أراء وحوارات
وفاة النخوة العربية … الفاتحة !!!
في احد بيوت غزة المهدمة وبجانب جثة عدة اطفال استشهدوا من جراء قصف طائرات بني صهيون جلس عدة اشخاص يلبسون السواد وتبدوا عليهم مضاهر الحزن والاسى كان الجالسون هم الضمير العربي وأخته النخوة العربية وابن عمهم الشرف العربي وعمهم الكبير الواجب الديني.
جلس الجميع حول الجثث الطاهرة صامتين ولا أحد منهم ينبس ببنت شفة حتى قالت نخوة:
– وا سوءتاه واعورتاه اتجلسون هنا وقد اغتصبت وضاع شرفي على يد اليهود وبناتنا قتلن وهن في عمر الزهور مالكم صامتين اجيبوني ؟
أجابها الضمير:
– يا أختي لاتدعي العواطف تسيطر علينا ودعينا نفكر بمنطق العقل والاعتدال !!.
أجابته نخوة:
– أي عقل واي اعتدال ؟ ألا ترى ما يحصل؟ ألست أنت ضمير الأمة؟ وأنت أيها الشرف العربي ماذا حل بكم؟
أجابها الضمير وهو يتثائب :
– أما أنا فقد خدروني بالمال والسيارات وحب الدنيا والركض وراء لقمة العيش فلم أعد أصحى من النوم إلا ما ندر وان صحوت فللحظات قصيرة ثم اعود الى النوم .
وأكمل الشرف:
– أما أنا فقد نساني العرب ونسوا أن الشرف الكبير هو الأرض والوطن وأصبح الغناء والرقص ليل نهار والتعري شغل الشباب الشاغل والهاهم عن كل شيئ واصبح واحدهم خاملا ولا ينتخي إذا رأى اليهود يغتصبون أرض العرب أمام عينيه.
خاطبت نخوة عمها الكبير الواجب الديني:
– قل شيئاً يا عمي فأنت الكبير هنا وكلمتك هي الكلمة الفصل
ردّ عليها عمها الواجب الديني بحسرة:
– أي كلمة يا ابنتي؟ وقد أصبح الأمرفرقاً وشقاقاً وأصبح لسان العرب والمسلمين على بعضهم البعض أشد منه على عدوهم وأصبح رجال الدين يفتون بملابس النسوان بدلاً من الذود عن الأوطان و بدلاً من الفتوى بطرد اليهود أصبحوا يفتون كيف يمنعون تسرب المذاهب عبر الحدود ويحرمون على مجاهدي الامة الدعاء .
بكت نخوة بكاءاً مراً وقالت:
– من أستصرخ في هذه الأمة إذاً كي ينصرني ويشد أزري؟ ضمير نائم وشرف ضائع ودين منسي وا عورتاه وا سوءتاه ساصرخ في كل العالم حتى يعرف الكل كيف اغتصبت وذبحت .
أخرج الشرف سكيناً وطعن به نخوة وقال:
– هذه سكيني في خاصرتك كي تعرفي أن الشرف العربي لا يرضى أن تكشف الحرة عن اغتصابها امام احد وتقاليدنا ان نذبحها ونقتلها ونترك مغتصبها حرا طليقا وينجو بفعلته .
نظرت نخوة إلى الضمير وهي تحتضر فوجدته قد أغلق عينيه من النعاس ورقد على ظهره في احدى زوايا البيت المهدم لايدري بما حوله , استنجدت بعمها الدين فوجدته مشغولاً بفض العراك بين شيخين من مذهبين مختلفين أشبعا بعضهما ضرباً ولكماً حول فتوى اصدرها احدهما .
غرقت نخوة بدمائها ولفظت اخر انفاسها والكل يتفرج عليها ودفنت في غزة
وانا لله وانا اليه راجعون.