أراء وحوارات

الهيئةُ العالميّة للتّعريف بالرّسول: هرقل نفسه لم يفهم “فهم عصيد” من مراسلة النبي !

 

رشيد أكشار 

ضمن استمرارية الردود الأدبيّة التوضيحية على تصريحات المفكر اليساري أحمد عصيد، الذّي وصف رسائل النبي محمد صلى الله عليه و سلم بـ “الإرهابيّة”، أصدر الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول الدكتور خالد الشايع، بيانا توضيحيا يعبر فيه عن “الظلم و الزور” الذي تضمنته تصريحات عصيد، التي جاءت في أعقاب المؤتمر العاشر للجمعية المغربية لحقوق الانسان.

 

علق الشايع على اتهامات عصيد بوصفها بـ “المجانبة للصواب” كونها تتناقى و “الديبلوماسية الراقية” التي تضمنتها مراسلات النبي صلى الله عليه و سلم لملوك وقادة العالم حينها، مذكرا عصيد أن هرقل نفسه الذي استلم الرسالة “لم يتطرق إلى ذهنه- ولو للحظة- ما زعمه أحمد عصيد، ولذلك لم يملك هرقل إلا أن يتعامل مع الرسالة النبوية بتعاملٍ راقٍ وشريف” مضيفا أن هرقل كان أحد دهاة و مفكري عصره، و لو استشف من تلك الرسالة ما يدعيه عصيد لما حباها بذلك “البروتوكول الإستثنائي” و تعظيمها و تعظيم مرسلها، هذا دون ذكر رد فعل هرقل الروماني المقصود بالمراسلة تلك، و التي نصت نفس مصادر الرسالة على تكريمه لها ووضعها في “قصب من ذهب تعظيما لها” و استمرار توارثها بين الملوك الرومانيين.

 

الشايع من خلال موقع سبق السعودي، توجه بخطاب صريح إلى عصيد قائلا: ” فيا أيها الكاتب، هل تظن أنك ستكون أكثر إلهاماً ودهاءً وفهماً من ملك كُتِب إليه هذا الكتاب الشريف، فافتخر به وعظَّمه، بل إنه كاد أن يسلم للأسلوب والمحتوى الذي تضمنته الرسالة. فلم يفهم تهديداً ولا إرهاباً ولا إهانة، بل فهم الهدى، وعرف الحق، وعرف مَكَانة محمَّد- صلَّى الله عليه وسلَّم”.

 

بعدها انتقل الشايع إلى مناقشة بعض تلبيسات عصيد على قرائه، واصفا شرحه لِـ”أَسلم تسلم” بـ “الفهم البليد”، بسبب ما أسماه الشايع “سوء الطوية و الإخفاق في فهم العربية” الذي يعانيهما عصيد، مذكرا إياه “أنَّ هذه العبارة في نهاية من الاختصار، وغاية من الإيجاز والمبالغة، وجمع المعاني، مع ما فيه من بديع التجنيس وشموله لسلامته من خزي الدنيا، ومن عذاب الآخرة. فليس فيها ذكرٌ للموت المزعوم، بل هي أقرب إلى الترغيب؛ إذ فيها البشارة بعموم السلامة في ملكه وماله، وسلامة الدنيا والآخرة. ولا غرابة أن تتضمن كل ذلك وقد صدرت عمَّن أوتي جوامع الكَلِم- صلَّى الله عليه وسلم”.

 

فيما يخص وصف عصيد للرسائل النبوية بغير المشرفة، اعتبر الشايع هذا الخطاب ” سوء أدبٍ مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع مُرسِلِهِ ربِّ العالمين” كونها “رسائل هدى وتوحيد، فيها الخير والرشد للإنسانية جمعاء”.

 

في ختام مراسلة دعا الشايع عصيدا للتوبة إلى الله من “مزاعِمه الباطلة وتهجمه القبيح على الرسائل النبوية الشريفة” و “تهمه الساقطة”، مذكرا بـ “سوء عاقبة من استهان بتلك الرسائل، مثل كسرى مَلِك فارس الذي مزَّق الله مُلكه، وما قامت له قائمةٌ لما مزَّق الرسالة النبوية”. كما سجل الشايع “الشكر والتقدير للشعب المغربي بعامة، وللأمة الأمازيغية بشكل خاص، والذين غاروا على الجناب النبوي، واستنكروا على الكاتب عصيد أباطيله، فهذا هو الظن بهم، أهلَ سُنةٍ وكفاح عن الإسلام ومقدساته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: