أراء وحوارات

الموسم الدراسيّ الجديد بين تفاؤل الوزارة وتشاؤم التربويِّين

التحق بحرَ هذا الأسبوع أزيد من 6 ملايين و790 ألف تلميذ وتلميذة بقاعاتهم الدراسية، داخل مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي، إيذانا بانطلاق موسم دراسي جديد، قالت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إنه عرف “ارتفاعا” و”زيادات” على جميع المستويات.

بلاغ صادر عن الوزارة، وتوصلت به هسبريس، تحدث عن زيادة في عدد التلاميذ المنتظر التحاقهم هذا العام، بـ2.3%، فيما يتوقع أن يبلغ عدد المسجلين الجدد حوالي 663 ألف تلميذ وتلميذة بنسبة زيادة 3% مقارنة مع السنة الماضية، نصفهم من الإناث.

“زيادات” الوزارة شملت أيضا إحداث 246 مؤسسة تعليمية جديدة، (68 مدرسة ابتدائية و114 ثانوية إعدادية و64 ثانوية تأهيلية)، إضافة إلى توفير أزيد من 4 آلاف حجرة دراسية و95 داخلية.

على المستوى الاجتماعي، تتحدث أرقام الوزارة عن استفادة مرتقبة لحوالي 3 ملايين و915 ألف تلميذ وتلميذة من برنامج “مليون محفظة”، والذي كلف ما مجموعه 360 مليون درهم، إلى جانب برنامج الدعم المالي المباشر “تيسير”، الذي سيستفيد منه 812 مستفيدا ومستفيدة، من داخل 494 ألف أسرة، بكلفة إجمالية بلغت 778 مليون درهم.

بلُغَة الأرقام أيضا، قالت “التربية الوطنية” إن حوالي 1.3 مليون تلميذ سينالون حظ الاستفادة من المطاعم المدرسية، مع أزيد من 147 ألف واحد سيقطن بداخليات المؤسسات التعليمية.

قصة الزيادات، التي بشرت بها بلاغ الوزارة، ضمت أيضا إضافة 7 آلاف أستاذ جديد من خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، حيث بلغ إجمالي مدرسي المؤسسات التعليمية العمومية 230 ألف و822 أستاذا وأستاذة على المستوى الوطني، أغلبهم في المستوى الابتدائي (126 ألف و666).

أما علاقة بالبكالوريا، فأوضحت وزارة التربية أن الدخول المدرسي الحالي سيوسع نطاق المسالك الدولية للبكالوريا المغربية، في خيار “الفرنسية”، مع إطلاق تجريب البكالوريا المغربية الدولية خيار “إنجليزية”، على مستوى 3 أكاديميات جهوية، وخيار “إسبانية” بأكاديميتين جهويتين.

وعن منظومة “مسار” الالكترونية، التي أثارت جدلا واسعا داخل صفوف التلاميذ وصل إلى حد الاحتجاج ومقاطعة الدراسة، فأوردت الوزارة أن تلك الخدمة الإلكترونية سيتم تعميمها لفائدة التلاميذ وأوليائهم، لتشمل سلكي التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي.

مفتاح: الدخول المدرسي ضعيف والتلميذ ينتظر الجودة

توفيق مفتاح، المفتش التربوي بأكاديمية الجهة التابعة للعاصمة الرباط، اعتبر أن وزارة التربية الوطنية تشتغل دون رؤية في وضع برامجها، مشيرا إلى أن البلاغ الذي قدمته “روتيني” و”لا يحمل أي جديد”، وفق تعبيره، مشددا على أن الوزارة تظهر بداية كل سنة كـ”ممول” وليس كمتابع لسياسات أو واضع لمخططات واضحة.

وانتقد مفتاح الطريقة التي أظهرت بها الوزارة الدخول المدرسي الحالي، “ليست هناك تعبئة قوية لدخول مدرسي في أصله ضعيف”، موضحا أن المواطن المغربي، بهذه السياسة، أصب يفقد الثقة في التعليم العمومية متوجها صوب الخصوصي.

وعن الإحداثات الجديدة التي أعلنت عنها الوزارة في بلاغها، قال المتحدث إنها لا تغني التلميذ في شيء، “لازال هناك اكتظاظ في الأقسام”، مضيفا أن الإضافات يجب أن تأتي من أجل توفير “مؤسسات حقيقية”، على أن هاجس الوزارة بات اليوم هو توفير مقعد، “التلميذ يريد جودة في التعليم وتدريس كفايات ومهارات”.

من جهة أخرى، تأسف توفيق مفتاح على غياب التحفيز في مبادرات الوزارة مع بداية كل سنة، مشددا على أن المنطق يستدعي إجراء تدابير متكاملة وشاملة، وتستمر طيلة الموسم الدراسية وقبله “وليس فقط عنده”.

وخلص مفتاح إلى القول بأن التلميذ لا يمكن له أن يستمر في “مدرسة لا تحترمه”، موضحا “منح محفظة للتلميذ ليس محفزا لكي يرتبط بالدراسة.. إنه يريد احترما لذكاءه واحتياجاته التعليمية”.

هسبريس – طارق بنهدا (صورة منير امحيمدات)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: