انتظروا فيلم ” تروا نتمازيرت ” الجديد خلال عيد الاضحى في طبق من الفكاهة وكوكتيل غنائي

تشهد السينما الامازيغية طفرة نوعية وذلك على الرغم من انعدام الإمكانيات والموارد المالية ، إلا أن الشغوفين والعاشقين والمحبين للسينما الامازيغية يأبون بأنفسهم سلوك جسور المغامرة وذلك خدمة لرسالتهم الفنية وارضاء ا لجمهورهم الامازيغي العريض ، حيث يقوم الان فريق من طينة الممثل الشاب : “احمد انتاما ” والفنان القدير “محمد بادوج ” والممثل المساكش ” احمد عوينتي ” والفنانة سيدة الشاشة الامازيغية والمقتدرة ” فاطمة جوطان ” ، هذا وأسندت مهمة الغناء للفنان الكبير “الحسين امراكشي” واخرون ، بالاضافة الى جنود الخفاء الذين لا يظهرون في الشاشة من طاقم تقني متكون من مصورين وتقنيي الصوت ومخرجين ومنتجين ومساعدين شباب وزيادة الى من أسندت له مهمة الانتاج وهو ايدر هلال حيث يقوم الفريق باعداد فيلم امازيغي تحت عنوان ” تروا نتمازيغت ” بمنطقة قرية اضاضس التابعة لاقليم تارودانت ، يعملون مند مدة العمل في تصوير مختلف حلقاته ومشاهده التي تدور في عمقها حول سلسلة من المعانات التي يتكبدها ويعيشها الانسان الامازيغي في قراه النائية والتي لا يجد فيها الحد الادنى من ظروف العيش الكريم .
كل هذا رغم غياب البنيات التحتية ووسائل الاتصال والتواصل والتناقل عبر اقرب المراكز التي تتوفر فيها مختلف الخدمات والتي لا يجد فيها ذلك المواطن الامازيغي امامه حسب الفيلم الا وسيلة نقل تعود الى القرون البالية ، وهي المسماة في المخيال الشعبي ” الخطاف ” الذي هو في الحقيقة ” عتاق ” يقدم كل الخدمات وفي بعض الاحيان والمناسبات بدون مقابل .
هكذا يقدم الفيلم جملة من المشاكل والأحداث والوقائع التي تفضح ما ينتاب العالم القروي من اوضاع جد مزرية ، كل ذلك في قالب ممزوج ما بين الجد والهزل ترافقه معزوفات موسيقية وبأغان تزيد المشهد فهما وتفكيكا لطلاسمه وبالتالي تعمل على تفكيك رموزه .
ان هذا الفريق المتكون من “احمد انتاما ” و “محمد بادوج ” ” احمد عوينتي ” ” فاطمة جوطان ” و “الحسين امراكشي” واخرون ، يعيشون في عالم من النسيان والاهمتال والتهميش وعلى الرغم من هذا فانهم يحفرون وينبشون بمخالب اظافرهم في الذاكرة الجماعية الامازيغية وما تعيشه وتعرفه من اوضاع البؤس والتفقير والتجهيل حتى تكشف اللغة السينمائية الامازيغية عن وضعية العالم القروي في عالمه النائي والبعيد عن الحد الادنى من الكرامة والعيش الكريم .
ليبقى رسالة ليس للتباكي وانما للفت انظار المسؤولين والمجتمع من اجل التفكير في خلق عدالة وتوازن اجتماعي بين القرية والمركز الحضري الذي يحاول الفيلم من خلال مشاهده الكوميدية إبراز كل اشكال الاستغلال والصراع وسيادة الاستبداد والقهر من طرف بعض المستبدين والمستغلين وخاصة فئة مدبري الشان المحلي الطين يخدمون اغراضهم ولا يلتفتون الى تنمية المكان والانسان ، حتى ينعم بالاستقرار وبالاطمئنان كي لا يفكر في الهحرة والهروب الى المدن ليصنع احزمة ريفية حول المدن والحواضر .
تجدر الاشارة ان هذا المنتوج سيرى النور على ابعد تقدير بعد عيد الاضحى ان لم يتزامن معه ، وهو من اخراج احمد نتاما والانتاج لشركة هلال فيزيون .