أخبار جهويةأخبار وطنيةالأخبارربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورة

لاميدنا.. تحفة معمارية تنبض بروح المغرب في قلب أكادير

✍️ بقلم: باسين عبد العزيز

تتقدم مدينة أكادير بخطى متسارعة نحو التميز، حيث أصبحت اليوم فضاءً حضارياً يزدهر في مختلف المجالات العمرانية والثقافية والفنية والتجارية. هذه النهضة الشاملة لم تغفل عن الاهتمام بالذاكرة التاريخية والهوية المغربية الأصيلة، ومن أبرز تجلياتها معلمة لاميدنا التي باتت وجهة مفضلة للزوار من داخل المغرب وخارجه.

تم تشييد لاميدنا سنة 1992 على مساحة شاسعة تصل إلى 4.6 هكتارات، وجاء تصميمها على يد المهندس المعماري الإيطالي بياتو بوليتزي، الذي استطاع بحس فني مرهف أن يجمع بين الحداثة والروح المغربية العريقة. لكن الفضل الأكبر يعود إلى أنامل الحرفيين المغاربة الذين حولوا هذا المشروع إلى تحفة فنية أصيلة، من خلال ما أبدعوه من زخارف تقليدية، ونقوش بديعة، وألوان زاهية تعكس عمق الهوية المغربية.

لاميدنا ليست مجرد بناية حديثة تحمل طابعاً قديماً، بل هي مدينة عتيقة بكل تفاصيلها، تُعيد إلى الأذهان أجواء المدن المغربية الأصيلة كفاس ومراكش وتارودانت. من خلال أبوابها وأسوارها وأزقتها، يعيش الزائر تجربة حقيقية داخل فضاء نابض بالتراث. هنا يجد المرء أسواقاً غنية تعرض أرقى الصناعات التقليدية المغربية: من الفخار والزليج والجلود والنحاسيات، إلى الأقمشة والسجاد والمنتجات المحلية التي تحافظ على مكانتها في حياة المغاربة. إنها فسحة زمنية تأخذ الزائر في رحلة عبر التاريخ، حيث الأصالة تتنفس في كل زاوية.

لا تقف لاميدنا عند حدود التجارة والصناعة التقليدية، بل تتعداها لتكون فضاءً متكاملاً يحتضن مختلف الأنشطة. فإلى جانب محلات الصناعة التقليدية، تضم المعلمة فضاءات مخصصة للأطفال، وساحات رحبة للمؤتمرات، وأروقة للمعارض الفنية، إضافة إلى منصات تحتضن الأنشطة الثقافية والسهرات الموسيقية على مدار السنة. هذه الخصائص جعلت من لاميدنا نقطة جذب سياحي بامتياز، حيث يجد الزائر نفسه أمام تجربة متكاملة تمزج بين التسوق والترفيه والثقافة والفن.

ولا يمكن الحديث عن النهضة العمرانية والثقافية التي تعرفها أكادير دون الإشارة إلى الرؤية الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أعطى انطلاقة مشاريع كبرى هدفها جعل عاصمة سوس قطباً حضارياً وسياحياً عالمياً. كما تحضر بقوة بصمة والي جهة سوس ماسة الدكتور سعيد أمزازي، ورئيس جماعة أكادير السيد عزيز أخنوش، اللذين لم يدخرا جهداً في دعم مختلف المشاريع المهيكلة، ومن ضمنها العناية بالمعالم التاريخية وإعادة الاعتبار لها. هذا الاهتمام جعل أكادير اليوم مدينة تنبض بالحياة، تتزين بشوارعها وطرقاتها وحدائقها وتشجيرها، لتغدو وجهة سياحية تليق بمكانتها التاريخية والجغرافية.

إن زيارة لاميدنا هي أكثر من مجرد جولة سياحية، إنها رحلة في عمق الثقافة المغربية، وفرصة لاكتشاف براعة الصناع التقليديين الذين يحافظون على إرث الأجداد وينقلونه للأجيال القادمة. هي أيضاً مكان مثالي لالتقاط صور تذكارية خالدة وسط زخارف بديعة وأجواء تراثية أصيلة. لذلك، تبقى لاميدنا عنواناً بارزاً للهوية المغربية، ووجهة سياحية وثقافية لا يمكن تفويتها لكل من يقصد مدينة أكادير، سواء للترفيه أو لاكتشاف التراث أو للاستمتاع بتجربة مغربية متكاملة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: