أخبار وطنية

مهراوي يُحَمل الجزائر مسؤولية مآسي الصحراويين في تندوف

حمل لحسن مهراوي، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، المعروف اختصارا بالكوركاس، النظام الجزائري مسؤولية المعاناة التي يمر منها اللاجئون الصحراويون في مخيمات تندوف”، مؤكدا أنه “لو كان يحب الصحراويين لما قطنهم في أقحل منطقة في العالم”.

وسجل مهراوي، الذي يشغل في نفس الوقت ناطقا باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا، في تصريحات لهسبريس من قصر الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، أن قفز الجزائر نحو حقوق الإنسان في الصحراء المغربية نتيجة للفشل الذي لحقها سياسيا، بسبب تقديم المغرب لمقترح الحكم الذاتي الذي وصفه مجلس الأمن في كل قراراته مند سنة 2007 بأنه جدي، ويحظى بالمصداقية من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل.

واعتبر الباحث في جامعة باريس، الذي يشارك ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرون لمجلس حقوق الانسان، في محور “الحكم الذاتي في الصحراء: مسار التسوية”، أن الجارة الشرقية تستعين بالتشويش على هذا المقترح المغربي عبر العزف على سيمفونية حقوق الإنسان والثروات”، مشددا على أن “المغرب يتقدم في المجال السياسي والحقوقي، في الوقت الذي تتراجع فيه الجزائر”.

وقال مهراوي إن “كل ما تقوله الجزائر في مجال حقوق الإنسان في الصحراء المغربية مردود عليها، ولا يجب أن ينسينا ذلك الجرائم التي يرتكبها النظام الجزائري وصنيعته البوليساريو، وذلك بشهادة دولية”.

ولفت إلى إبعاد الجزائر للصحراوي المدافع عن مقترح الحكم الذاتي من داخل المخيمات، مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وجرائم القتل، كما حدث مع الشابين الصحراويين خلال يناير الماضي، بالإضافة إلى الرفض غير المبرر للجزائر إحصاء اللاجئين في مخيمات تندوف رغم المطالب الدولية بذلك.

“يلزم النظام الجزائر أن يعرف أن التاريخ يسجل ما ضيعه على التعاون المغاربي منذ 40 سنة”، يقول مهراوي الذي اعتبر “أن الاتحاد هو الوسيلة الوحيدة للقضاء على الحروب وتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يحتاجه المغاربيون جميعهم، ومعهما المصالحة المغاربية الكبيرة لمواجهة التحديات المستقبلية”.

وأشار الناطق باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا، أن المخيمات لم يعد فيها أمل للصحراويين، منبها لضبابية الرؤية بالنسبة للشباب التي تعرف انحرافات تصل حد الإرهاب والاتجار في البشر والسلاح، قبل أن يوضح أن “المساعدات التي تبعث للمخيمات تقدم للموالين للجبهة وهو ما انتج حركات احتجاجية تطالب بالحرية والتغيير”.

وأكد مهراوي أن “الأمور ستتعقد نظرا لما تقوم به الجزائر من حصار عن طريق تضييق الخناق”، موضحا أن الجزائر تتحمل المسؤولية لتأخر الحل وتوحيد المغرب الكبير لأنها أصل المشكل، “فهي التي تمول وتؤطر، ولن يكون أي حل دونها باعتبارها عين المشكل”، على حد تعبير عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

وبعدما أكد مهراوي أن الصحراء قضية الشعب المغربي برمته، على عكس الجزائر حيث تعتبر قضية النظام القائم، سجل بأسف رفض الجزائر والبوليساريو الانخراط في مفاوضات جدية على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي تعتبر حلا قائما على معادلة رابح رابح، ويتيح للصحراويين تدبير شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية، ويضع بالتالي حدا لمعاناة السكان المحتجزين بمخيمات تندوف وتحقيق اتحاد المغرب العربي.

وأوضح الباحث في جامعة باريس أن “عدم الاستقرار بالمنطقة يشكل تهديدا ليس فقط للمنطقة المغاربية، بل أيضا لأوروبا وباقي العالم”، داعيا المنتظم الدولي إلى الضغط على الجزائر و”البوليساريو” لحملهما على الانخراط في مفاوضات على أساس مشروع الحكم الذاتي”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: