أراء وحوارات
عائشة أبو دميعة سليلة السملاليين التي حملت مشعل المحافظة على التراث الثقافي و العمراني لدار إيليغ بلمسات النواعم
في سيرورة خطها التحريري والجريدة الالكترونية اخبار سوس تتحف قراءها بالنفائس و الدرر الموشومة بلمسات السوالف ،درر صقلت من مناجم الثقافة و الرياضة و الفن و من كل الدروب.
وقفتنا تحط بنا الرحال عند فاعلة جمعوية كان لنا الإحتكاك بها في ورشات التكوين و في البدايات الأولى لدعم تمدرس الفتيات بالعالم القروي ،كيف لا وهي الفاعلة بإطار جمعوي يحمل نفس الإسم.
تلك هي عائشة أبو دميعة حفيدة أبي حسون السملالي عصامية النهل و تطوير القدرات الذاتية و التي تدرجت في فصول الدراسة بين الغرف من أدب موليير إلى تحصيل إجازة في علم الإجتماع القروي و التنمية وصولا إلى النهم من ماعون ماستر السياحة و التواصل لتضيف إلى زادها المعرفي و الجمعوي مناهج تواصلية تستثمرها في مشروع مستقبلي آثر المحافظة و تثمين الإرث الثقافي و العمراني لدار ايليغ بل استطاعت أن تخلع لنفسها لقب “محافظة متحف” هذا التكليف الذي ارتبط بعالم الذكورة دوناعن نون النسوة .
فعائشة رئيسة جمعية المحافظة على التراث الثقافي و العمراني لدار ايليغ و عضو بمنظمة آناليند لحوار الحضارات.
هذا الكم المعرفي في شقيه النظري و التطبيقي دفعا بعائشة أبو دميعة أن تلج مجال تثمين الموروث الثقافي و الإعتزاز به، فبعد أن مارست و درست بمجال أكادير إداوتنان لم تأل جهذا و توسع مجال نشاطاتها في اتجاه دار ايليغ المتواجدة على بعد 52 كلم من تزنيت و 6 كلم من زاوية سيدي احمد أوموسى لتحط رحالها بهذه المعلمة التاريخية التي لعبت أدوار اقتصادية و اجتماعية في حقبة من تاريخ المغرب عامة و سوس بصفة خاصة ،دار مازالت تحتفظ بعدة معالم عمرانية من قصبات و أسوار ،فأثرت أسرتها الصغيرة إحداث متحف دار ايليغ الذي دأب والدها الأستاذ الإمام أبودميعة و منذ 1980 على تدوين و ترتيب و تضيف مخطوطاته.
و بعد 12 سنة تم تدشين المتحف على مساحة تقدر ب 5000 متر مربع مفتوح في وجه الزوار و الباحثين و الطلبة .
تورد عائشة أبو دميعة أن فكرة تأسيس المتحف نابعة من اقتراح رائد السوسيولوجيا بول باسكون إثر الدراسة الميدانية التي قاربها في بحث له حول دار ايليغ في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات حيث اطلع على العديد من المخطوطات التجارية من أجل تأليف كتابة “دار ايليغ” التاريخ الإجتماعي لتازروالت وتضيف محافظتنا أن الغاية من تأسيس المتحف أساسيه غيرة مؤسسه على هذا الإرث التاريخي و المحافظة عليه و جعله موروثا عموميا يستفيد منه الجميع فهل موروث مشترك وجب تثمينه و المحافظة عليه لتوريثه للأجيال القادمة.
فجنبات دار ايليغ تزخر بعدد من المخطوطات و الوثائق و الظهائر السلطانية حيث يكتنز المتحف ب5500 مخطوط و3500 كتاب مخطوط و يرجع أقدم مخطوط به إلى سنة950 هجرية ، هذا الزخم الوثائقي تم تصنيفه و الفرز بينه من بين الظهائر الملكية و أخرى سلطانية ،بين عقود البيع و الشراء بين رسائل القادة و علماء المنطقة ؛ رسائل الوزراء و قناصلة الدول الأوربية ؛ رسائل النفالس و أعيان القبائل.
زخم من عقود التجارة بين دار ايليغ و سوس الصحراء (توبركتوو السنيغال و النيجر) عدد من الكتب التاريخية و الفقهية و الأحوال الشخصية و كتب عن صنع الأسلحة ، كتب عن التداوي بالأعشاب و اتيان السحر و الشعوذة.
رسائل الجالية اليهودية بدار ابليغ و اخرى لقادة الفرنسيين في عهد الحماية بأنزي و تزنيت و أكادير و مراكش فترة الثلاثنيات و الأربعنيات و الخمسنيات.
و يزخر متحف دار ايليغ بوثيقة متفردة خاصة بالشجرة العائلية للسملاليين و تمتد من الشيخ سيدي احماد اوموسى إلى النبي صلى الله عليه إلى آدم أبو البشر و قد كتبها الشيخ الرفاعي بمصر و قد تم توقيعها في العديد من الدول العربية التي مرت منها و يبلغ طول هذه الشجرة 4 أمتار و 95 سنتمترا عرضا.
تؤكد عائشة ابو دميعة ان المتحف يتوفر أيضا على العديد من المصنوعات اليدوية التقليدية المستعملة في المعاش اليومي للساكنة الإيليغية.
إلى جوار المتحف مضافات أهمها حصن دار ايليغ يحتوي على فضاء الإستقبال و مستودع الزيت و أخر للغلال و الثمار و مركز للفقراء الدرقاويين مستقرهم حين قدومهم إلى ايليغ ، علاوة على زاوية للذكر و العبادة و مركز للإصلاح.
فهل تكون لمسات عائشة ابو دميعة و حسها بضرورة تثمين هذا الموروث الثقافي كفيلة لحماية و المحافظة و الغشراك و الإستراحة؟
ألا تستحق مثل هذه المبادرة دعما اكاديميا تحفيزيا يزيد محافظة الدار آليات للتثمين و الحماية و المحافظة على هذا الموروث؟
بقلم محمد الرايسي
اتمنى كل التوفيق و النجاح للانسانة العصامية و الطموحة عائشة ابو دميعة