رسالة : الفن والجمهور
بقلم : رقية احلفي
ان شكل الحاجة الى التسليات يرتدي بالضرورية لحاجة ملحة لإعادة احتلال الحقل الضائع ، والاستفادة من هذا المطلب ، وهو الهدف الأساسي لدى منتجي وموزعي فن الجماهير في العالم الرأسمالي ، فالإمكانيات الواسعة التي أتاحها الإنتاج الميكانيكي تسمح بتوزيع كتب جيدة على صعيد الجماهير ، وتسمح بإنتاج لوحات جيدة بكمية كبيرة وبحفظ آثار موسيقية جيدة ، وبعرض أفلام جيدة على ملايين الناس ، وبالمقابل فقد اكتشف العالم الرأسمالي إمكانيات ربح هائلة بخلقه المعاجين الفنية التي ينطلق صانعها من الافتراض ، وبان معظم المستهلكين هم سكان كهوف ، وينبغي له أن يلبي غرائزهم المريبة ، وهو انطلاقا من هذا الافتراض الذي يثير هذه الغرائز بالفعل ، ويوقظها ثم يحرضها بشكل منظم ، لقد دخلت رؤية الحلم الإطار التجاري : الفتاة الفقيرة تتزوج صاحب الملايين والشاب البسيط يتجاوز بقوته الفظة وحدها كل العقبات ، ويلقي بكل خصومه الى عالم مشئوم ومعقد ، وموضوع القصص الخرافية قد استوفى وطرح في السوق ولقد حصل كل ذلك في المرحلة التي ينا ضل فيها كل كاتب وفنان ضد الأكليشيهات، ويبحث عن وسائل إعادة خلق واقع جديد ، والألم يحز في نفسه .
إننا اصبحنا ندرك ان وسائلنا قد بليت واستنفدت ومازلنا نبحث عن طرق جديدة ، عندئذ سيصبح الفن وحيدا إذا لم يجد طريق الشعب ، أو بعبارة اخرى اقل رومنطيقية اذا لم يجد كائنات إنسانية ,قد يحصل هذا الأمر وسيعتبر الفن آنذاك نفسه من جديد خادم جماعة موحدة بواسطة الواقع الزمني أكثر من التعليم وجماعة لا تملك الثقافة ، ولكن قد تكون هي نفسها ثقافة ,,,,,,,,,,,ان مثل ذلك الفن سيكون مرتبطا بالإنسانية أوثق ارتباط.