اخبار العالمالأخبارثقافة وفنصحافة واعلام

الحسين اوبن يحيى اوتزناخت.. صوت الروايس الذي كرّمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغي في احتفال اليوم العالمي التنوع الثقافي..باسين عبد العزيز

بقلم باسين عبد العزيز

في خطوة ذات دلالة رمزية واعتراف مستحق بعطاءاته الفنية، تم تكريم الفنان الأمازيغي الحسين ابن يحيى أوتزناخت من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمدينة الرباط، بمقره الكائن بحي أكدال، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، الذي نظمه المعهد يوم الأربعاء 22 ماي 2025.

ويُعد الحسين ابن يحيى أحد أعمدة فن الروايس، وهو الفن الأمازيغي العريق الذي تشتهر به مناطق سوس، والذي يجمع بين الشعر المرتجل، الغناء، والعزف على آلة الرباب. وقد استطاع أوتزناخت أن يكرّس مساره لخدمة هذا الفن الأصيل، محافظاً على خصوصياته الفنية واللغوية، ومجدداً فيه بما يضمن استمراريته وجاذبيته للأجيال الجديدة.

كما يُعد الفنان الأمازيغي الحسين ابن يحيى من بين الشعراء الذين يُحسب للّغة لديهم ألف حساب في طريقة غنائهم، حيث يمتاز بأسلوب شعري راقٍ ومتنوع، ينهل من عمق التراث ويجدد في أساليبه، مما يجعل كلماته خالدة لا تموت. ويُعرف بصوته الشجي والقوي الذي يميّزه عن باقي فناني جيله، ويضفي على أدائه طابعاً فنياً متفرداً يجمع بين الإحساس المرهف وقوة الحضور، ما أهّله لأن يكون من أبرز الأصوات في ساحة فن الروايس.

جاء هذا التكريم تتويجاً لمسار فني طويل ومليء بالعطاء والإبداع، حيث يُعتبر أوتزناخت من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية الأمازيغية، خاصة بمنطقة ورزازات الكبرى. ويمتاز بأسلوب فني خاص يجمع بين المحافظة على الأصول الفنية الأمازيغية والانفتاح على التجديد، ما جعله يحظى باحترام الجمهور وتقدير المتخصصين.

وقد تمت دعوة الفنان من طرف عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الأستاذ أحمد بوكوس، الذي أشاد في كلمته بالمجهودات الفنية التي قدمها المحتفى به، معتبراً إياه سفيراً للفن الأمازيغي في الجنوب الشرقي المغربي، وصوتاً من أصوات الذاكرة الثقافية الأمازيغية الأصيلة. كما تم تسليم الفنان شهادة تقديرية و”وشاحاً فضياً” عربون وفاء واعتراف، من طرف الأستاذ والباحث الأكاديمي الدكتور عمر أمارير، أحد الأسماء البارزة في مجال البحث الأمازيغي.

ولم يكن هذا التكريم فردياً، بل شمل أسماء فنية أخرى برزت في الساحة الثقافية الأمازيغية، من بينها الفنانة حادة وعكي من خنيفرة، رفيقة الفنان المعروف بن ناصر خويا، والتي ساهمت في إغناء الفن الأمازيغي بصوتها الجبلي الشجي وأدائها المتقن، إلى جانب الفنان عبد الله بوفسي من إقليم تازة بني وراين، أحد رموز فن أحيدوس، والذي عُرف بإخلاصه لتراثه ومساهمته في الحفاظ عليه ونقله للأجيال.

الحفل الذي أقيم في المعهد الملكي عرف حضوراً وازناً من الدكاترة والباحثين في الثقافة الأمازيغية، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات المهتمة بالفن والتراث، إضافة إلى جمهور غفير حج إلى قاعة الاحتفال بأكدال الرباط، ليشارك لحظة الاعتراف والفرح مع الفنانين المحتفى بهم.

وقد خلف هذا التكريم أثراً طيباً في نفوس الفنانين، وعلى رأسهم الحسين ابن يحيى أوتزناخت، الذي أعرب عن سعادته وامتنانه لهذه المبادرة التي اعتبرها رسالة دعم قوية للفنان الأمازيغي الأصيل، ودافعاً للاستمرار في العطاء والحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية.

إن ما قام به المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يُعد التفاتة نوعية وشجاعة تجاه رموز فنية شكلت وجدان الذاكرة الشعبية الأمازيغية لعقود. وهو تأكيد على أن الثقافة ليست فقط موروثاً، بل مسؤولية جماعية تستحق الدعم والتقدير، وتكريم من ضحوا من أجلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: