أخبار وطنيةالأخبارثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورةفي الواجهةمتابعات

مهرجان بيلماون في أكادير: تظاهرة ساحرة تحتفي بالتراث الأمازيغي وتجمع العالم بألوانه.. بقلم باسين عبد العزيز

بقلم باسين عبد العزيز

شهدت مدينة أكادير انطلاق فعاليات مهرجان بيلماون الذي أضاء المدينة بأكملها، حيث زينت الشوارع والساحات بلوحات فولكلورية تعكس التراث الأمازيغي العريق. هذا المهرجان لم يكن مجرد حدث فني، بل كان مناسبة للاعتزاز بالتراث السوسي الموروث عن الأجداد، والاحتفاء بالقيم الثقافية والاجتماعية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من هوية المنطقة.

أصبحت المدينة كلوحة فنية متكاملة، بفضل الزخارف التقليدية والألوان الزاهية التي زينت بها الشوارع. الأزياء التقليدية والرقصات الشعبية أضافت رونقاً خاصاً للمهرجان، مما جعل الحضور يشعرون وكأنهم يعيشون في حقبة تاريخية ماضية، تتجلى فيها كل مظاهر الحياة البسيطة والجميلة التي عاشها الأجداد. كانت الأجواء مليئة بالحيوية والنشاط، حيث تألق المشاركون بملابسهم المزخرفة ورقصاتهم الرشيقة التي أسرت قلوب الحاضرين. تجمع الأسر والأصدقاء للاحتفال معاً بهذه المناسبة الرائعة، مما أضفى على المهرجان جواً من الألفة والمحبة.

تميز المهرجان بجو المسابقة والتباري بين الجمعيات المشاركة، مما أضفى عليه مزيدًا من الحماس والتنافسية. الحضور الكثيف من المشاركين والزوار، بما فيهم الأجانب القادمين من مختلف أنحاء العالم، أضاف بعدًا عالميًا للمهرجان وساهم في تعزيز السياحة في المنطقة. الأجواء التنافسية لم تكن مجرد منافسة على الجوائز، بل كانت فرصة لتبادل الخبرات والمهارات بين المشاركين، مما أسهم في رفع مستوى الأداء والجودة في جميع العروض المقدمة.

ما لفت الأنظار حقًا هو التنظيم الرائع الذي ميز هذه الدورة، حيث أبدعت اللجان المنظمة في تقديم برنامج متنوع وغني ثقافيًا، جذب الجماهير الغفيرة التي حضرت للاستمتاع بالعروض الفنية والتراثية. لقد كان لهذه الدورة طابع خاص ومميز بفضل التنوع الثقافي والتنظيم الدقيق الذي لاقى إعجاب الحضور. التنوع في الفعاليات شمل العروض الموسيقية، والرقصات التقليدية، ومعارض الحرف اليدوية، وورش العمل التعليمية التي استهدفت جميع الفئات العمرية، مما جعل المهرجان مناسباً للجميع.

حضر والي الجهه وعدة شخصيات مرموقة الحفل، واحتفلوا مع الكرنفال الرائع في دورته الثانية، التي كان لها طابع خاص. كما لا يمكننا أن ننسى دور الأمن في التنظيم الباهر، حيث قامت قوات الأمن الوطني والقوات المساعدة بحضورها المكثف وتنظيمها الرائع، مما ساهم في إنجاح هذا الحدث الكبير.

الحضور الأجنبي البارز كان له دور كبير في إبراز أهمية المهرجان على المستوى الدولي. لقد جاءت وفود من مختلف البلدان لتشارك في هذا الحدث، وتستمتع بجمال التراث المغربي الأصيل. هذا التفاعل الدولي أضاف للمهرجان بعداً ثقافياً آخر، حيث تم تبادل الثقافات والخبرات بين المشاركين والزوار من مختلف أنحاء العالم.

لا شك أن مهرجان بيلماون قد أسهم بشكل كبير في تعزيز السياحة في مدينة أكادير والمنطقة ككل. الإقبال الكبير من الزوار، سواء من داخل المغرب أو خارجه، يعكس جاذبية المهرجان وقدرته على استقطاب الجماهير. الفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية استفادت بشكل كبير من هذا الحدث، مما أسهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي.

 

مهرجان بيلماون في دورته الثانية بأكادير أثبت نجاحه بامتياز وأكد على مكانته كحدث ثقافي وتراثي بارز في المغرب، حيث استطاع أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويربط بين الماضي والحاضر في لوحة فنية بديعة. لقد كانت تجربة لا تُنسى لكل من حضرها، وجعلت الجميع ينتظر بشوق الدورة المقبلة للاستمتاع مرة أخرى بجمال التراث الأمازيغي وروعة التنظيم. والحمد لله بملكنا العزيز محمد السادس نصره الله الذي يعطي الفرص في كل الجهات لكي يبرزوا موهبتهم، ويرسخ الأمن والأمان في هذا البلد السعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: