الفاعل الجمعوي و السياسي بمدينة انزكان محمد امنون يراسل رئيس الحكومة بخصوص الاساتدة المتدربين
رسالة الى معالي :
رئيس الحكومة السيد عبد الاله بن كيران
يقول تعالى:
“والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر”
صدق الله العظيم
اما بعد :
سيدي رئيس الحكومة:
قال العلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله :
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه. قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق. فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه. فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
سيدي رئيس الحكومة :
كن صريحًا بعيدًا عن المداهنة تامر بالمعروف و تنهى عن المنكر . فقد قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
هكذا هم السلف الصالح ، عكس ما نحن عليه، حيث أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذين يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة اكبر و اخطر من العفاريت و التماسيح .
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أنه قال : (( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة )) قالو لمن يا رسول الله ؟ قال : (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) [ رواه مسلم ]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) [ متفق عليه ] .
وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم . [ متفق عليه ].
سيدي رئيس الحكومة :
رسالتي / نصيحتي هده ليست تدخلاً في شؤونك بغير حق ، وليست إحراجاً لك ، أو انتقاصاً من شأنك ، أو لحب الظهور على شخصكم الكريم ، بل هي أسمى من ذلك وأرفع ، إنها برهان محبة لشخصكم ، ودليل مودة ، وأمارة صدق ، وعلامة وفاء ، وسمة وداد .
- رسالتي / نصيحتي هذه: أداة إصلاح.. وأجر وربح.. وصدق وفلاح.
- رسالتي / نصيحتي هذه: باقة خير اهديها اليك .
- رسالتي / نصيحتي هذه: نور يتلألأ لينير لك الطريق .
- رسالتي / نصيحتي هذه: قارب نجاة يشق لك طريق النجاة من دعاء المظلومين و اهات المتضررين و أمواج الفتن الهائجة .
- رسالتي / نصيحتي هذه: عبير طهر في خضم امتيازات و راحة و ملذات الكراسي و المسؤوليات .
- رسالتي / نصيحتي هذه: شذا عفاف يدعوك إلى نصرة المظلومين و قول الحق ثم الحق.
- رسالتي / نصيحتي هذه: حق لك علي وواجب علي تجاهك .
سيدي رئيس الحكومة :
أفسح : للنصيحة مجالاً في صدرك و تقبلها .
و اعلم : أن ما دعاني إلى نصحك إلا محبتي لك وخوفي عليك و التزاما بيني و بينك .
واعلم : أن المؤمن بالإصلاح و العامل عليه لابد له في الطريق من تقصير و خطاء ، و الاساسي هو كشف هدا التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء ، فلا تجادل بالباطل و تدافع عن الظلم و تتجاهل المظلومين ، واعترف بخطئك ولا تتكبر ، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .
وعليك : بعد اعترافك بالخطأ ان تنصف المظلومين من السادة الأساتذة المتدربين . وإذا : دعوت لي ، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك ، واعترافك بالفضل ، وإن لم تفعل فإنه لا اريد منك جزاءاً ولا شكورا .
سيدي رئيس الحكومة :
لقد ورد لنا عنك قولك لأعضاء المجلس الوطني لحزبك صباح يوم امس السبت بالمعمورة – الرباط : ” إن القوات الأمنية التي يتضامنون ضدها مع الأساتذة المتدربين، وينتقدون تدخلها ، هي التي تضمن أمن البلد وتمكنهم من التنقل إلى الرباط لحضور الاجتماعات وهي من الشعب وإلى الشعب ” و هي كلمات لا احد يختلف معك فيها و في مضمونها لو قيلت في غير هدا الفترة ، يومين بعد الخميس الاسود بمدينة انزكان حيث القمع الشرس للاحتجاجات السلمية للسادة الأساتذة المتدربين ضد المرسومين المتعلقين بفـصل التكـوين عن التوظـيف والتخـفيض من قيمة المنحـة امام المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين … اتفق معك سيدي رئيس الحكومة في مضمون المقولة و اختلف معك في سياقها و زمانها ، دون ان يعني دلك انني من ناكري الفضل على المؤسسة الامنية الوطنية التي أبانت عن فعالية مشهود بها في اعتراض مخاطر الإرهاب وإحباطها و الدود عن هدا الوطن الغالي ضد كل الاعداء و الحفاظ على امنه و سلامته … و لكن سيدي رئيس الحكومة اخشى ما اخشاه ان تكون كلمتك مفهومة بالعكس عند بعض الافراد في الاجهزة الامنية التي تحن الى الماضي و تعتبر ما صرحت به ادنا و دعما و ضواء اخضر للتنكيل بالمواطنين ، لأنها تستحق تقديرهم في كل الأحوال على ما تضمنه لهم من نعمة الامن و الحماية لا يمكن المزايدة عليها..
سيدي رئيس الحكومة:
هذا خطاء و زلة لسانية سياسية خطيرة لا تليق بمسؤول في مكانة رئيس حكومة في عهد المادة 22 من الدستور الجديد ….
سيدي رئيس الحكومة:
أتمنى أن تسارع إلى التراجع تصريحك هدا و تصحيحه او تفسيره و تدقيقه بشكل سريع الان و قبل غدا، لأنه لا يمكن ان نقايض حق المواطن في الكرامة و الاحترام و التظاهر السلمي وواجب الاجهزة الامنية في الالتزام بحدود القانون في أي تدخل كيفما كان نوعه و مكانه و زمانه …
سيدي رئيس الحكومة :
لا هوادة مع احترام القانون و ربط المسؤولية بالمحاسبة مهما كانت الخدمات التي يقدمها للوطن وللمواطنين ، هدا المسؤول او داك او هدا الجهاز او داك … مهما كان تقديرنا لحسن أداءه ، و على راس هده الاجهزة جهازنا الامني الدي نكن له كامل التقدير و الاحترام على منجزاته الامنية لحماية الوطن و المواطنين .. والامر من واجباته و من مهامه وليس له أن يمتن على الوطن و المواطنين بذلك .
سيدي رئيس الحكومة:
” ليس حــــــــــــــــرا من يهان أمامه إنسان ولا شعر بإهانة ” نيلسون ما نديلا
مشهد مؤلم حدث يوم الخميس بإنزكان في حق ابناء الشعب المغربي … كل انواع واشكال واصناف الركل والرفس والشتم الذي يندى له الجبين و يسائل ضمائرنا جميعا وقد نتج عن هذا التدخل الامني لوقف المسيرة السلمية اصابة العديد من اساتذة الغد ذكورا واناتا نقل العشرات منهم من المصابين والمغمى عليهم وخاصة والمصابون بالجروح و الدماء تسيل كالوديان على اجسادهم … اصابات كثيرة ومتعددة همت الاجساد و البدل البيضاء اصبحت حمراء ..أساتذة الغد يصرخون “و معتصماه و معتصماه “،فهل من مجيب ؟؟
سيدي رئيس الحكومة:
قد نتفق أو لا نتفق مع مطالبهم لكنهم ليسوا ببهائم ليضربوا ويعاملوا معاملة لا إنسانية.. كل هذا العنف اللفظي والنفسي والجسدي لن يولّد إلّا عنفا أشدّ منه وأعنف… الإحساس بالذل والمهانة والدوس على الكرامة إحساس فظيع وتداعياته أفظع..أي مغرب نريده غدا ونحن نعتقل ونقمع من سيربّي أجيال المستقبل؟ أيّ تعليم سيكون غدا بدون معلّمين؟؟أيّ قيم جديدة تريد بعض الجهات أن تفرضها في مجتمعنا ويكون ثمنها دم الأستاذ؟
سيدي رئيس الحكومة:
مطالب الأساتذة المتدربين برفض المرسومين الصادرين بتاريخ 23 يوليوز 2015 الاول تحت رقم 2-15-588 القاضي بفصل التكوين عن التوظيف و المرسوم الوزاري رقم 2-15-589 القاضي بتخفيض مبلغ المنحة من 2450 درهم إلى 1200 درهم، مطالب شرعية وحقوق دستورية لكل الشعب المغربي، والمساس بهذه الحقوق جريمة كبرى وخط أحمر، وأن يتم تعنيف الأساتذة المتدربين بطريقة و حشية و قاسية و منظمة بأوامر عليا أو سفلى جريمة اخطر تجاوزت الخط الأحمر.
أي رسالة ترسلها الدولة للسادة الأساتذة المتدربون و الرسميون على السواء ؟ وأي نموذج تقدمه الدولة للأجيال الصاعدة عندما يرون الأساتذة يضربون ويسحلون ويشتمون وتهان كرامتهم بطريقة و حشية و قاسية ؟ أي قيم نزرعها في هذا الأستاذ و تلك الاستاذة ونسعى أن ينقلها للأجيال القادمة ؟ أي جودة وأية مصلحة تتوخها الدولة عندما تلعب دور اللئيم في حضرة الكرام؟ أية مدرسة مغربية نموذجية نسعى لبنائها في مثل هذه الظروف و بمثل هده الخطوات الاجرامية ؟ ألن نخجل عندما نطالب بمعالجة أسباب ودواعي العنف في المجتمع و المدرسة و الجامعة الذي يهدد امن و سلامة الوطن والدولة تمارس العنف بشقيه الرمزي والمادي على المعطلين و الأستاذ و الاطباء و الطلبة و القضاة و الدكاترة و المكفوفين و الباعة المتجولين و دوي الحقوق في الاراضي السلالية … وتنقله مختلف وسائل التواصل ليخترق كل البيوت؟
لماذا تتسلط الدولة بكل أجهزتها وتحارب أي إشارة من المواطنين و المواطنات والتي تعبر عن ذكاء وحق المغاربة في المشاركة بالقوة الاقتراحية في بلورة السياسات العمومية و تقييمها بما يكفله الدستور؟ أين الشرفاء/ات في وطني ألا يستحق قطاع التعليم العمومي وصون كرامة رجاله ونسائه لحظة اجماع وطني حتى لا تتكرر المأساة ؟
سيدي رئيس الحكومة:
ادا كنت عاجزا عن كشف حقيقة ما جرى و يجري و مواجهة ضغوطات البنك الدولي و اكراهات العفاريت و التماسيح ، فكن وزير صدق و صراحة و اجعل الامر بين يدي جلالة الملك ، اقتداء بهذا الحديث : “إذا أراد الله بالأمير خيرًا؛ جعل له وزير صدق, إن نسي ذكرّه، وإن ذكر أعانه, وإذا أراد به غير ذلك؛ جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه” (أبو داود: 2932، والنسائي: 4210، وأحمد: 6/ 70 )
سيدي رئيس الحكومة :
احفظ لسانـــك أيها الإنسان… لا يلدغنك.. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه… كانت تهاب لقاءه الأقران
مدينة انزكان بتاريخ : 10 يناير 2016
محمد امنون
طالب باحث في سلك الدكتوراه
مستشار جماعي
عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم و الاشتراكية