السمك ولاعب الكرة .

 

عمر أوشن كود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: