المجتمع

أنقذوا التلاميذ من المخدرات

رشيد أيت الطاهر:

إن الانتشار الواسع لشتى أنواع المخدرات بالمدرسة المغربية، يجعل التلاميذ معرضين صباح مساء لمخاطر هذه الآفات التي أصبحت في متناول الجميع، وهذا يدق ناقوس الخطر، من أجل التصدي لهذه الظواهر الخبيثة و المدمرة للأجيال، من طرف كل المتدخلين في الشأن التعليمي، و أن ليقتصر الحال على حملات تحسيسية و توعوية من أجل إبعاد الداء،  فالمدرسة المغربية تحتاج إلى علاج و دواء فعال أكثر ما تحتاج إلى الوقاية، وضع المدرسة المغربية لا يخفى على أحد، لكن ما أريد من خلال هذا التقديم أن أتحدث عنه  هو حالة  أحد التلاميذ حيث كان المشهد جد مؤثر .

كان التلميذ يدرس بالمستوى السنة الثالثة إعدادي بالثانوية الإعدادية سيدي بوموسى غرب مدينة أولاد التايمة، وذات يوم و بصورة مفاجئة شوهد المتعلم  داخل المِؤسسة  يقوم بتصرفات  غريبة، تارة يركض ويحمل الحجارة، وتارة  يقوم بحركات بهلوانية ، سأله  أستاذه عن سبب تصرفاته ، فأجابه ضاحكا “شربوني دوليوا”  و التلميذ ليدرك ما يقول وذالك يوم 16/10/2012، مرت ثلاث أيام على الحادث و التلميذ لازال على حاله، لينام ليلا ويطلب من الأم أن تفتح له الباب لكي  يخرج في منتصف الليل، الأم تخشى على ابنها وتتساءل هل فقد عقله أم لازال تحت تأثير ما أعطي له؟

هذا التلميذ الذي نتحدث عنه هو يتيم الأب، و بالتالي ترى فيه الأم رجل الغد، وتكافح من أجله لكي يكون كأقرانه، رغم الظروف الاجتماعية للأسرة ، اختارت الأم المدرسة لابنها عوض أن تطلب منه العمل أو أي شيء آخر يمكن أن “يدر” عليهم بعض النقود. الأم تعاني مع ابنها الآن لوحدها، لو علمت الأم ما كان سيقع لابنها ، لما فضلت انقطاعه عن الدراسة بدل الذهاب إليها.

 ونحن نطرح السؤال من سيساعدها؟؟؟ هل نترك الطفل بدون معرفة السبب؟ و من كان وراء ما جرى له؟ وكما تعلمون هذا التلميذ ليشكل إلا حالة من بين العديد من الحالات، إذا تركنا الوضع على ما هو عليه ، فهذا يعتبر انتصار لمن يروج المخدرات للتلاميذ و الأطفال  بصفة عامة، لابد من التدخل السريع من أجل وضع حد لهذه المآسي التي أصبحت تسيء إلى المدرسة المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: