“موازين” على الفَايْسْ: دعاء للكتّاني وسخرية من تبَّان جِيـسِي جِي

اكابريس انفو
في الجهة المقابلة لعشاق ومتابعي مهرجان موازين، هناك جهة أخرى أشبعت التظاهرة الفنية انتقادات، عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، خاصة مع إحياء المغنية البريطانية جيسي جي لحفلها بالمهرجان بلباس اعتبره البعض بالغير اللائق.
واختار الشيخ السلفي حسن الكتاني إبداء امتعاضه من المهرجان عن طريق التوجه إلى الخالق بالدعاء التالي:”اللهم إنني في هذه الليلة المباركة أبرأ إليك من مهرجان الخنا والفساد موازين وأستنكره بقلبي ولساني فقد جمع المنكرات من أطرافها وبذر أموالا سيسأل عنها أصحابها والمسلمون أحوج ما يكونون لها. اللهم إن إخواننا يموتون ويذبحون في بلاد الشام وهؤلاء يأتون بفسقة الشرق والغرب ليلهوا شباب الأمة وينشروا الفاحشة في اللذين آمنوا. فلا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يالله”.
ولئن كان موقف الكتاني هو الغضب، فإن زميله في التيار السلفي محمد عبد الوهاب رفيقي، اختار أن يعلق بكثير من الهدوء والتروي:” مواجهة سخافات موازين لا تكون في نظري بمجرد إصدار البيانات وإطلاق العنان للشجب والتنديدات، ولا بمجرد إقامة وقفات احتجاجية على أهميتها، ولكن بالتفكير الناضج و إدراك حجم الذات وحجم من يقف خلف السخافة و آلياته ووسائله، والنظر إلى تلك الجماهير المستجيبة للسخافة، ودراسة نفسياتها وحاجاتها، و تحصينها فكريا و ثقافيا، و رفع مستوى وعيها مما يجعلها مميزة بين الغث والسمين، و إعداد مشاريع فنية بديلة، تجمع بين الالتزام والقيمة، و الجودة والإبداع و التأثير، و القدرة على الإقناع و الإبهار و الاستقطاب؛ متى ننتقل من سياسة ردود الأفعال والترنح؛ إلى الفعل والبناء و الانطلاق؟”.
بدوره علّق الناشط والمخرج المسرحي محمد السباعي على المهرجان قائلا:” حين أرى ذلك البذخ الذي ينفق على مهرجان موازين، أتذكرني أنا و أصدقائي المسرحيين ونحن نتجول على مندوبية الوزارات و المؤسسات المنتخبة بجهة سوس ماسة درعة لعلهم يتصدقون علينا بوسيلة نقل تقلنا إلى الرباط لتمثيل جهة الجنوب في مهرجان مسرح الشباب الذي ترعاه وزارة الشباب : فأقول ما أجملك أيها المغرب .
أما المهندس أحمد بن الصديق، فقد جعل من معشوقه الشعر سلاحا له للرد على المهرجان، وذلك عندما نشر الأبيات التالية:”
غابت موازيـن العـقــول و أصبـحــــتْ ***** أسـسُ الحـكـامـة كـلـها تـتـصـدَّعُ
وأتـتْ مـوازيــــن الـربــاط كـــــأنــهـــا ***** تــلـد الدراهــم والمنــيــر مُـدلـَّــعُ
فـتساءَلـَتْ نــفـسي أجـهـْـلٌ عَـمَّـنـا ***** وسألتُ حاسوبي أمِثـلـُك يُـخــدَعُ
فـرمقـتُـه يــرنــو وكــــلــُّه حــــســـرة ***** وكأنـما يــأسـى وعــيـنـُه تــدمــعُ
يــشـكو كـفـَاكـُم خِــسـَّــة وتـفـاهـة ***** يكفي نـفـاقا فالحـقائـقُ تـسـطـعُ
سُحـقــا لمن رضــي المـذلـة طائــعــا ***** يتـلـو المدائحَ إذ يـهانُ و يُـصـفـــع
صـــان الــكــريـــمُ كرامــــة لــعــبــاده ***** فإذا الــرجـالُ لـغـــيـــر ربـك رُكـَّــعُ
وتـنافـسوا في الـذل بـئسَ صنيعـهـم ***** يا ليتهم قِــبَــلَ العــزيز تـواضــعـوا
ركعــوا ثـلاثــــا في صفـــوف مـثـلــما ***** سيقـَـتْ خـرافٌ بالـولاء تـُـبَـعْـــبـِعُ
المدون كريم أمجون جعل من نظرية داروين عنوانا لتعليقه على موازين، حيث كتب على حائطه الفايسبوكي قائلا:” استوقفتني صورة لمغنية ظهرت فيها شبه عارية و ذلك خلال إحدى “قصارات” مهرجان موازين المنقولة على قنواتنا التي يشرف على وزارتها الملتحي سابقا “مصطفى الخلفي” ، حيث يحسب له و لعهده نزول كل السراويل “على المباشر” ، ولا عزاء له و لأبناء قبيلة البيجيدي غير أنهم يواجهون جيشا من تماسيح “سيطايل” و عفاريتها كما يقولون”.
واستطرد أمجون:” فإن كانت نظرية التطور “الداروينية” مردودة على صاحبها، فنظرية التطور “البيجيداوية” لا يمكن لأحد دحضها ، فالعدالة و التنمية انتقل من شجب مهرجان موازين إلى المطالبة بإلغائه، إلى الدعوة لمقاطعته، إلى السكوت عنه إلى تبريره، لينتهي به الأمر اليوم إلى نقله على الهواء مباشرة. فليحفظ التاريخ للعدالة و التنمية نظرية التطور، و الأكيد أن داروين كان ليرفع قبعته لهم اعترافا على قدرتهم البرهنة على نظريته”.
أما الناشط الفبرايري حمزة محفوظ، فقد صب غضبه على الغاضبين وليس على المهرجان في حد ذاته، قائلا:” واستفاقت فجأة النخوة على أموال الشعب واستغلال نفوذ أصدقاء الملك، بعد قيام مغنية بالصعود إلى المنصة بلباس داخلي، يا سبحان الله الغيرة على أموال الشعب والنفوذ بدورها لم تتضح لكم سوى في جسد المغنية، البارحة لما تحددت ميزانية البلاط بلعتم ألسنتكم، الآن فقط ظهرت أموال الشعب، كبرت مقتا كلمة تخرج من أفواهكم”.
ولم يختلف حال الصفحات الفايسبوكية عن حال الأفراد، فالصفحة الواسعة الانتشار، تقشاب سياسي، استخدمت سلاحها المعروف، وهو السخرية، للتعبير عن وجهة نظر مسيريها فيما يخص هذا المهرجان، فكانت النتيجة مجموعة من الصور المتهكمة، تبقى أكثرها شعبية، صورة وزير الاتصال محمد الخلفي وهو يتوعد مديرة الأخبار في القناة الثانية، سميرة سيطايل، إبان توليه الوزارة، ب:” إذا عاودت خليتك تنشري العري فدوزيم، أجي كرطيلي هاد اللحية”، إلا أن الوزير، وبعد تواجده في أستوديو مباشرة معكم بالقناة ذاتها قبل أيام، بوجه حليق تقريبا، غيّر من كلامه، وعلق على حفلة المغنية البريطانية ب:” الحمد لله مين جات غير فاللحية”.
وبدوره، لم يفوت “بوزبال” عبر صفحته الفايسبوكية، التعليق على حدث غناء جيسي جي بلباسها المثير، ونَشَر صورة للمغنية بالقرب من حفاظات بامبرز، بشعار إعلاني:” مهرجان موازين برعاية بامبرز”.
هسبريس – إسماعيل عزام (كاريكاتير خالد كدار)