الأخبار

مهرجان تزناخت السابع: الزربية الواوزكيتية بين التمكين الاقتصادي والتألق الفني

بقلم باسين عبد العزيز

شهدت جماعة تزناخت بإقليم ورزازات تنظيم النسخة السابعة من مهرجان الزربية الواوزكيتية، الذي حمل شعارًا يعكس أهمية هذا التراث العريق في دعم السياحة المحلية وتعزيز التمكين الاقتصادي: “الزربية الواوزكيتية بين التأمين السياحي والتمكين الاقتصادي”.

افتتح المهرجان بحفل رسمي متميز، ترأسته وزيرة السياحة وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، بحضور السيد عامل إقليم ورزازات عبد الجاحظ، مرفوقًا بشخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات اقتصادية وثقافية. وكان هذا الحضور الرسمي تعبيرًا عن الأهمية التي توليها الدولة لتعزيز التراث المحلي وتنميته، بما يساهم في دفع عجلة التنمية بالمنطقة.

تُعد الزربية الواوزكيتية من أعرق المنتجات اليدوية التي اشتهرت بها المنطقة، إذ تجمع بين الأصالة والإبداع الفني. ويمثل هذا المهرجان فرصة لعرض أجمل التصاميم التي تعكس إبداع الصانعات التقليديات، كما يسعى للترويج لهذه الحرفة كركيزة للتنمية المستدامة والسياحة الثقافية.

خلال فعاليات المهرجان، تم تسليط الضوء على أهمية الزربية الواوزكيتية ليس فقط كمنتج تراثي بل كوسيلة لتحقيق التمكين الاقتصادي، حيث شارك العارضون في حلقات نقاشية وورش عمل تناولت تحديات تسويق هذه الحرفة محليًا ودوليًا.

على صعيد الفعاليات الفنية، كان للفن الأمازيغي حضور قوي في المهرجان، حيث أبدع الفنان الحسين ابن يحيى أوتزناخت في تقديم عرض فني مميز. وكعادته، نجح في أسر قلوب الجمهور، الذي تفاعل معه بحماس كبير، مرددًا أغانيه بطريقة هستيرية تدل على المكانة الكبيرة التي يحتلها في قلوب محبيه.

الحسين ابن يحيى، الذي أعطى الكثير للفن الأمازيغي عبر مسيرته الحافلة، يواصل إبهار جمهوره بأدائه الفريد وحرصه على التجديد في أغانيه. وقد أثبت حضوره في المهرجان أن الفن الأصيل يظل دائمًا مواكبًا لمتطلبات العصر، وجسرًا للتواصل بين الأجيال.

يهدف مهرجان الزربية الواوزكيتية إلى تحقيق عدة غايات، أبرزها الترويج السياحي، تعريف الزوار بجمالية الزربية الواوزكيتية وتاريخها العريق، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال فتح أسواق جديدة للصناعات التقليدية، إضافة إلى الحفاظ على التراث عبر تشجيع الشباب على تعلم هذه الحرفة ونقلها للأجيال القادمة، مع إبراز الطاقات الفنية لتقديم عروض تثري المشهد الثقافي وتعزز الهوية الأمازيغية.

اختُتمت فعاليات المهرجان بأجواء احتفالية مفعمة بالحيوية، حيث توافد الزوار من مختلف أنحاء المغرب لمتابعة العروض الفنية والاطلاع على معروضات الزربية الواوزكيتية. وشكل المهرجان في نسخته السابعة مناسبة لإبراز التنوع الثقافي والإبداع الذي تزخر به منطقة تزناخت، وجسرًا للتواصل بين الماضي العريق والحاضر الزاخر بالتحديات والطموحات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: