ثقافة وفن

في ضيــافة فنـان ” حسن بديدة ” صاحب الأدوار الغريبة على شاشة التلفزة

حاوره : عالي مسدور 

في هذا الركن الشهري نزور في كل مرة فنانا مغربيا تكون لنا معه دردشة فنية فنقدم لكم الحوار ليقربكم من الشخص و الشخصية.

نحل اليوم ضيوفا على فنان مسرحي و ممثل سينمائي مغربي أعطى الكثير  ولا يزال في المسرح المرتبط بالتراث المغربي بأنواعه ،كما عرف لدي جمهوره بالأدوار الغريبة علي شاشة التلفزة في الوقت الذي له بصمات إنسانية خالدة في كل زملائه ومن يتعامل مع الأستاذ “حسن بديدة”.

  • Ø    الأستاذ “حسن بديدة” نرحب بكم في موقع  أكابريس انفو .

** مرحبا بكم، و مرحبا بالموقع و أنا جد سعيد لكوني أول فنان يستضيفه موقع “اكابريس انفو “.

  • يتحدث الجمهور ومتتبعي الشان الفني و الثقافي بالمغرب عن إنجاز كبير تحقق لكم و أنتم تقدمون عرضكم المسرحي الثراتي الشهير بأسماء ثلاثة و بلهجات المغرب كيف تقربنا من الموضوع ؟

** اعتقد ان سؤالكم يتمحور حول التجربة التي قمت بها في إخراج النص المسرحي “البركاصة”. الذي كان أصله بالعاصمة المغربية فتحول بعد إعداد إلى الأمازيغية تم إلى الحسانية و قدم للجمهور في بقاع مختلفة من المغرب و صلنا به إلى مدينة الداخلة في أقصى الجنوب المغربي و قد نال استحسان الجمهور بكل اللهجات لأنه حقق التواصل .فكان العرض المسرحي المقدم بالدارجة العامية بإسم “البركاصة” و بالأمازيغية باسم “أمدوز” و بالحسانية باسم “ديكة على كبة”.

  • كيف امكن “لحسن بديدة” ابن المحمدية أن يقوم بإخراج عروض مسرحية بالأمازيغية,و بالحسانية ؟

**      إعلم قبل كل شئ أن لكل مغربي حق في الأمازيغية، كما هو حقه في الحسانية أو في أي لسان مغربي دارج، فهده ثقافتي لأنني مغربي ، إفريقي , أندلسي  فمن هنا تتكون قناعتي و هي ثقافتنا المشتركة و يجب على الجميع اغناؤها و الدفاع عنها.

  • Ø    هل وجدتم صعوبات في الأمازيغية مثلا ؟

**   عندما أتحدت عن الأمازيغية فأنا لا أحصرها في اللغة التي هي مجرد محدد للتواصل، و إنما استحضر الثقافة الأمازيغية بكل مقوماتها فهي العادات و التقاليد ، و نمط الحياة والعيش والتفكير. أما العمل الإخراجي بغض النظر عن لغة الحوار، فلا يعدو ان يكون المخرج فيه ذلك “المايسترو ” الذي يقود المجموعة الفنية، و المسرح كما تعلمون عمل جماعي .

  • Ø    ماهي ظروف الإشتغال الفني لحسن بديدة ؟ وهل تتذمرون من شئ ما  ؟

**  رغم أن هذا السؤال محرج فأن أتذمر في الحقيقة لشيئين إثنين : الأمر الأول عندما أكتشف ضعف الإمكانيات لإنجاز و تفعيل ما أفكر فيه ، و الأمر الثاني عندما أصطدم بالواقع الفني في بلدي , فقوتي اليومي رهين بعملي الفني ، و حتى إن وجد العمل الفني ، ليست لدي الحرية في إختيار العمل واستبداله بعرض فني اخر ، عندها أكون مطالبا بالإشتغال بمعزل عن قناعاتي الإبداعية , و بالرضى عن أي مبلغ  بخس  قد يقدم لي ، و لهذا السبب يصاب الفنان في الأخير بالتذمر.

  • Ø    من ماذا يعاني الفنان المسرحي بالمغرب ?

*  * “بزاف…” و هي كلمة تلخص قلة الإمكانيات، فدعم المسرح بالمغرب الذي تقدمه وزارة الثقافة لايكفي لعيش الفنان ، فهو دعم من خلاله تدعم الوزارة إنتاج العرض فقط ، و يبقى مشكل ترويج العرض مطروحا، ولا يمكن للفنان المسرحي أن ينتظر دعم الجمهور،  لأنه عاجز عن أداء ثمن  التذاكر بسبب ضعف القدرة الشرائية عموما،لذلك فالفنان في الدراما المغربية ، إنما يقتات من مدخول التلفزيون أو السينما فقط أما المسرح فليس له إيراذت. ورغم كل المجهودات التي تبذلها الوزارة الوصية فلا يزال يوجد الخلل ,  نحن نمارس السينما في المغرب لمدة تزيد عن خمسين سنة و كذلك التلفزيون أما المسرح فهو  أقدم بكتير ، و مع ذلك ، مازلنا نعاني قلة الإهتمام بالفنان.

 

  • Ø    مادامت وزارة الثقافة و صية على المسرح فهل تتحمل المسؤولية وحدها في الموضوع ؟

 

*   * “الله يكون فعوان الدولة ” لايمكن أن نطلب  المستحيل من وزارة فقيرة كوزارة الثقافة فهي تدعم المسرح و الموسيقى و التشكيل و إلاصدارات و الملتقيات و غيرها ، لذلك ينبغي تظافر  الجهود لتجاوز الخلل ، و الحديث عن البطاقة المهنية للفنان يجب وضعه في سياقة ، فبطاقة الفنان هي إثبات للمهنة أما التغطية الصحية فأنا من يدفع ثمنها السنوي ، و البطاقة لا يعول عليها للخروج من الأزمة مادامت عاجزة عن إطعام الأطفال ، و لا تقدم أجرا شهريا للفنان .

  • Ø    – و ماهو الحل للأزمة في نظركم      ?

**   الحل هو ضرورة إيجاد سوق قادرة على ترويج الأعمال الدرامية ، و خاصة المسرحية منها، فالفنان المغربي عاجز عن التفكير في العالمية , و يجب على الجميع أن يقتدي بالدراما الخليجية التي بدأت حديتا و أصحبت تضمن سوقا لها في العالم العربي ، و أؤكد أن الفنان المغربي اليوم في حاجة لسوق لترويج أعماله ،كما أن أزمة الدراما المغربية ليست مقصورة على أزمة النص كما يدعي البعض ، فهي أعم و أشمل ، و لذلك لا ترقى الأعمال الدرامية الرمضانية إلى مستوى المشاهدة فالجميع يتحمل المسؤولية وإن كان العامل المالي مهما هو الاخر.

  • Ø    توجتم مؤخرا في إحدى الملتقيات المسرحية بمدينة أكادير و كرمتهم في الملتقى مع ملاحظة غيابكم عن التكريم لماذا يا ترى؟

**  الحقيقة أن غيابي عن التكريم شئ يؤسفني ، و ليست المرة الأولى التي أكرم فيها بمدينة أكادير ،و إذ أنا فخور بهذه الإلثفاتة بالتكريم إلا أنني كنت مشغولا بتصوير ثلاثة أفلام مغربية، فيلمان سينمائيان و الثالث تلفزيوني، و هذا ما اضطرني للغياب عن أكادير و عن بيتي لمدة متواصلة تجاوزت تلاتة أشهر.

  • Ø    في معرض الحديث عن التصوير أكتشف أن لديك بالبيت مجموعة من الصور تؤرخ لعملك الفني حدثنا عن صورتك هذه و انت تلبس فيها الجلباب ( أنظر الصورة )

**   هذه الصورة هي لورشة إختيار الملابس في الفيلم الذي سنصوره قريبا لمخرجه “هشام العسري “بعنوان “غيثة ” وأسند لي فيه دور الأخ الأكبر, لذلك ثم في الأخير الإتفاق على هذا الجلباب، و سأؤدي الدور بهذه الملابس.

 

  • Ø    ماهو جديدكم الفني ؟

**     الجديد الفني يكمن في اقتراب الدخول إلى تجربة فيلم قصير مع الفنان  “رشيد الوالي ” لمخرجه الشاب “هشام أمل ” و سأقوم في الفيلم بدور الأب الذي يعاني من السرطان ، و الفيلم جيد و فيه إشارات فنية قوية لمعانات  الفنان المغربي .

  • Ø    رمضان على  الأبواب هل تعلمون بجديد فني تخبرون به القراء ?!

**   اعتقد أن الجديد في رمضان لهذه السنة أنه يحمل نبأ سارا للجمهور المغربي، فلأول مرة في تاريخ الدراما المغربية سيكون موعد الجمهور مع سلسلة بالأمازيغية على طريقة السيت – كوم و سيكون حلقات السلسلة باللهجات الثلاث للأمازيغية . وقد تبلورت فكرة السلسلة من ضرورة توحيد حقوق الفنانين الأمازي ، وإن كانت هذه التجربة لا تخلو من صعوبات فهي أيضا جديدة بالإهتمام و نثمنى لها النجاح و يبقى هدفنا إرضاء جميع الشرائح في الجمهور الأمازيغي .

  • Ø    ماهو رأيكم في مهرجان إسني وورغ ?

**   ” إسني وورغ ” هو مهرجان السينما الأمازيغية بمدينة أكادير و أثمنى له التوفيق و الإستمرارية ، و إن كنت أعلم بأن القائمين عليه يعانون كثيرا من قلة الدعم، وهذه فرصة لتوجيه النداء لدعمه، وكل المهرجانات الوطنية للسينما في الحقيقة يجب أن تستمر و تدعم لان هدفها نبيل و دورها مهم في تحبيب الجمهور المغربي في الفن السابع . و أعتقد أنه شئ جميل أن يلتقي الجمهور بالفنانين مباشرة و يشاهد أعمالهم السينمائية في الوقت الذي تعاني فيه قاعات السينما من الإغلاق و الهدم .

  • Ø    في الأخير نشكركم على ضيافتكم .

**   الشكر موصول لموقع “اكابريس انفو ” و لاشك أنها إنطلاقة قوية و متميزة بفصل طاقمها  الشاب و عنايتها للفن المغربي.

v   بطاقة الفنان :

  • ·       حسن ابن بديدة
  • ·       22 دجنبر 1960
  • ·       المحمدية .
  • ·       ممثل سينمائي
  • ·       مخرج مسرحي
  • ·       متزوج وله إبنان

v   العناوين

  • ·       لأول مرة في تاريخ الدراما المغربية نقدم للجمهور

سلسلة أمازيغية على طريقة السيت – كوم

  • ·       الفيلم الذي سيجمعني “برشيد الوالي” فيه إشارات قوية لمعانة الفنان المغربي
  • ·       لكل مغربي حق في الأمازيغة .
  • ·       أصطدم بالواقع الفني في بلدي : فقوتي اليومي رهين بعملي الفني

v   الصور :

  • ·       الصورة  1
  • ·       الصورة  2

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: