عبد الناصر بشار- المشاركة السياسية للشباب المحلي تحتم العمل وفق رؤى شمولية وتكاملية
- كيف تبدو لكم معالم خارطة الطريق لتفعيل المشاركة السياسية للشباب،كرقم أساسي، في معادلة إنجاح الخطط التنموية ؟
أولا ، ينبغي أن نعلم أن مجال الممارسة المتاح لمشاركة الشباب السياسية لدينا ، لا زال ضعيفاً، نتيجة لتدني مستوى الوعي بمفهوم المشاركة المسؤولة، وآلياتها ومجالات ممارستها من قبل الشباب أنفسهم، وهو ما يتطلب ضرورة توعية الشباب المحلي بمفاهيم وآليات الممارسة الديمقراطية والثقافة السياسية، إلى جانب تدني مستوى الوعي بعملية المشاركة السياسية والمتمثل في سوء الفهم لجدوى الممارسة السياسية لدى المؤسسات المعنية في التعامل مع الشباب، أو التأثير الممارس على الشباب من قبل ذويهم عند المشاركة السياسية ، بالإضافة إلى الازدواجية وسوء التخطيط لدى عدد من المؤسسات العاملة مع الشباب في تنفيذ برامجها الموجهة للشباب ، وبالتالي فشلها في تحقيق أهدافها. وفي اعتقادي ، فإن تفعيل المشاركة السياسية للشباب المحلي ، يحتم العمل وفق رؤى شمولية وتكاملية، تنطلق من فهم حقيقي للواقع السياسي والاجتماعي بالمنطقة ، لكن أمام توافر كافة مقومات ووسائل وفرص المشاركة السياسية للشباب ، فإنها لن تكون ذات قيمة إذا لم تواكبها الرغبة الحقيقية والمبادرات الشبابية الواعية والمدعومة بعمل مؤسسي شبابي، فالشباب المحلي مطالب بتغيير الاتجاهات والسلوكيات ، ونبذ المخاوف التي تعيق عملية مشاركته السياسية، والتوجه بأخذ الدور الفاعل للشباب في المساهمة في صياغة مستقبل الإقليم .
الآن ، نحن أمام حرص ملكي كبير للغاية ، لاسيما منذ خطاب 20 غشت لسنة 2011 ، على إيجاد دور للشباب المغربي قاطبة في مسسلسل تجديد المشهد السياسي والدفع بتشجيع ظهور نخب مؤهلة، وضخ دماء جديدة خاصة دمج الشباب في صفوف الأحزاب والبرلمان الذي يحتوي 30 مقعدا شبابيا في إطار الكوطا التي يضمنها الدستور الجديد .
- أنتم حاليا توجدون في موقع تأطيري وتنظيمي يضمن لكم فرص تفعيل هذه القناعات ، من خلال تجربتكم في الكتابة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة باشتوكة أيت باها ، هل تستعدون لمبادرات معينة في هذا الإطار ؟
بطبيعة الحال ، فالتجارب الميدانية التي راكمناها أساسا ضمن الفرص التي أتيحت لنا في العمل الجمعوي والاقتصادي بربوع الإقليم والجهة على نحو عام ، أظهرت أن ثمة طاقات وكفاءات تختزن إبداعا فكريا وتنمويا لاحدود له ، بيد أنها لاتجد في الغالب بيئة سليمة لإبراز هذه المكنونات الخلاقة ، هي تحتاج بالتأكيد لمبادرات تقوم على التحفيز والتنشيط ، ونحن واعون جدا بأهمية بلورة خطط وبرامج لتقوية قدرات هؤلاء الشباب الذين نعتز بانتمائنا لعشيرتهم المجتمعية ، وفي هذا السياق ، فإن التفكير والاستعداد الفاعل يتجه داخل حزب الأصالة والمعاصرة ، من خلال هياكله المنظمة بمدينة بيوكرى حاضرة إقليم اشتوكة أيت باها ، نحو إحداث إطار شبابي سيكون له الوزن ضمن تنظيم شبيبة الحزب ، ستتحدد أهدافه في تمكين الشباب المحلي من فرص التواصل مع القياديين الحزبيين ولاستيعاب جدوى المشاركة السياسية التي تصقل شخصية الشاب وتكسب أنشطته ودوره، القيمة المضافة الحقيقية لصالح التنمية المحلية الشاملة التي سيكون له الدور الفاعل في صناعتها والاستفادة من مشاريعها المستدامة.
ويجدر بنا أن نذكر بأن خلاصات المؤتمر الجهوي الأول للحزب الذي انعقد بأكادير ، نعتبرها أرضية جد متقدمة لوضع محاور ومفاصل كبرى للبرنامج التكويني والنضالي الخاص بالشباب على مستوى إقليم اشتوكة أيت باها بدائرتيه الجبلية والسهلية ، وهو ما سيدفع باتجاه بلورة لقاء تشاوري قادم، من شأنه أن يفتح قنوات أساسية للتواصل مع شباب الإقليم بسائر مكوناته ( تلاميذ، طلبة ، ناشطون جمعويون ، قطاعات سوسيومهنية ..) بغاية التركيز على التكوين في مختلف الميادين، وبخاصة كل ما له علاقة بالشأن العام ومسالك تدبيره ، وتقوية تواجد شباب الحزب بشكل متواصل إلى جانب المواطنين . وفي هذا الإطار، فإن الشباب المحلي بكل فئاته تنتظره برامج ومبادرات مبنية على الفعالية والجرأة والراهنية المنشودة ، ستشكل محورا بارزا في مشروع استراتيجية متكاملة للأمانة الإقليمية للحزب بالإقليم ، ضمن خطة لتتبع فئة الشباب وعقد لقاءات متواصلة معهم لطرح قضاياهم بكل جرأة وموضوعية لإدماج مواقفها ضمن النتاج القادم لتصور الحزب في مجال الشباب ، وذلك بالفضاء المتكامل الذي فتحته الأمانة الإقليمية بمدينة بيوكرى .
- كيف تتصورن مشاركة الشباب محليا، لصالح تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية بعمق ونجاعة؟
الإقليم الآن صار رقما أساسيا في معادلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجهة سوس ماسة درعة ، وهو بذلك ورش مفتوح لكل المبادرات والمشاريع التي ستظل قمينة بتعزيز هذه الحصيلة البالغة الأهمية ، باعتبارها ستفتح كذلك مجالا واسعا لاحتضان المشاريع الشبابية الفاعلة ، وخاصة في مايرتبط بتحسين وضعية الشباب المهمش وتمكينه من ميكانيزمات وآليات إحداث مشاريع مدرة للدخل، مبنية على التصور الذاتي وروح الخلق والرغبة في الاستمرارية . لذا ندعوا سائر شباب الإقليم الذي يمتلك تصورات لابتكار مشاريع تنموية واقتصادية بالأساس ، إلى التكتل داخل إطارات جمعوية وتنظيمية وتعاونيات الشباب ، للاستفادة من الإمكانيات الجديدة التي تتيحها البرامج الرسمية ، لاسيما مايرتبط بفرص التمويل والدعم من لدن برنامج المشاريع المدرة للدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والتي ساهمت بالفعل في إخراج مبادرات خلاقة بالمنطقة الجبلية للإقليم، التي تختزن فكرا بشريا مفعما بالحماسة والدينامية المتجددة . وينبغي الإعتراف أن هذه المنطقة تمنح فرصا لتنزيل الأفكار ذات البعدين الاقتصادي والتنموي ، فعذرية كثير من ربوع الجبل تفتح ورشا كبيرا للشباب لإنجاز مشاريع تندرج في سياق تنويع العرض السياحي بهذه المنطقة ، نظير مقاولات وتجمعات ذات نفع اقتصادي، والأمانة الإقليمية مستعدة للتفكير في ملتقيات لتكوين هؤلاء الشباب على مستوى بلورة المشاريع الموسومة بالجدية والقابلية للتفعيل ، فضلا عن تأهيل مختلف الكفاءات وتوجيهها إلى قنوات مهمة للمصاحبة والدعم لتعزيز الثورة الهادئة التي يشهدها الإقليم تنمويا، وهو ما يحتم على الشباب المحلي أن يبدع في الانخراط الوازن في هذا المسار الواعد ، بغاية بناء حاضر مشرق ومستقبل واعد للمنطقة بسواعد أبنائها.
جريدة الغد