الأخبارثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلام

الحسين اوبن يحيى أوتزناخت يُبدع في مهرجان أمزاد بتيزنيت ويتألق رغم تقدم العمر:بقلم باسين عبد العزيز

بقلم باسين عبد العزيز

شهد مهرجان أمزاد للتراث الموسيقي الأمازيغي بتيزنيت، مشاركة مميزة للفنان الأمازيغي العريق الحسين أوتزناخت. ورغم كبر سنه، نجح أوتزناخت في خلق الحدث وتقديم عرض موسيقي استثنائي رفقة رفاقه القدماء في الميدان الفني الأمازيغي. وقد تمكن من إعادة الحياة للأغاني التقليدية، ما أثار حماس الحضور وترك بصمة لا تُنسى في قلوب محبيه.

الحسين أوتزناخت هو واحد من أهم الفنانين الأمازيغ الذين عاصروا فترة مهمة من تاريخ الموسيقى الأمازيغية. وقد بدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر من حياته، حيث كان جزءًا من حركة فنية تهدف إلى الحفاظ على التراث الأمازيغي ونقله للأجيال القادمة. كانت موسيقاه تتميز بالتنوع والإبداع، مما جعله يكتسب شهرة واسعة في المغرب وخارجه.

كانت مشاركة أوتزناخت في مهرجان أمزاد بتيزنيت واحدة من أبرز الفعاليات التي شهدها المهرجان هذا العام. واستطاع أن يجمع بين الحنين إلى التراث والأصالة وبين التجديد والإبداع، مقدمًا لجمهوره تجربة موسيقية فريدة. وكانت أغانيه، التي تنبض بحب الأرض والأجداد، تلامس قلوب الجمهور وتعيد إليهم ذكريات الزمن الجميل.

لم تقتصر الإثارة في المهرجان على عرض أوتزناخت فحسب، بل كانت هناك مشاركة مميزة للفنانين كبار في السن ، الذي استطاعوا بدورهم أن يشعلوا حماس الجمهوررفقة المايسترو اوتزناخت . بأغانيه التي تميزت بالتنوع والإبداع، حيث ردّد الجمهور كلماتها بحماس كبير، مما أضاف جواً من الفرح والاحتفال إلى فعاليات المهرجان. بن يحيى اتزناخت هو من الفنانين الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى الأمازيغية، واستمروا في جذب الجماهير بأعمالهم المتميزة.

تُعتبر مدينة تيزنيت مركزًا للفن الأمازيغي، وقد كانت موطنًا للعديد من الفنانين الكبار الذين ساهموا في نشر الثقافة الأمازيغية. من بين هؤلاء الفنانين، يبرز اسم الحاج بلعيد، الذي يُعد من أعظم رموز الفن الأمازيغي. كان الحاج بلعيد فنانًا شاملًا، حيث جمع بين الغناء والشعر، ولعب دورًا كبيرًا في إيصال الرسائل الفنية والثقافية عبر ألحانه وكلماته.

كان للحاج بلعيد تأثير كبير على الجيل الجديد من الفنانين، ومن ضمنهم الفنان الحاج محمد بن يحيى، أب الحسين الذي رافق الحاج بلعيد في مشواره الفني. قدم بن يحيى مساهمات جليلة للفن الأمازيغي، حيث كان له دور كبير في ترسيخ هذا الفن في مناطق سوس والمغرب عامة. ورغم مرور الزمن، لا يزال إرث الحاج بلعيد وبن يحيى حاضرًا بقوة في المشهد الفني الأمازيغي، حيث يستمر الفنانون الحاليون في استلهام أعمالهم من هذا الإرث الغني.

كان للفنانين الأمازيغ دور كبير في المجتمع، حيث كانوا يمثلون جسرًا لنقل المعرفة والثقافة بين الأجيال. لم تكن أغانيهم مجرد ترفيه، بل كانت وسيلة للتعليم والتوعية، ونقل القيم والعادات والتقاليد. في تلك الحقبة، كان الفنان يُعتبر رمزًا ثقافيًا، وكانت له مكانة مرموقة في المجتمع.

يظل الفن الأمازيغي جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمغرب. ويعكس هذا الفن تاريخًا طويلًا من الكفاح والابتكار، حيث تمكن الفنانون من الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة. وقد كان لمهرجان أمزاد بتيزنيت دور كبير في تسليط الضوء على هذا التراث الغني، وإبراز الجهود التي يبذلها الفنانون للحفاظ عليه.

ويبقى الحسين أوتزناخت، وبقية الفنانين الأمازيغ، رموزًا للفن الأصيل والإبداع المتجدد. وستظل أعمالهم وإسهاماتهم مصدر إلهام للأجيال القادمة، حيث يواصلون رحلة الحفاظ على التراث الثقافي والموسيقي الأمازيغي.

رغم كل هذا، صمدت اللغة الأمازيغية في وجه التحديات. فعلى مر العصور، اندثرت العديد من اللغات السامية، مثل البابلية والآشورية، وغابت عن المشهد العالمي. ولكن، رغم جميع التغيرات الثقافية واللغوية، بقيت اللغة الأمازيغية حية وقوية. تعتبر الأمازيغية واحدة من اللغات القليلة التي نجت من الانقراض، محتفظةً بجوهرها الثقافي والتاريخي. لحد الآن، تظل الأمازيغية صامدة في وجه كل اللغات والثقافات القديمة، محتفظةً بمكانتها وسط الجامعات الثقافية العالمية، مما يعكس قدرتها على الاستمرار والبقاء في عالم متغير.

“بقلم باسين عبد العزيز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: