ثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورة

من ساحة جامع جامع الفناء إلى عرش الإبداع: قصة عبد الكريم الكرام ورحلته الملحمية في عالم التلحين الموسيقي والفن

بقلم باسين عبد العزيز

عندما نتحدث عن قصة نجاح فنان متعدد المواهب مثل عبد الكريم الكرام، نجد أننا نتعامل مع قصة فريدة من نوعها، تمتزج فيها الطموح والموهبة والتفاني في مجال الفن. ولد عبد الكريم الكرام،بدوار تيشوربة جماعة بيزضاد إداو زمزم عمالة الصويرة وهي مدينة تشتهر بتراثها الثقافي الغني وباحتضانها للفن والموسيقى.

بدأت رحلة عبد الكريم الفنية الملحمية في سن مبكرة، حيث كانت موهبته الفنية تبرز بين أقرانه، وكان للفنان لحسن أعشاق الدور الكبير في توجيهه وتطوير مهاراته. مع رفاقه في الفن، بدأوا مشوارهم الفني في مراكش، حيث تحدوا الصعاب وأثبتوا جدارتهم في عالم الفن الأمازيغي.

في عام 1987، عندما كان عبد الكريم الكرام لا يزال طفلاً صغيراً لا يتجاوز سن السابعة، خطف قلوب الجمهور بمواهبه الفنية المبهرة في الغناء والشعر. رفقة عمالقة الفن الأمازيغي، بدأت رحلته الفنية الملهمة التي لا تعرف الحدود.

كانت قصة بدايته تنطلق من تأثير الفنان لحسن اعشاق، الذي كان قدوته ودافعه لدخول عالم الفن. مع مجموعة من الفنانين الشباب، بدأوا بتسجيل الأسطوانات الكاسيت، حيث برزت بدايته الفنية الجريئة في عام 1988 مع أربع أسطوانات.

لكن لم يكتفِ بذلك، بل كان الفضل للفنان لحسن أعشاق الذي ينحدر من عائلة الفنان “الحاج محمد اومراك” لتشكيل مجموعة “الإخوان إعشاقن مزين حسن ورشيد”، وسجلوا سوياً العديد من الأعمال الفنية التي تركت بصمتها في عالم الفن.

باعتباره فناناً مرموقاً، تميز عبد الكريم الكرام بمشاركته مع عمالقة الفن من العصر الذهبي القديم، حيث كان يرافقهم في المناسبات والأعياد، ومن بين هؤلاء الفنانين القدماء المرحوم عمر وهروش والمرحوم أوحمودوا الحسين اوتزناخت، الحسين اوبن يحيى اوتزناخت، ومحمد الصويري، والحاج أموراك، والفنان الغلباز، والزعيم عمر أهراوي، الفضواكي، والحسين اودوار، وخدوج تاصويريت. ولم يقتصر تعامله على الفنانين القدماء، بل شمل عددًا كبيرًا منهم، حيث امتدت شبكة علاقاته لتشمل الفنانين الحاليين الذين لازالوا يمارسون المهنة بكل اخلاص واجتهاد.

خلال اللقاء معه تبادرت إلى الذهن أسماء الفنانين الذين رافقهم، مما أكسبه مزيدًا من الخبرة والتأثير في الساحة الفنية. ومن بين الأسماء التي ذكرها، نجد من خلال هذه الأسماء التنوع والغنى الذي أثرى به عبد الكريم الكرام في مسيرته الفنية.

لم يكتفِ عبد الكريم بتألقه داخل المغرب فقط، بل سعى للتوسع والاستمرارية في رحلته الفنية، حيث سافر إلى عدة دول أوروبية ليثبت موهبته ويشارك في فعاليات فنية عالمية. وكانت زيارته إلى إيران في عام 2013 خطوة مهمة في مسيرته، حيث تعاون مع فنانين محليين وعالميين، مما أضاف لمسة فنية متميزة إلى مساره الفني.

إن ما يميز عبد الكريم الكرام هو تنوع مواهبه، حيث يجمع بين الغناء والتلحين والعزف على الآلات الوترية بمهارة فائقة. وبفضل توجيهه ودعمه، استطاع أن يترك بصمة قوية في عالم الفن، وأصبح من بين أبرز الفنانين والملحنين في المغرب وخارجه.

عبد الكريم الكرام يمثل قصة نجاح حقيقية، حيث تحققت أحلامه وتحولت إلى واقع ملموس بفضل عزيمته وإصراره على تحقيق النجاح. واليوم، يستحق كل الاعتراف والتقدير كفنان متعدد المواهب، الذي استطاع أن يصعد إلى قمة الإبداع في عالم التلحين الموسيقي والفن.

بقلم باسين عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: