أراء وحوارات

حرب بين بيضاوة وسواسة؟!

ما جرى يوم أمس بأكادير يندى له الجبين، أخرج ” الجلدة” معشوقة الجماهير من بعدها التنافسي التشويقي الأخلاقي ليجعل منها حربا بين مراهقين كسروا السيارات وعاثوا حربا بمؤسسة تعليمية إلى درجة ترعيب تلميذات داخل الحرم التربوي بجماعة الدراركة.

حوادث تكررت مرارا باكادير، نتيجتها النهائية خلق الرعب ومس الناس في سلامتهم البدنية وتخريب ممتلكاتهم، مع استنفار عشرات الرجال من الدرك والأمن كان بالإمكان تسخيرهم لحفظ الأمن العام، وحماية البلد من التهديدات المحيطة به، لكن بسبب ” لعب العيال” تركت المدينة الأهم لتقوم بتفريق المتعاركين طيلة يوم كامل وكأننا في حرب أهلية بين ” سواسة وبيضاوة “كما يحلو للمتنطعين تسميتها.

المقاربة الأمنية المبنية على اعتقال العشرات ثم إخلاء سبيل معظهم والاحتفاظ بعشرة أو أكثر بقليل… عملية تكررت مرارا دون ان تؤتي أكلها. من أجل ذلك اضحى على الجميع التفكير في صيغ ناجعة بعيدا.

المسؤولية ملقاة على عاتق الاسر التي أنجبت وربت، فأصبحت لا تتحكم في أبنائها، وإلا كيف يسمح لقاصرين دون الخامسة عشرة من عمرهم أن يسافروا من الدار البيضاء إلى أكادير بدون مرافق أو حام يمضون يومين جيئة وذهابا دون رادع، معرضون للاستغلال والانحراف. وحتى دون تأطير. كيف يسمح لمجموعة من ” البراهش” قادمون من بنسركاو والدشيرة والقليعة وأنزا للترويع، يصولون ويجولون بين أحياء أكادير حتى ساعة متأخرة من الليل دون رادع  يكسرون السيارات وابواب المجمعات والبيوت. لم تعد حتى هيبة الأمن تخيفهم …أين جمعيات الأحياء التي لا يهم بعضها إلى الدعم ؟

والأهم من ذلك أين جمعيات المحبين لماذا لا تشكل النموذج بأن يلتقي مثلا محبو الوداد والحسنية في انشطة تربوية تأطيرية وتحسيسية قبلية لكي يشيع الود المعروف على الوداديين وأن تبث هذه الهيئات المدنية الأخوة عوض التنافر والشحن المسبق الذي يصل ذروته يوم المواجهة. بالإمكان أن تكون الزيارات بين جمعيات المحبين داخل البيوت والأحياء وتقاسم ” الملحة” وأملو والعسل وأركان والثقافة والفن  واحدة من السبل الكفيلة برأب هذا الجبل من الضغينة الذي راكمه الكبار باسم حب الفريق. لماذ لا يأوي  الوداديون الحسنيين، وأن يرد عشاق الحسنية نفس الجميل من خلال أنشطة متنوعة ستذوب الجليد النفسي المتراكم بين المراهقين…نفس الشئ يمكن أن يفعله عشاق غزالة سوس الحقيقيين مع جيراهم من محبي الكوكب المراكشي أو الجديديين وغيرها من الفرق.

قبل الختام، وجب التنبيه أن من بين سواسة محبون حتى النخاع للفريقين الأحمر والأخضر، وبالعبارة البسيطة يوجد بيننا بسوس رجاويون ووداديون حتى النخاع، يجمعهم بفرق العاصمة الاقتصادية مسقط القلب فقط  دون أن يرتبط هذا  الحب بمسقط الرأس. ومعروف عن سواسة اندماجهم الاقتصادي ب”كازا “فهم عمودها الفقري ومحركو عائداتها التجارية وكما نتذكر الفرحة التي عمت أكادير خلال إقصائيات البطولة العالمية للأندية البطلة وكيف شجع عشاق الحسنية الرجاء بعاصمة سوس ورددوا عبارة ” وا الواليدة صيقطي اللعاقة الرجا باقا”

ظاهرة شغب الملاعب والنعوث القدحية المتداولة بين الجماهير يجب أن تختفي، كما يجب أن يحارب الشحن الذي يقوم به من يعتبرون أنفسم محبين عبر الفايسبوك فقبيل المواجهة تسود حرب فايسبوكية نفسية بين محبي الفريقين، وساهمت فيما وقع، بغض النظر عن السبب المباشر الذي أدى لتبادل الرشق بالحجارة.

السلطات المحلية والأمنية والقضائية على المستوى المركزي كما الجهوي، مطالبة بأن تقوم بتطهير الفيسبوك من صفحات تحمل اسم ” محبي فرق وطنية” وتساهم خلال اسبوع في تسخين ” الطرح” وإيقاذ النيران قبل المواجهة.

بدون كل هذا لن يستطيع لا الأمن والدرك ولا الأحكام القضائية في وقف هذا التشوه الرياضي الذي بتنا نغيش أمراضه خلال نهاية كل أسبوع أو خلال كل مواجهة  وطنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: