الفنان بن يحيى أوتزناخت يكشف أسرار الفن والثقافة الأمازيغية في تصريح مثير ويفضح محاولات الركوب على الموجة بفيديو توضيحي حصري على قناة باسين عبد العزيز
بقلم باسين عبد العزيز
في تصريح حديث، أطل الفنان الأمازيغي الحسين بن يحيى اوتزناخت ليقدم توضيحات هامة حول بعض الأقوال التي تم تداولها بشكل خاطئ. هذا الفنان، الذي يتجاوز دوره التقليدي كفنان ليصبح رمزًا للثقافة والمعرفة، وجد نفسه في موقف اضطر فيه لتفسير بعض الأمور التي أسيء فهمها، خاصة من قبل بعض الأشخاص الذين يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم خبراء في كل المجالات دون تمييز أو تعمق.
ابن يحيى لم يكن يومًا مجرد فنان تقليدي، بل هو شخصية ثقافية عميقة الجذور في التراث الأمازيغي والإسلامي، وله إلمام واسع في مجالات مختلفة تتراوح بين الشعر، الثقافة، وحتى الفقه. عبر سنوات طويلة من الإبداع، قدم ابن يحيى مجموعة من الأعمال التي لاقت استحسانًا من الجمهور والنقاد على حد سواء، وهو ما جعله يكتسب مكانة رفيعة في المشهد الثقافي.
لكن مؤخرًا، واجه الفنان موجة من الانتقادات، إذ فهمت بعض التصريحات التي أدلى بها بشكل مغاير لما كان يقصده، وأخذت الأمور تتجه نحو محاولات استغلال تصريحاته لركوب الموجة من قبل بعض الأطراف. هؤلاء الأشخاص لم ينتظروا توضيح الفنان ولم يتحلوا بالصبر للاستماع إلى ما لديه ليقوله حتى النهاية. بل سارعوا إلى تقديم آرائهم وادعاء فهمهم العميق لكل ما يتعلق بالشؤون الدينية والإعلامية والثقافية، محاولين تصدير أنفسهم كخبراء في هذه المجالات.
الفنان ابن يحيى، بثقافته العميقة ومعرفته التي استقاها من قراءة متأنية في كتب متعددة، لم يكن في موقف الدفاع عن نفسه بقدر ما كان في موقف التعليم والتوضيح. فقد أشار إلى أنه يتحدث من منطلق ثقافي ومعرفي، مدعوم بقراءات واطلاع واسع في التراث الإسلامي والأمازيغي. وكان حديثه حول الشعر في الإسلام وارتباطه بالنبي محمد والصحابة، إحدى النقاط التي أثارت بعض اللبس.
الشعر كان وما زال جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي. وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يستمع إلى الشعراء ويقدّر دورهم في نقل الرسائل وفي الدفاع عن القيم الإسلامية. بعض الصحابة كانوا يلقون قصائد في حضرة النبي، واستخدموا الشعر كوسيلة فعالة في نشر الرسالة الإسلامية وفي مواجهة الهجمات التي كانت تشنها قريش في ذلك الوقت. هذه الحقائق كانت في صلب حديث الفنان ابن يحيى الذي أراد من خلاله تسليط الضوء على الدور المهم الذي لعبه الشعراء في تلك الفترة.
تجدر الإشارة إلى أن ابن يحيى لم يكن يتحدث فقط عن التاريخ الإسلامي، بل أشار أيضًا إلى أهمية الشعر الأمازيغي في نقل التراث وتوثيقه. وأكد أن الثقافة الأمازيغية غنية بالأشعار التي تعكس الحياة اليومية للشعب الأمازيغي وقيمه وتاريخه، وأن هذه الأشعار تمثل ركيزة أساسية في تشكيل الهوية الأمازيغية. وقدّم ابن يحيى في حديثه مثالاً على ذلك، موضحًا كيف يمكن للشعر أن يكون أداة قوية للحفاظ على التراث وتوثيق الأحداث.
بجانب ذلك، عبّر الفنان عن استيائه من الطريقة التي يتعامل بها البعض مع الفن والإعلام في العصر الحالي. حيث أوضح أن بعض الأفراد يستغلون منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية لتحقيق أهداف شخصية، دون أن يكون لديهم فهم حقيقي لما يتحدثون عنه. هؤلاء الأشخاص، كما وصفهم ابن يحيى، يتحدثون في كل شيء دون معرفة، محاولين تقديم أنفسهم كخبراء في كل مجال، سواء كان ذلك في الدين أو الإعلام أو الفن.
ما يميز حديث الفنان ابن يحيى هو أنه لم يكن مجرد رد فعل على الانتقادات، بل كان درسًا في التواضع والمعرفة. فقد دعا الجميع إلى التعمق في الأمور قبل الحكم عليها، وإلى الاستماع والقراءة والتعلم قبل إصدار الأحكام. وشدد على أن الثقافة الحقيقية تأتي من الاطلاع والبحث المستمر، وليس من مجرد الكلمات الرنانة التي قد تبدو جذابة لكنها خالية من المحتوى.
الفنان لم يكتفِ بذلك، بل دعا من ينتقدونه إلى العودة إلى الكتب والمصادر الحقيقية، والتأكد من صحة ما يقولونه قبل أن يتحدثوا. وأشار إلى أن الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو منبر لنقل المعرفة ونشر الوعي، وأن الفنان الحقيقي هو من يدرك قيمة الكلمة وأثرها في المجتمع. الفن بالنسبة لابن يحيى هو رسالة، وكل كلمة تُقال يجب أن تكون مدروسة وتحمل معنى عميقًا.
من خلال هذا التصريح، قدم ابن يحيى نموذجًا للفنان المثقف الذي لا يكتفي بالشهرة أو النجاح المادي، بل يسعى دائمًا إلى تقديم محتوى هادف يعكس فكره وثقافته. وكما أشار في حديثه، فإن من يريد معرفة الحقيقة عليه أن يعود إلى ما كتبه وما قدمه عبر السنوات، ليكتشف عمق الرؤية التي يقدمها هذا الفنان المتميز.
وبالنسبة لمن يريد الحصول على توضيح كامل لكل ما طرحه الفنان ابن يحيى، فإنه يقدم لكم شرحًا إضافيًا في فيديو خاص على قناة “باسين عبد العزيز”، حيث يتناول فيه بالتفصيل كل الأمور العالقة ويشرح مقصده من تصريحاته بطريقة واضحة وشاملة.
حديث الفنان ابن يحيى يعكس صورة مشرقة للفنان المثقف الذي يدافع عن قيمه ومبادئه من خلال المعرفة والتعلم المستمر. وقد قدم توضيحات كافية لمن أساء فهمه، ودعا إلى إعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع الفن والثقافة في حياتنا اليومية.