ثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلام

عبد الرحمن أوتهالا : شاعر الإبداع وأسطورة فن أساراك الأمازيغي

بقلم باسين عبد العزيز

 

الفنان الأمازيغي عبد الرحمن أوتهالا يعتبر واحداً من أعمدة الفن الأمازيغي في منطقة سوس، وقد أبدع بشكل استثنائي في فن “الأحواش” أو كما يُعرف في المنطقة بـ “فن أساراك”. عبر أكثر من ثلاثة عقود، ساهم الشاعر عبد الرحمن أوتهالا في إحياء وتطوير هذا التراث الأمازيغي الأصيل بصوته القوي، مساهماً في الحفاظ على هويته الثقافية وتقديمه بشكل فني مبهر لجمهور واسع.

يتميز أوتهالا بالشعر الارتجالي أو ما يعرف بالأمازيغية بـ “أنضام نوساراك”، حيث لا يقبل التراجع أو الهزيمة في مواجهة أي تحدٍ، مستنداً إلى الحجة والدليل، ومُقدمًا إبداعاته بكلمات موزونة وبليغة أثرت الساحة الفنية. قدرته على مواجهة أبرز الفنانين في الساحة بأسلوبه الخاص جعلته واحداً من أعظم شعراء الأحواش في منطقة سوس.

على مدار اكثر من ثلاثين عاماً، كان عبد الرحمن أوتهالة  رفيقًا للعديد من الفنانين الذين اعتبروا أنفسهم محظوظين بالتعاون معه. فقد استطاع أن يبني جسورًا متينة بين الأجيال المختلفة من الفنانين، وجعل من نفسه جزءًا لا يتجزأ من المحافل والمهرجانات والحفلات الفنية، حيث أسهم بشكل كبير في رفع مستوى هذا الفن الشعبي التقليدي.

استحضار روح الحاج علي بوزيد

في هذه الصورة الرائعة، نُحيي ذكرياتنا مع الفنان الراحل الحاج علي بوزيد، الذي أبدع في فن الأحواش وجسد روح الفكاهة والشغف بالكلور الأمازيغي. يرافقه في هذه اللقطة الفنان عبد الرحمن أوتهاله، الذي يمثل جزءًا من الإرث الفني الذي تركه الحاج علي.

كان الحاج علي بوزيد يتمتع بقدرة فريدة على إدخال الفرح والبهجة في قلوب الناس من خلال شعره الموزون وفنّه المميز، تاركًا أثرًا لا يُنسى في عالم الفن الأمازيغي. هذه الصورة تعكس اللحظات الجميلة التي تجمع بينهما، حيث تلتقي المواهب وتُحتفى بالإبداع.

سنظل نستذكر الحاج علي بوزيد، فنحن نُقدّر كل ما قدمه للفن والثقافة الأمازيغية، ونستحضر ذكراه في كل لحظة نعيشها من الفرح والكلور الأمازيغي.

 

شخصيًا، أحمل تقديراً عميقاً لهذا الفنان الفذ. استمعت إلى شعره وفنه وكنت شاهدًا على العديد من مواجهاته مع كبار الفنانين الأمازيغ. في كل مرة كان يُبهر الجميع بقوة كلماته وعمق معانيها.

أحييك سي عبد الرحمن، وأعبر عن امتناني العميق لكل ما قدمته للفن الأمازيغي عبر السنين. معك باسين عبد العزيز، وأشكرك على كل ما ساهمت به في إثراء ثقافتنا وموروثنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: