مفارقة.. وزير بريطاني يستقيل بعدما وصف الشرطة بـ”الرعاع” والوزير الوفا دافع “الجبهة”

في الوقت الذي يطالب فيه عديدون من وزير التربية والتعليم محمد الوفا، تقديم استقالته من منصبه، إثر خرجاته غير المسؤولة والتي لا تتلاءم وكونه يحمل حقيبة قطاع جد حساس لارتباطه بالتربية، التي أثارت ضجة إعلامية وبلبلة على نطاق واسع، قدم وزير الشؤون البرلمانية البريطاني أندرو ميتشل استقالته أول أمس الجمعة بعد اتهامه بوصف الشرطة بـ”الرعاع”، بعد فشله في إبعاد هذا الاتهام عنه، خلاف ما يجري مع وزير”نا” في التربية والتعليم الذي جرح كرامة طفلة وأحرجها أمام زملائها ورافضا الاعتذار رسميا عن واحدة من زلات لسانه.
ذلك أن الوفا خاطب تلميذة في المستوى الخامس بعبارة “أنت خاصك راجل”، فضيحة من العيار الثقيل أفاضت غضب وسخط من حوله وجمعيات المجتمع المدني وآباء وأولياء أمور تلاميذ المدرسة التي تدرس بها التلميذة راوية “المهانة”، الذين طالبوا الوزير بالاعتذار إليها رسميا، لكنه أبى واستكبر، ملخصا الموقف كله في كونه اقترف غلطة بذهابه إلى مدرسة العزوزية بمراكش حيث تدرس راوية، لاغ بذلك مطلب الاعتذار بشكل رسمي إلى الطفلة المجروحة في كرامتها، وبالتالي مسقطا قرار تقديم استقالته من منصبه، ليكون بتعنته هذا قد دق مسمارا آخر في حقيبته الوزارية التي كثرت خرمها وتشعبت.
وزير الشؤون البرلمانية البريطاني، أدرك حجم خطئه فلم يجد غير تقديم الاستقالة تصحيحا للوضع، سيما أنه لم يفلح في تفنيد اتهامات بسبّه الشرطة ووصفها بـ “الرعاع” أثناء جدال دار خارج مقر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، حيث نفى الوزير استخدام كلمات مهينة لكنه أقر بالإدلاء بتعليقات غير مقبولة بعدما طلب منه الترجل عن دراجته أثناء مغادرته المقر الشهر الماضي.
وجاء في خطاب الاستقالة الذي رفعه ميشيل إلى كاميرون “اتضح لي خلال اليومين الماضيين أنه مهما كان الصواب والخطأ فيما حدث، فلن أكون قادرا على إنجاز مهامي كما نأمل”.