**من الطفولة إلى النجومية: رحلة الإصرار والإبداع مع الفنانة سعيدة تزيلالت**بقلم باسين عبد العزيز*
*بقلم باسين عبد العزيز*
تُعتبر الفنانة سعيدة تزيلالت واحدة من الوجوه البارزة في عالم الفن المغربي، حيث بدأت مسيرتها الفنية منذ نعومة أظافرها. في هذا المقال، نلقي نظرة شاملة على مسيرتها الفنية المثيرة والمليئة بالتحديات والنجاحات.
وُلدت سعيدة تزيلالت في بيئة محافظة، ولكن ذلك لم يمنعها من اكتشاف شغفها بالفن في سن مبكرة. كانت تدرس مع أقرانها في المدرسة عندما بدأت تظهر مواهبها في المسرح والغناء. اكتشف أساتذتها موهبتها المميزة وساعدوها على تطويرها، حيث كانت تشارك بانتظام في العروض المدرسية. من الذكريات التي لا تنساها، أداؤها دور الرجل العجوز في إحدى المسرحيات. حلمت بارتداء عمامة جدها لإضفاء الواقعية على الدور، ورغم رفضه في البداية، تمكنت من إقناعه مرارًا حتى أعطاها العمامة، وبهذا تعلمت الإصرار والجدية في متابعة أحلامها.
كان للأساتذة دور محوري في مسيرة سعيدة، خاصة أستاذ مادة الفرنسية الذي علمهم أساسيات الغناء والكورال. هذا الدعم والتشجيع ساعدها على صقل موهبتها وإبراز قدراتها الفنية. كانت تتقن الغناء باللغات المختلفة، العربية والأمازيغية بما في ذلك الفرنسية، ما أضاف إلى موهبتها بعدًا جديدًا.
بعد إكمال دراستها حتى المستوى التاسع، دخلت سعيدة عالم الزواج، حيث استمرت فيه حتى انتهت العلاقة. خلال هذه الفترة، بدأت تفكر بجدية في مسيرتها المهنية، متسائلة عن الطريق الذي يجب أن تسلكه. هل تواصل في الفن أم تركز على حياتها الزوجية؟
رغم التردد الأولي بسبب طبيعة عائلتها المحافظة، قررت سعيدة بمساعدة ودعم من والديها وأصدقائها أن تدخل عالم اليوتيوب. كانت هذه خطوة جريئة، لكنها أثبتت نجاحها عندما قدمت فيلمًا قصيرًا نال إعجاب الجمهور. هذه البداية الناجحة دفعتها لتبني اسم الشهرة “سعيدة تزيلالت” والانطلاق في مسيرتها الفنية عبر الإنترنت.
بعد نجاحها الأول على اليوتيوب، أصدرت سعيدة أول ألبوم غنائي بعنوان “الحب ن الغرض” في استوديو شتوكة موزيك بالدشيرة. وتلاها” تيري نشا كيس اكوراي” وأغنية المغاربة كانت هذه التجربة في عالم الغناء محطة هامة في مسيرتها الفنية، حيث اكتسبت خبرات جديدة وتعلمت الكثير عن صناعة الموسيقى.
وفي ميدان التمثيل، عملت سعيدة مع الفنان عبد الرحمن أتيكي في عدة أفلام ناجحة مثل “مانزا تفاسكه” و”أصلاب نتيري” و”تيفاوت”. كما شاركت في فيلم “بابا علي” مع الفنان أحمد انتاما، ما ساعدها على تعزيز مكانتها في عالم السينما والتلفزيون.
مع نجاحاتها المتعددة في الغناء والتمثيل، بدأت سعيدة تزيلالت تفكر في توسيع نشاطاتها لتشمل التلفزيون والأفلام. كانت تهدف ليس فقط إلى تحقيق نجاح مادي، ولكن أيضًا إلى إثراء تجربتها الفنية وبناء أرشيف فني يمكن أن تفخر به.
رغم التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتها بسبب تحفظ عائلتها، فإن الدعم الذي تلقته من والديها كان له أثر كبير في نجاحها. عندما قررت الدخول إلى عالم الإنترنت، كانت تخشى من ردود فعل العائلة والمجتمع. لكن بعدما وافق والديها على دعمها في هذه الخطوة، شعرت بالسعادة والثقة وبدأت تشق طريقها في عالم الفن بكل ثقة.
تواصل سعيدة تزيلالت تطوير نفسها والعمل على مشاريع جديدة. تسعى الآن إلى إصدار ألبوم غنائي جديد والمشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية متعددة. طموحها الكبير هو أن يكون لها أرشيف فني غني، وأن تحقق نجاحات مماثلة للفنانين الذين بدأت رحلتهم تدريجيًا ووصلوا إلى قمة النجاح.
تعبر سعيدة تزيلالت عن شكرها العميق لجمهورها ومتابعيها الذين دعموا مسيرتها الفنية منذ البداية. تعدهم بأنها ستستمر في تقديم الأفضل وستبذل قصارى جهدها لإرضائهم. كما تشكر كل من ساعدها ودعمها في رحلتها الفنية، وتؤكد أن نجاحاتها لم تكن لتتحقق بدون هذا الدعم.
تعتبر قصة تزيلالت مثالاً لكل من يسعى لتحقيق أحلامه رغم الصعوبات. رحلتها من الطفولة إلى النجومية مليئة بالتحديات والنجاحات، وتثبت أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى تحقيق الأحلام.
وتشكر الفنانة سعيدة بابا على دعمها الكبير، في اعطائها الفرصة في تحقيق أهدافها سواء في حياتها الشخصية أو المهنية.
في مجال الغناء حيث برزت بشكل استثنائي،وأبدعت في إنتاج فيديو كليب غنائي رائع بعنوان “الحب أشيغ كيس اكوراي”، وأصدرت ألبوماً جديداً بعنوان “أمي حنا”. كانت تجربتها مع الفن مليئة بالمغامرات والتحديات، حيث عكست إرادتها القوية وتفانيها في تحقيق أحلامها. بالإضافة إلى موهبتها الكبيرة، تُعرف سعيدة بأخلاقها العالية ومبادئها الصلبة التي استطاعت أن تستغلها في كل الظروف بطريقة تليق بمكانتها كفنانة متميزة.
*بقلم باسين عبد العزيز*