أعمدةربورطاجات

ما لا تعرفه عن “الـتَّـبْراعْ” ….ما كنا اركوب ولا طحنا

(الـتَّـبْراعْ) الموروث الشفاهي الحساني…لم يكن أبدا ليعبر عن مكبوتات المرأة الصحراوية 

كفوا أقلامكم المسمومة عن تراثنا وسخروها فقط لما انتم محترفون فيه فالثرات الحساني أغلى وأسمى وأغنى من أن يدنس بأقلام لا تعرف نطق كلمة من لهجتنا فكيف سخرتم مدادكم لشرح ما هو مقدس عندنا  ويا ليته بالحق.

دعونا أولا نوضح معنى هذا الموروث الجميل التبراع كما يعلم مجتمع البيظان هو فن نسائي جميل عبارة عن بيت شعر من شطرين على الوزن والقافية نفسهما، قيل انه أكثر بلاغة وتعبير من جميع أنواع الأدب الحساني.
مثلا 
من متن أسقامي =خمامة وقليل أكلامي
أسكي حتي مشد =لسقام الدرس التجدد 
فردل فأسقامي= ذلحد الكركر كدامي 
إبداع خاص يرتبط بمظاهر الحياة اليومية شكل مصدراً الهامياً في منظوم شعري  ابدعته نساء البيظان  غالبًا ما تنظم للمدح والفخر وتغزلاً في الرجال، وذلك في أجواء خاصة من السرية والكتمان و الحرص الشديد على عدم التداول والانتشار ليس كبتا كما وصفته جريدة هسبريس بل للحشمة والوقار والرقابة التي تفرضها تقاليد الحسانية على المراة
ولأن موضوعه الحب والعواطف فهو يقال في الخفاء وعلى بعد من الأقارب، كما أنه لا يقال في حضور المغنين، لكي لا ينتشر ويصبح في أفواه الناس، هذه  السرية التي أحاطت بالشعر النسائي الحساني حتى لا تنقص كرامتها وقيمتها عند الرجل كون قائلة التبراع تبقى دائماً مجهولة، بحيث ينتشر بسرعة وتتناقله الألسن ولكن من دون معرفة مبدعاته. وهذا ما يعزز مساحة الحرية التي تتبارى فيها النساء  له طقوسه الخاصة التي تمارسها نساء وهن مجتمعات للسمر، تختار واحدة منهن تبريعة في موضوع معين داخل إطار الغزل…غزلا عفيفا ،قد يعنيها وقد يكون عاماً ويستمر الأمر على شكل محاورة تبريعة.
شعر تبراع على خلاف ماكتب عنه جريدة هسبريس على لسان  ماصرحت به عزة بيروك انه وصل إلى درجة كبيرة من الفحش، حيث تعبر فيه المرأة الصحراوية عن مكبوتاتها دون أي خجل، خاصة أن المرأة الحسانية تحظى بمكانة مهمة في المجتمعات الصحراوية، حيث تستقبل ضيوفها في غياب الرجل، وتزداد قيمتها في قلب الرجل إذا تعددت زيجاتها”.والتي نفته من خلال صفحة التواصل الخاصة بعزيزة يحضيه

 لم يكن”الـتَّـبْراعْ”ابدا فاحشا او  تفريغا لكابت بمشاعر المراة فهو نوع من الادب الحساني مقصور كما وضحت سالفا على مجمع النساء وسهراتهم الخاصة وامسياتهم الشعرية لم تمنع من وصول بعض روائعه التي تداولها العامة بشكل كبير فأرَّخت بالتالي لشخصيات وحقب وأحداث تمجد سيدات ورثن طقوس الشعر الفطري الخالص

 اما  ما يخص ما تجده المراة في مجتمعات البيظان من الاحترام والتقدير الكبيرفدالك راجع لكون البيظان مرتبطين دينيا بشكل كبير وكدالك لثقافتهم العربية التي حملوها معهم طوال عصور كون اغلبية قبائل  بني حسان ترتبط  بمنبعها الاصلي العربي  بقبائل العرب ولم تتعدى المراة الصحراوية  مامنح   الشرع لها فاستقبال الرجال محدود في المحارم والاهل ولم يتعدى دالك نظرا لانه مجتمع قبلي ومترابط قرابة الدم عند كل قبيلة رباط مقدس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: