واك واك اعباد الله نريد الامن ، حناجر دوت هذه الأيام بعدة مناطق بجهة سوس ماسة ، مطالبة بالأمن والأمان ، بعدما كثرت الجرائم وكل لحظة تسمع وفاة واحد هنا ومصرع واحد هناك … اين هو الفاعل الجمعوي بتيزنيت ؟؟؟ اين هو موزع الدجاج ؟؟ اين هو الصباغ الذي جاء من الدار البضاء الى ايت وكمار ليقضي العيد مع اهله ؟؟ اين هو الشاب الذي دهسوه بالسيارة بالقليعة ؟؟ اين هو الشاب الذي قتل بساحة اسايس بايت ملول ؟؟؟ اين تم اين تم اين ؟؟؟ الكثير ….
ان رجعنا الى التحليل والدراسة والبحث سنجد كل مرتكبي هذه الجرائم انما هم مراهقون شباب ، لعبت بعقولهم المخدرات والقرقوبي والطيش والتهور ، شباب ضائع لم يجد عملا سوى التسكع في الشوارع والازقة ، شباب لم يجد من ياخد بيده فسقط في ارتكاب الجرائم … المهم ان راجعنا فسنقول : الذي شارك في هذه المعادلة بامتياز هي المخدرات بانواعها ، منها القرقوبي او ما يسمى بالبولة الحمراء ، ومنها الويل الاحمر السيلسيون او الول الابيض الدوليا التي تباع في الدروكريات وعند المحلات بلا حسيب ولا رقيب ، الكيف والحشيش والشيرا وغيرها كثير …
مهما اختلفت الأوصاف والتسميات بين الكريساج ، التشمكير، التقرقيب ،….أو التشرميل أوما دون ذلك ، اوما قد نسمعه مستقبلا من نعوت وتسميات تستمد شعبيتها وانتشارها من “هلوسات ” تصيب العامية المغربية ، فإن انحراف شبابنا بكل تمظهراته وانعكاساته : واحد .
هذا الطرح تؤكده تقارير وزارة الصحة التي تقول ان نسبة كبيرة من اطفال المغرب يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة ستدفعهم الى الارتماء بين احضان الاكتئاب واليأس ، وربما الجريمة وتدمير الذات كما تؤكد إحصائياتها الجديدة بشأن الحالة الصحّية والنفسية للشباب والأطفال ، أن نسبة14 °/° من الفئة العُمرية المتراوحة ما بين 13 و 15 سنة حاولوا الانتحار مرّة واحدة، أوْ عدّة مرّات. وأنّ 16 °/° من التلاميذ المتراوحة أعمارهم ما بين 13 و 15 سنة، يُدخّنون ،6 °/°منهم سبق لهم أن تناولوا مشروبات كحولية، و 4 °/° سبق لهم أن تناولوا موادَّ مُخدّرة. فعندما يتعاطى أطفال لا تتعدّى أعمارهم 15 سنة، للتدخين وللمشروبات الكحولية والمخدّرات، وللجريمة وتدمير الذات… بهذه النّسب المرعبة، فإن ذلك مدعاة لوقفة تامل عميقة وكبيرة في تمظهرات ووضعيات عيش اطفالنا ، لأن طفل اليوم بتنشته الاجتماعية وبظروفه السوسيواقتصادية ، هو شاب الغد الذي سيجتر معه لا محالة كل موروث تنشته الاجتماعية وظروف عيشه بكل هفواتها وويلاتها ليرسم كرها اوطواعية ملامح كئيبة لغد ينتظره وينتظر محيطه معه. لذا، فإن حديثنا عن ظروف عيش اطفالنا يقتضي منا استحضار البعد التربوي الوليدي والتنشئة الاجتماعية لهم، والتي تتحمل فيها الاسرة النزر الاكبر من المسؤولية. “. إنّ الأبَ، أو الأمّ، اللذين لا يستطيعان تربية أبنائهما تربيّة جيّدة، ولا يستطيعان أن يُوفّرا لهما ظروف عيشٍ تليق بكرامة الإنسان يجدُر بهما ألا يُنجبا أصلا! فليس المهمّ أن ينجب الإنسان، لكنّ الاهم “صناعة ” مواطن مفيد لنفسة ولأهله ولوطنه. إن ظاهرة انحراف الشباب في تكاثر ويتخذ تجليات مختلفة : الكريساج ، التشمكير، التقرقيب أو التشرميل … الخ, غير ان مواجهة هذا الانزلاق الأخلاقي لا يعالج إلا من المنظور الامني فقط دون غيره مما يجعل هذه الظواهر في ازدياد. في حين ان المعالجة الفعالة والإيجابية والتي قد يكون لها وقع استئصالي للظاهرة مستقبلا ،يجب ان تكون استباقية وتستند إلى مقاربة شمولية يستحضر فيها البعد التربوي والتنشئة الاجتماعية والظروف الاقتصادية وطبيعة المحيط الذي يعيش فيه الشباب ،دون ان نغفل البعد الأمني الضروري الذي تكفله الصرامة الأمنية لخلق جو من الاستقرار والأمن الضامن للعيش الكريم . وبكل تاكيد لن يتاتى كل ذلك في غياب دراسات سسيوثقافية وسسيواقتصادية لواقع الشباب المغربي تعتمد في وضع الستراتيجيات والمخططات والبرامج التنموية للحكومة والاحزاب، مادام الاستتمار في مجال الطفولة هو اقصر طريق لتطبيق التنمية المستدامة.
مرتبط