حْلّي: جامعة ابن زُهر ستتغلب على الاكتظاظ بمُدرّجات وقاعات جديدة
يتحدث الدكتور عمر حْلّي رئيس جامعة ابن زهر بأكادير، عن الوضع بالكليات التابعة لهذه الجامعة. حْلّي الذي يدافع عن حصيلة السنوات التي يرأس فيها الجامعة الجنوبية، يؤكد أن الجامعة تغلبت على مشكل الاكتظاظ، وأنّ أشغال التوسّع التي عرفتها الكليات الخمسُ رفعت الطاقة الاستيعابية للجامعة، مشيرا إلى أن عدد الطلبة تراجَع هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة، خاصة في كليات الآداب والحقوق، مع تسجيل ارتفاع طفيف في عدد الطلبة بكلية العلوم.
– بداية دكتور حلي، يتزامن كل دخول جامعي مع الحديث عن الاكتظاظ الذي تعرفه الكُلّيات التابعة لجامعة ابن زهر، هل سيتكرر السيناريو نفسُه هذه السنة؟
*أعتقد أن الاكتظاظ صخرة كان لا بدّ من تفتيتها من أجل فتح نوافذ الممكن فيما يتصل بالتكوين الجامعي، وأظن أن جامعة ابن زهر سائرة في اتجاه سليم، إذْ رفعنا الطاقة الاستيعابية بالكليات الخمس بإضافة 9130 مقعد جديد، أي ما يفوق 25% مما أنجز على الصعيد الوطني، وكلها مقاعد جديدة، ناهيك عن إعادة تأهيل المؤسسات من المرافق الصحية والمرأب إلى المختبر والمدرّج.
الإرث كان ثقيلا وكان لابد من اعتماد مقاربة تشاركية من أجل تبيُّن الطريق وفتح آفاق تُعيد بعْث الأمل لدى الطالب ولدى الموظف والأستاذ الباحث؛ إذن المقعد أولا والتأطير ثانيا، حيث رفعنا من عدد الأساتذة بإضافة 200 أستاذ للأساتذة الـ600 الذين كانوا موجودين بالجامعة منذ 1984 وإلى غاية 2011، وهذا ليس بالأمرِ الهيّن؛ فالوزارة كانت لنا سندا أساسا للمضيّ في رفع هذا التحدي، وقد وصلنا بذلك إلى نسبة أستاذ لكل 82 طالبا على صعيد الجامعة وما زالت لدينا تحديات بالنسبة للموسم القادم نأمل أن نحافظ على وثيرة التوظيف الحالية على الأقل من أجل التغلب عليها.
ودعني أقول لك إنّ نسبة التأطير ونسبة استغلال المقاعد والفضاءات ستعرف تحسّنا قلّ نظيره خلال الدخول الجامعي لهذه السنة، وأنّ جامعة ابن زهر ستتغلب على الاكتظاظ بصورة واضحة ابتداء من الآن بـ5 مدرّجات جديدة و36 قاعة بـ175 مقعدا للواحدة، و24 قاعة بـ70 مقعدا. هذا التحدي دخل إلى نافذة الممكن بعدما كان قد أجهز على الأمل فيما سبق؛ ولأجيب على سؤالك فالسيناريو أفضل من مآسي الماضي، ولكن الطريق ما يزال يدعونا إلى مزيد من البناء والتحسين.
هناك مؤشرات جديدة تشجعنا كذلك، منها انخراط المكوّنات باعتبار العنصر البشري هو قوام الجامعة، والتراجع الذي حصل على مستوى أعداد الطلبة، فقد تراجع عدد الطلبة في كلية الآداب بـ14% وبـ21٪ في كلية الحقوق، وعرف زيادة بلغت 3% في كلية العلوم، مما جعل جامعتنا تعرف تراجعا واضحا بـ13% في الكليات الثلاث بأكادير.
هذا الوضع جعلنا نبلُغُ توازنا محمودا بين العلوم والتقنيات والتدبير والاقتصاد والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية؛ ثم إن الاكتظاظ يتم التغلب عليه بالتدبير الجيّد والجديد والشفاف كذلك؛ في هذا الصّدد أشير إلى أنّ كلّ طلبتنا سجلوا عبر البوابة الإلكترونية بمن فيهم المرشحون الـ 20711 للإجازات المهنية والماستر والماستر المتخصص، كما أنّ الطلبة الممنوحين يتوفرون اليوم علي بطاقة بنكية، والنتائج تعلن عبر الويب والتصحيح الآلي ساهم في التخفيف من ضغط التقويمات.
حتى التسجيل بالحي الجامعي يتم عبر البوابة، ونفكر في تحسين خدمات تدبير ملفات النقل الجامعي عبر البوابة ابتداء من الموسم القادم وغيرها، وفي بعض الأحيان هناك مقاومة أو تشويش، ولكن التواصل والإقناع يلعبان دور الوسيط المسهل؛ ولا يجب أن ننسى أن مكوّن الطالب هو علّة وجود الجامعة، وكلما قمنا بتحسين العرض التربوي والاجتماعي والعلمي لديه كلما ارتقت الجامعة وتحسّنت صورتها.
– من خلال جولتنا في كلية العلوم والحقوق، لا ننكر إحداث قاعات جيدة ومدرجات مستحدثة بمواصفات عالمية، لكن مع ذلك يشتكي الطلبة خاصة الماستر والدكتوراه من نقص في التجهيزات اللازمة للبحث العلمي ونقص في الأطر؟
* نحن على وعْي تامّ بذلك، لهذا قمنا ببناء بهو للبحث العلمي بكلية العلوم للباحثين سيَفتح أبوابَه قريبا، ونحن بصدد التهييء لتجهيزه بشكل يليق بالقُدرات والكفاءات العلمية لهذه المؤسسة؛ ثم نحن بصدد إنهاء الأشغال في مركز الأعمال ( centre d’affaires) بالمدرسة الوطنية للتجارة التسيير، ونعمل على تجهيز فضاء الإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وقاعة للصفقات وأخرى للمناقشات بكلية الحقوق.
– يشتكي بعض الطلبة من غياب تخصصات تعرف إقبالا من لدن الطلبة في كل من الكلية المتعددة التخصصات بورزازات وتارودانت، إلى ما يَرجع هذا المشكل؟
* لقد فُتحت الكلّيتان بوارزازات وتارودانت وفق تصوّر يقوم على اقتراح تخصصات مهنية، وهو أمر محمود، وقد أضفنا إليها تخصصات في الرياضيات والاقتصاد، وقد ارتفع عدد المسجلين بوارزازت بـ7% هذه السنة وارتفع بـ 8% بتارودانت.
نحن سائرون بتوازن وبتدرّج يراعي شروط التطور المتصل بهاتين المؤسستين اللتين تظل نِسَبُ تخرج طلبتهما محترمة وسرعةُ اندماجهما مشجعة شبيهة بمدارس جامعة ابن زهر التي لا يجب أن ننسى الدور الريادي الذي تقوم به.
ويكفي أن أقول إن نسبة الرفع من عدد طلبة المدرسة العليا لأكادير بلغت 12% هي ونظيرتها بكلميم، في حين بلغت نسبة الزيادة في الطلبة المهندسين الجدد 27%؛ ولذلك نحن مدعوون للإسراع ببناء مقر مدرسة المهندسين وكلية الطب لتوسيع رقعة الأطر ذات الجودة المأمولة التي نريدها لجامعة ابن زهر.
– في مسألة المسالك والشعب لماذا ظل مسلك الأمازيغية تابعا لشعبة اللغة الفرنسية رغم أن الطلبة خاضوا معارك نضالية وتلقوا وعودا بإحداث شعبة الأمازيغية مستقلة؟
* أبشّرك بأن مجلس الجامعة وافق على إحداث شعبة الأمازيغية، وهناك إعادة هيكلة لهذه الشعبة ستفضي مبدئيا إلى التحاق أستاذ متخصص في المجال من شعبة اللغة العربية وأستاذة أحرزت لقب أستاذة مؤهلة في الأمازيغية في نهاية الموسم الفارط.
– جامعة ابن زهر ليس فيها مطعم بالحي الجامعي، هل هو تقشف أم ماذا؟ خاصة وأن الجامعة شيدت مؤخرا مدرجات بأرضية فاخرة جدّا؟
* المطعم قادم وحيّ جامعي جديد إضافي، وهناك إضافة 180 سريرا جديدا في دار الطالبة التي تديرها جهة سوس ماسة درعة.
– ماذا عن ملف الموظفين الذين يريدون متابعة دراستهم، ماذا أعدّت الجامعة لحل أزمة هذا الملف؟
* الجامعة فتحت ترشيحا عبر البوابة الالكترونية للموظفين، وستبث المؤسسات المعنيّة في الأمر قريبا، علما بأن الطلبات موجهة في 95% منها لكليتي الآداب والحقوق، مما يثقل كاهلهما؛ في كل الأحوال ستبث هياكل المؤسسات في الأمر قبل متم هذا الشهر.